الملك سلمان من الشخصيات العربية المرموقة، وله كما، قال الرئيس السيسى، موقف عروبى لم يكن يعلمه أحد، وهو تطوعه فى الجيش المصرى فى حرب 1956. من هنا يبدأ الكلام عن مواقف السعودية بعد وفاة الملك عبدالله. الملك السابق كان له مواقف مشرفة من مصر ومن أوضاعها الداخلية، ولم تكن تلك المواقف حرصاً فقط على مصر وعلى أمنها القومى، بل كانت حرصاً أيضاً على الأمن القومى لكل بلدان الخليج العربى وعلى رأسها المملكة. فلولا 30 يونيو 2013 لاستدار الإخوان نحو هدفهم التالى وهو الخليج، وقد بدأوا بالفعل قبل هذا التاريخ بدولة الإمارات.
الآن ما ندركه من مواقف يقلق البعض، فبعيداً عن لهجة المجاملات والدبلوماسية، فنحن نحتاج إلى الوضوح، لأن القادم ربما يكون أهم من الفائت. من هنا نذكر أن المملكة العربية السعودية وضعت جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة تضم الجماعات الإرهابية، ومن ثم فإن هناك حاجة إلى تأكيد تلك المواقف والإمعان فى ثباتها بالنظر إلى ما يبدر من تلميحات من هنا وهناك نحو الرغبة فى تحقيق مصالحة مع تلك الجماعة، ليس بمعنى الجماعة الدعوية، بل الأمر أكبر من ذلك، بما يعنى عودة الجماعة «السياسية»!!
الأمر الثانى، ماذا يحدث فى شأن العلاقات بين السعودية وتركيا، تركيا دولة سنية كبيرة، والعلاقات الاقتصادية معها مهمة للغاية، لكنها دون أى شك أو مواربة دولة تشارك فى دعم الإرهاب، دولة تمرر مقاتلى داعش من منافذها البرية، وتشترى النفط من داعش، ولها باع طويل فى العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، والذود عنهم، والدفاع عن «قضيتهم». فهل بعد ذلك من الممكن أن تتنامى العلاقات معهم إلى الحد الذى نشهد فيه علاقات سياسية أكثر رحابة!!
الأمر الآخر، العلاقات مع قطر، وهنا نشير إلى أنه بمجرد وفاة الملك عبدالله فتحت قطر نيرانها على مصر عبر إعلامها، وكأن شيئا لم يكن. وبعد ذلك ببضعة أيام، سحبت سفيرها من القاهرة، وهى خطوة ما كان لها أن تتخذها قبل التشاور مع المملكة. من هنا يحق لمصر أن تتساءل: ماذا عن مقررات قمة الرياض بشأن قطر، وإلى أى حد تطلق أو تكبح السعودية عنان قطر للعبث بالأمن القومى العربى.
وأخيراً، ماذا عن القوة العربية المزمع مصرياً تأليفها، هل نحن بصدد موافقة سعودية على المشاركة فيها، بعد أن بدا أن مجلس الأمن على شفا أن يخذل الموقف العربى من منع السلاح عن الإرهابيين فى ليبيا ومد الحكومة الشرعية بالسلاح؟
كل هذه الأمور تحتاج إلى مواقف صريحة بين أكبر دولة عربية والشقيقة الكبرى مصر.. فهل من استجابة؟