باحث أثري يكشف حقيقة اتهامات صلاح الدين ومحمد علي بهدم الأهرامات

كتب: أ.ش.أ الأربعاء 04-03-2015 13:21

يوافق 4 مارس ذكرى حدثين جليلين لشخصيتين من أبرز الشخصيات غير المصرية التي كان لها بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي بصفه عامة، والتاريخ المصري بصفه خاصة، وهما الذكري الـ 876 لوفاة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، والـ 246 لميلاد محمد على باشا، حاكم مصر، واللذان كان لهما بالغ الأثر في تغيير مجريات الأمور على كافة الأصعده العسكرية والدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

وقال الباحث سامح الزهار، المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية، إن محاولة تشويه صورة صلاح الدين الأيوبي ومحمد على باشا بأنهما هدما عددًا من الأهرامات التي هي نتاج وموروث ثقافي للحضارة المصرية القديمة يحمل في طياته ظلمًا كبيرًا لتلك الشخصيتين التاريخيتين، وتكرار هذه الاتهامات تخرج دائمًا من المتطرفين ليجدوا لأنفسهم الحجة والمبرر لهدم الحضارات القديمة.

وأضاف: «في سيرة صلاح الدين الأيوبي، ومحمد على باشا نجد العديد من الأسباب التي تنفي قيامهما بذلك الفعل، وتوضح الصورة الكاملة لما كان في العصر الأيوبي».

وأوضح «الزهار»، أنه ليس من العدل اتهام صلاح الدين الأيوبي بأنه هادم لعدد من أهرامات الحضارة المصرية القديمة دون النظر لطبيعة المرحلة التاريخية، وذلك لبناء سور لحماية القاهرة، وبناء قلعته، فقد كان هذا الفعل لا يعتبر جريمة في ذلك الزمن، وذلك لأسباب عديدة، منها أن الآثار بما فيها الأهرامات لم تكن تمثل قيمة اقتصادية كما في العصر الحديث، كما أنها لم تكن تحظى بالقيمة الثقافية المطلوبة، أو مصدرًا من مصادر التاريخ، وذلك بسبب عدم معرفتهم آنذاك باللغة المصرية القديمة المنقوشة على الأهرام، كما كان عصر صلاح الدين الأيوبي من العصور التي غلب عليها التقشف في النواحي الترفيهية لتوجيه كافة موارد الدوله للجيش، نظرًا للمخاطر التي كانت تحاك بمصر في ذلك الوقت.

وأشار إلى أن محمد على باشا والي مصر كان قد فكر في استخدام حجارة الأهرامات في بناء القناطر الخيرية، نظرًا لأن الآثار المصرية القديمة في ذلك الوقت كانت لا تعد مردودًا اقتصاديًا، ولعدم انتشار الحركة الثقافية بالشكل المطلوب آنذاك، ولكنه عدل عن الفكرة تمامًا، ولم يستخدم منها أية أحجار.

وتابع أن صلاح الدين الأيوبي قاد عدة حملات ومعارك ضد الفرنجة والصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن من استعادة معظم الأراضي المغتصبة بما فيها القدس بعد أن انتصر في معركة حطين.