نشرت صحيفة «لوبسيرفاتور» الفرنسية، الثلاثاء، التفاصيل التي روتها أم فرنسية، من مدينة نيس، عن انضمام ابنها للجهاديين في سوريا، منذ حوالي عام.
وتقول الأم وتدعى، ميشيل، إنه منذ حوالي عام، ترك ابنها، «فريدريك»، 19 عامًا، مدينة نيس، وكل شيء وراءه، وسافر إلى سوريا.
وتتذكر الأم أنه قبل حوالي عام من الآن، في ديسمبر 2013، كان فريدريك يحتفل بعيد ميلاده الـ18، مرتديًا تي شيرت كرة قدم، ويقف بجانب شقيقته، والابتسامة تملأ المكان، وكانوا يحتفلون في نفس الوقت بعيد الميلاد، وسمحت له في ذلك الوقت بأن يفعل ما يريد، وكان قبلها يفكر في العمل في شركة أتوبيسات.
وتابعت الصحيفة: بعدها بيومين ترك فريدريك، منزل عائلته بحي سان-روش بمدينة نيس، متجهًا إلة إسطنبول، ومنها إلى سوريا، وكان قد قال لوالدته إنه مقيمًا في منزل صديقه، ولكن والدته علمت بمغادرته من بعض شباب الحي في وقت لاحق.
وتقول الأم: «نحن محطمين، إنهم أخذوا مني ابني، الجهاديين أخذوه» وأن ابنها هناك منذ حوالي عام، ولكنها لا تعلم مكانه بالتحديد، وإن كانت تتحدث معه من حين لآخر عبر الإنترنت.
وتابعت: هناك شاب آخر يدعى، «بريان»، 18 عامًا، من نفس الحي غادر في نفس اللحظة مع ابنها، وأن هناك عدد كبير من الشباب من الحي غادروا أيضًا، ولكن لم يكن هناك دلائل على قيامهم بذلك، فابنها قبل مغادرته كان يحتفل بعيد ميلاده وعيد رأس السنة.
وتتساءل الأم عن كيفية تواصله مع الجهاديين الآخرين قبل مغادرته، حيث قالت إن ابنها أغلق حسابه على «فيسبوك» قبل 3 أشهر من المغادرة، ولم يكن لديه سوى 130 يورو في جيبه.
وقالت إنها لم ترى شيءً غريبًا في تصرفاته، ولم ترى أي دليل في غرفته، وأنهم كانوا يقضون الكثير من الوقت سويًا، وأنها لم تراه قط يصلي أو يهتم بالأمور الدينية، وكأسرة كاثوليكية تقول الأم أنها لم تقم بتعميد ابنها عند ولادته، فقد تركت له حرية الاختيار عندما يكبر، وأنها ظنت أنه سيقوم بذلك، عندما كان يقول لها أنه على ما يرام، كانت تعتقد غير ذلك، فقد كانت تشعر أنه تعيس.
وتقول الأم إنها لجأت لعمدة نيس لحل مشكلتها، وإنها كانت تريد الذهاب للحدود السورية للبحث عن ابنها بنفسها، وإنها على اتصال بجمعية تسعىلفهم ظاهرة الراديكالية، والانضمام للجهاديين، وتمكن الآباء من أصحاب ذات المشكلة من اللقاء والتحدث سويًا.
ميشيل قالت إن آخر صورة رأتها لابنها في الصيف الماضي، كان يرتدي عباءة سوداء طويل، وعمامة على رأسه، وكان عابسًا، ولكن خلال الأسابيع الأخيرة تقول إنه أصبح أكثر نضج وصلابة واتزان، ولا يتحدث عن الجهاد ولا عن الأسلحة، وأطلق على نفسه اسم «أبو عيسى» ولم يعد يريد أحدًا أن يناديه بفريدريك.
وأوضحت أنه عندما تتحدث معه يراوغها، ولا يرد على جميع أسئلتها، فقط يردد أنهم يمارسون الرياضة، ويتعلمون الدين، فقد قال لها إنهم يلعبون الكرة مع الأطفال السوريين، وأنه غادر لبناء البشرية، وللدفاع عن الأطفال والنساء في سوريا الذين يعتدي عليهم نظام بشار الأسد.
وتقول الأم إنها توسلت لابنها كي يعود، وأنها ستقوم بمساعدته، ولكنه رد بالرفض، ثم عادت وأرسلت له مرة أخرى، بعد أن رأت مقتل بيير، أبو طلحة الفرنسي، في هجوم انتحاري بالعراق، وسألته إذا كان رأي تلك الأم تبكي ابنها، ولكنه لم يرد عليها حتى تلك اللحظة.