أصبح اللواء محمود الصبيحي، وزير الدفاع اليمني، في الحكومة المستقيلة محور التعليقات والتكهنات في الأوساط السياسية اليمنية بعد نجاحه في الهرب من الحصار الذي فرضته عليه جماعة أنصار الله الحوثيين في العاصمة صنعاء، وإجباره على العمل معهم بعد الاستيلاء على دار الرئاسة والإطاحة بالرئيس عبدربه منصور هادي واحتجازه في منزله هو الآخر بصنعاء قبل أن يتمكنا الهرب من هذا الحصار إلى جنوب البلاد.
ونقلت صحيفة «الأولى» اليمنية المستقلة عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة في محافظة «عدن»، أن الرئيس هادي يعتزم تكليف «الصبيحي» بتشكيل حكومة لتسيير الأعمال من عدن.
وجاءت ضربة هروب «الصبيحي» وعمليات التمويه التي قام بها في رحلته إلى محافظة «لحج» جنوب اليمن بمثابة ضربة جديدة للحوثيين بعد ضربة هروب الرئيس هادي والتي أوقفت مخططاتهم في تنفيذ بنود الإعلان الدستوري الذي أصدروه من جانب واحد، واجتمعت اللجنة الأمنية العليا التي تشكلت بموجب هذا الإعلان، الأحد، لبحث التطورات في أعقاب هروب «الصبيحي» الذي يرأس اللجنة.
ولم يشر البيان الصادر عن الاجتماع إلى هذا الموضوع، ولكن مصادر سياسية وأمنية أكدت للصحيفة أن اللجنة ناقشت تداعيات وأسباب مغادرة «الصبيحي» وتم الإتفاق على عدم صدار أي تعقيب حتى يتم معرفة سبب مغادرته وهل سيلتقى بالرئيس هادي، وإذا تم فما الذي سيتفقان عليه، وفي ضوء ذلك ستحدد اللجنة التي يسيطر عليها الحوثيون موقفها.
وأرجعت مصادر مطلعة أسباب هروب «الصبيحي» إلى تصاعد الخلافات بينه وقادة في الجيش وبين الحوثيين لكثرة تدخلاتهم في الشؤون العسكرية ومطالبتهم بتوجيه حملة عسكرية للسيطرة على محافظتي مأرب وتعز اللتان ترفضان أي تواجد لهم على أراضيها، وقد زاره قادة من الجماعة في منزله يوم الأربعاء الماضي، وطلبوا منه شن حرب على مأرب وتعز بقيادته فرفض ذلك وقرر الهرب من صنعاء.