الكثيرون يلقبونها بـ«المرأة الحديدية» أو «تاتشر كرة القدم البوروندية»، على غرار رئيسة الوزراء البريطانية السابقة فى عالم السياسة، وذلك بالنظر إلى مشوارها الحافل بالمثابرة والعمل الجاد فى مجال كرة القدم، الذى يغلب عليه الطابع الذكورى.. هى البوروندية، ليديا نسيكيرا، أول سيدة تنضم إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا».
ودخلت رئيسة اتحاد بوروندى لكرة القدم السابقة، نسيكيرا، التاريخ فى مايو 2012، عندما تمت تزكيتها خلال أعمال الدورة 62 لكونجرس «الفيفا» لتكون عضوة فى لجنة الاتحاد التنفيذية، وكأول عضو من السيدات، لفترة مؤقتة امتدت لسنة. ثم نالت عضوية اللجنة التنفيذية، فى مايو 2013، بعد أن حصلت على غالبية الأصوات، فى أول عملية انتخاب لمرشحة من السيدات لـ4 سنوات، لتكون بذلك العضو الـ25 فى اللجنة التى كانت مكونة من 24 عضوًا، كلهم من الذكور.
وترى نسيكيرا (47عامًا) أن منصبها سيساعدها على «تحفيز السيدات للعب دور القيادة فى مجال كرة القدم، باعتبارها مدرسة للحياة»، وهى تؤمن بمقولة إن «كرة القدم للجميع».
وكان صعود السيدة البوروندية إلى الساحة الرياضية لافتًاً، حيث إنها كانت تدير مرآبًا لتصليح السيارات، تسلمته من زوجها الذى توفى عام 2003، ثم خرجت منه لدخول عالم كرة القدم.
واكتسبت نسيكيرا حب اللعبة من والدها، أحد أفراد العائلة الملكية فى بوروندى، رئيس أحد الأندية فى البلد الأفريقى، حيث كانت ترافق أباها إلى مباريات كرة القدم، عندما كانت بعمر الخامسة.
وبرزت نسيكيرا كلاعبة كرة سلة ولاعبة فى الوثب العالى، وذلك قبل أن تطلق فريقها الخاص لكرة القدم، ثم انتقلت إلى العمل فى مجال كرة القدم للسيدات، إلى أن تم انتخابها عام 2004 رئيسة لاتحاد بوروندى لكرة القدم وحتى 2013.
وتألقت نسيكيرا فى منصبها، وأعادت التوازن للكرة البوروندية، حيث فرضت أسلوبها الخاص، وقادت ما وصفه البعض بـ«ثورة» فى كرة القدم فى بلادها، وهى عضو فى اللجنة الأوليمبية الدولية منذ 2009. وبينما يصفها أصدقاؤها بأنها «شجاعة وذكية»، يعتبرها خصومها «سلطوية وحادة»، فيما تقول هى: «سر نجاحى بسيط، أنا أعمل وأعمل وأعمل».
وحصلت نسيكيرا على شهادة فى العلوم الاقتصادية والإدارية عام 1992، كما حصلت على عدة جوائز، منها جائزة اللجنة الأوليمبية الدولية للمرأة والرياضة عام 2009.