«أوبزرفر»: إيران تقود تحرير مدينة «صدام».. وسكانها يخشون الشيعة ودروع «داعش»

كتب: علا عبد الله ‏ الأحد 08-03-2015 14:21

رأت صحيفة «أوبزرفر»، البريطانية، أن التدخل الإيراني في مدينة تكريت العراقية مؤخراً يُهدد بحدوث نتائج وعواقب أكثر زعزعة للاستقرار في البلاد في المستقبل.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، الأحد، إن هذا الهجوم الذي شنته قوات الأمن العراقية والميليشيات الشيعية المسلمة المتحالفة معها، الأسبوع الماضي، ضد تنظيم «داعش» في محافظة صلاح الدين، شمال العاصمة العراقية بغداد، يمثل انتصاراً استراتيجياً لإيران، مشيرة إلى اعتراف مسؤولين أمريكيين وعراقيين، بدرجات متفاوتة، بشعورهم بالريبة إزاء إدارة الجمهورية الإسلامية للمشهد في العراق.

وأضافت الصحيفة أن الميليشيات الشيعية في العراق، التي تقاتل تحت مظلة «الحشد الشعبي» (وحدات التعبئة الشعبية)، تستجيب في نهاية المطاف إلى طهران وليس بغداد، وخاصة أنها توفر لهم الأسلحة والتدريب. ولفتت إلى ما تناقلته تقارير إعلامية مؤخراً من تولي قائد فيلق «القدس» (قوات الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني، بنفسه مسؤولية هذا الهجوم، الذي تم الأسبوع الماضي.

ورأت «أوبزرفر» أنه لم يكن أمراً غريباً أن يمضي هذا الهجوم قُدماً دون أي طلب بتدخل الدعم الجوي الأمريكي، إذ إنه لأسباب تاريخية وسياسية فإن طهران مثل واشنطن، ليس من مصلحتها التعاون العلني، حتى ولو كان ضد عدو مشترك.

وقالت الصحيفة إن الجمهورية الإسلامية تنتوي كسب المعركة في عراق ما بعد الاحتلال بنفسها، دون مساعدة أمريكية، بما يمنحها الهيمنة الإقليمية، التي مازالت واشنطن وحلفاؤها تسعي عبثاً لتحقيقها منذ احتلال العراق عام 2003.

وأضافت الصحيفة إن إيران، التي دعها رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي لبغداد، بدت تزيد بسرعة من نفوذها في البلاد بما يحقق مصالحها دون أي رادع تقريباً. وأشارت الصحيفة إلى ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في وقت سابق، إن «السعودية قلقة مما يحدث في تكريت، فإيران تسيطر على العراق».

وتابعت الصحيفة: «باتت الولايات المتحدة وبريطانيا تفتقران إلى أي سياسات شاملة ومتماسكة إزاء التعامل مع إيران والوضع في العراق، بل قللتا من نفوذهما إلى لعب دور المتفرج والاكتفاء بالإعراب عن أملهما في تحسين الأوضاع».

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية في تكريت هي الأكبر من نوعها، منذ سيطرة تنظيم «داعش» على مساحات في وسط وشمال العراق في الصيف الماضي. كما لفتت إلى أنه على الرغم من مواجهة القوات العراقية معارك كر وفر موسعة في كل منزل وشارع ومدينة، لكنها استطاعت على الأقل وضع «داعش» في موقف الدفاع عن نفسها.

ونبهت «أوبزرفر» إلى «تفاقم محنة أهل السنة في تكريت بسبب مخاوفهم من أن يكونوا ضحايا لرجال الميليشيات الشيعية، الذين يشكلون حوالي ثلثي القوات العراقية التي قوامها 30 ألف مقاتل.

وقالت الصحيفة إن تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، تعد مقعداً رمزياً للسلطة السنية، لذا يخشى سكانها من انتقام العناصر الشيعية منهم إذا ما سيطروا على المدينة، لتحالف القبائل السنية المحلية مع عناصر «داعش» عندما دخلوا المدنية العام الماضي، وقتلوا نحو 1700 شاب شيعي.

وأضافت أن آلاف المدنيين في تكريت محاصرون بين القوات العراقية التي تسعي للسيطرة وغالبيتها من الشيعة، وبين المتعصبين من «داعش» الذين يهددون باستخدامهم كدروع بشرية.