ليليان ليست الهدف

كريمة كمال الثلاثاء 03-03-2015 21:08

الحملة على ليليان داوود ليست مجرد حملة على مقدمة برامج فالأمر يتخطى ذلك بكثير ليصل إلى الهدف الحقيقى وهو ضرب ثورة يناير- ليس فقط الثورة، فقد تخطت المرحلة ضرب الثورة والثوار وتشويهها وتشويههم- ونحن الآن فى مرحلة ضرب أهداف الثورة وما طالبت به..

صوت ليليان داوود مشهود له بأنه من الأصوات المهنية القليلة التى بقيت على الساحة الإعلامية فى مواجهة أصوات الفلول والأمنجية التى تسعى جاهدة لغسل أدمغة الشعب المصرى، ليعود كما كان فى حاله لا يشارك ولا يعترض ولا يطالب، ووسيلة الابتزاز للوصول إلى هذا الهدف موجودة وهى التلويح بما يجرى فى دول الجوار والإرهاب سواء فى المحافظات أو فى سيناء، وفى مقابل نحن ننقذ الدولة وننقذكم من مصير السوريين والليبيين، عليكم أن تقبلوا الأمر على علاته وألا تكون لكم أى مطالب تمت ليناير بصلة، من هنا نجد مثلا ما يجرى من انتهاكات فى بعض أقسام الشرطة يعود ليتصدر التواصل الاجتماعى بل إن وزارة الداخلية نفسها لا تنكره.. إخراس الأصوات المهنية الصادقة مطلوب بشدة لأنها تنير مساحة من الظلام الذى ينتشر ليضلل، لأن النور كثيرا ما يكشف الكثير من الحقائق التى يتم السعى للتعتيم عليها.

هل نحن فى حاجة إلى الاصطفاف خلف نظرية المؤامرة والخوف من مصير الآخرين والتهديد الذى توفره جماعة الإخوان يوميا، بالتفجيرات التى تغتال المدنيين وأفراد الجيش والشرطة، بدعم من الأناشيد الحماسية والرسائل الإعلامية التى تروج للأكاذيب مستغلة الخوف والرعب لدى المصريين؟ أم أننا فى حاجة لإدراك الواقع كما هو دون حاجة للتشويه والأكاذيب ونظرية المؤامرة؟..

الوضع كما هو على أرض الواقع يستدعى الاصطفاف وراء دولتنا وقيادتنا لنعبر هذه الحرب التى تهددنا كشعب ودولة.. لسنا فى حاجة لأساليب عفا عليها الزمن، كالأناشيد والرسائل الإعلامية التى تخلط الحقائق فالحقائق منتشرة على النت والتضليل والشحن قد يصطف وراءه البسطاء دون العقول، لكن حتى هؤلاء البسطاء تصلهم الحقيقة ولو بعد حين.. من يتصور أن تبنيه الخطاب الإعلامى المزيف الذى يتم الترويج له حاليا هو دعم للنظام السياسى الحالى وقائده فهو واهم، فأكثر ما يفت فى عضد هذا النظام وهذه الدولة هو هذه الأصوات التى تنعق ليل نهار فى القنوات لتغتال وعى هذه الأمة وتبرر للأخطاء التى تقع بدلا من أن تشير إليها ليتم تفاديها ترشيدا للدولة وتنويرا للقيادة لكى تصححها..

إخراس الأصوات لن يحدث حتى بالمطالبة بترحيل ليليان داوود، والنجاح فى ذلك أو ضرب أى صوت مهنى صادق آخر، فلا تستطيع أمة أن تعيش على أكاذيب وتلفيق مهما سعى من يتبنى ذلك ونجح فى مسعاه، فالحقائق موجودة وإعلانها متوفر وكشف التضليل والتدليس يجرى من كل من يسعى للحقيقة.. لكن هذه الحرب الشرسة المحسوبة على بعض الاتجاهات وبعض المؤسسات تحسب على الدولة كلها بل تحسب على الرئيس السيسى نفسه وهى تخترق الجبهة الداخلية وتقسمها بحدة فى وقت نحن أحوج فيه إلى الاصطفاف لمواجهة الحرب التى نتعرض لها..

الإحساس بانقلاب جزء من 30 يونيو على تحالف هذه اللحظة المصيرية لضرب يناير وكل ما يمثلها لا يخرج ثوار يناير من الصورة كما يتصور من يشنون هذه الحرب لكنه يخرج كل المصريين الذين خرجوا فى يناير أملا فى وطن يمنحهم الحرية والمساواة والعدالة، مما ينشر خيمة من اليأس والاكتئاب لدى الكثيرين بدأت ملامحها تتضح وسط صراخ الأمنجية الذى يتعالى يوما بعد يوم.