كتاب إسباني جديد يوضح تاريخ الإخوان الدموي للوصول لـ«الدولة المنشودة»

كتب: جمعة حمد الله الثلاثاء 03-03-2015 12:34

أصدرت دار نشر إسبانية كتابا بعنوان «الإخوان المسلمون»، تأليف الكاتب سيرخيو كاستانيو ريانيو، ويقع في ستة فصول، وعرض موضوعات متعلقة بالإسلام والتيارات الإسلامية، والحركة الفكرية للإخوان، وعملية انتشار الحركة دولياً، وموقف الإخوان من العنف، والمشاركة السياسية، ونفوذ الجماعة في أوروبا.

واستعرض المؤلف تطور الحركة الدولية للإخوان وتاريخ وعدد المنظمات المرتبطة بفكر مؤسسها حسن البنا، وعلاقتهم بالإرهاب، فضلاً عن الخلط بين الإسلام وشموله وبين تلك التيارات وتأثيرها السلبي نتيجة لأعمال عنف الإرهابيين، لافتا إلى أنه لا يمكن إنكار أن التنظيم السري للإخوان مارس أعمالا إرهابية.

وتناول الكاتب ظهور جماعة الإخوان 1928، والهدف من ورائها من أجل تأسيس ما يسمى الدولة الإسلامية المنشودة، للقضاء على النظم السياسية والسماح للجماعات الإسلامية بالوصول للحكم وتهيئة الأجواء للسيطرة على مؤسسات الدولة، موضحا أنه في مفهوم الجماعة لا تكون السيادة للشعب، وبالتالي رفض كل أشكال الديمقراطية.

وأوضح «ريانيو» أن التاريخ يكشف العديد من أحداث عنف جماعة الإخوان، لافتا إلى أفكارهم المتشددة، ومن ضمنها وجوب المواجهة المسلحة مع الحكومات التي تعتبر من وجهة نظرهم كافرة، فضلاً عن ارتكاب سلسلة اغتيالات، في مقدمتها اغتيال النقراشي باشا، رئيس الوزراء، والقاضي أحمد الخازندار، ومحاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، عام 1954، فضلاً عن عدد من أعمال العنف المسلح في سوريا، من خلال تكوين جماعات مسلحة صغيرة تعتدي بشكل مباشر على كبار المسؤولين. ووفقاً للمؤلف فإن الكثيرين يرون أن حماس صنيعة الإخوان.

ويتحدث الكاتب عن الدور السياسي للإخوان، لافتا إلى أنه بمجرد تحليل تطور المشاركة السياسية للإخوان في الشرق الأوسط يمكن إثبات أنه بالرغم من وجود نفس المبادئ الفكرية، إلا أن كل فرع من فروع الاخوان كان يوائم نشاطه السياسي بالمحيط الذي يعيش فيه.

واستعرض الكاتب الإسباني تطور جماعة الإخوان في الشرق الأوسط، وتطور فكرهم ليصل إلى الدول الغربية، لافتا إلى أنهم كانوا ينظرون إلى الغرب على أنه سبب كل المصائب والشرور التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي، وأن الغرب دار حرب ثم تحول فجأة إلى دار دعوة لنشر الإسلام، مشيرا إلى تخلي الإخوان عن مبادئهم للوصول إلى أهدافهم.

وتابع أن سيد قطب يعد المنظر الأساسي لفكر الجماعات الإسلامية المتشددة، وكان يهدف إلى قتال كل من في العالم الغربي والمجتمعات العلمانية والحكومات الكافرة التي تسيطر على العالم الإسلامي، لافتا إلى أنه عندما انتشر العمل الدعوي في ألمانيا أدى فكر الإخوان في عدد من القضايا إلى تفسيرات متطرفة، واستغلت بعض الجماعات الجهادية المساجد في ألمانيا لنشر فكرها، ومن هنا برزت الجهود التي بذلتها المنظمات الإسلامية المعتدلة لتوضيح موقفها والابتعاد عن التطرف والتعصب.

واستعرض الكاتب بشكل مفصل تطور دور جماعة الإخوان في كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وإسبانيا. مؤكدا أن الالتزام الذي تبديه الجماعة نحو القيم الديمقراطية ونبذ العنف يتعارض مع الدعم المستمر للعمليات الإرهابية التي ترتكبها حماس، وكذلك تبرير العمليات المتطرفة في العراق وأفغانستان ضد القوات الدولية.

وتساءل الكاتب: هل الإخوان تخلوا عن مبادئهم من أجل تحقيق أهدافهم واتباع استراتيجة للسيطرة على اللعبة السياسية؟ لافتا إلى أنهم وجدوا في السياسة الطريق الوحيد والسريع لتحقيق أهدافهم، وبسط نفوذهم والتقدم بشكل تدريجي، مشددا على أنه لا ينبغي النظر أن هناك تطورا إيجابيا في فكر الإخوان، لأنهم منذ البداية يدافعون عن فكرة استعادة الخلافة لتحل محل العلمانية والرأسمالية، اللتين تحكمان العالم حالياً، ويتبنون الفكر الإرهابي والعنف لتنفيذ مخططاتهم.