لماذا تُوجعهم ليليان داوود؟ ربما للغتها العربية الفصحى السليمة وأدائها الراقى، ربما لمهنيتها العالية وتاريخها فى أعرق المؤسسات الإعلامية على مستوى العالم، ربما لأنها لا تعرف التطبيل الذى يجيدونه ويدمنونه، ربما لأنها ليست من حزب (خالتى فرنسا) المتخصص فى الشتم والردح وإنتاج البذاءات ممن وصفهم الأديب العالمى علاء الأسوانى بإعلام البط والأمنجية، ربما لأنها تفهم أن دور الإعلامى أن يتيح الفرصة للرأى والرأى الآخر، وهؤلاء لا يعرفون إلا الصوت الواحد ويخافون من كل صوت مخالف، ربما لأنها رفضت الانضمام لكتيبة التأييد والنفاق والوطنية الزائفة التى توزع صكوك الوطنية وتمنعها عمن تشاء، ربما لأنها تُعرّيهم أمام أنفسهم حين يكتشفون أمام صدقها كم هم كاذبون وأفّاقون، ربّما لأنهم يعلمون أن الناس لا تحترمهم وتنظر إليهم بازدراء بعد أن تحولوا لأبواق كراهية ودعاة قتل، ربما لأن ثباتها على مبادئها ومهنيتها وانحيازها للإنسان وحريته وكرامته يُشعرهم بخستهم وهم يتلونون مع كل سلطة وينحازون لمن معه القوة، فإذا سقط نفّضوا أيديهم منه وانطلقوا يبحثون عن السيد الجديد.
يدشنون حملة بائسة تافهة تليق بعقولهم الفارغة يدعون فيها لترحيلها من مصر لتكميم صوتها بعد أن تم تكميم أغلب الأصوات الإعلامية المتزنة التى كانت تحاول الحفاظ على الحد الأدنى من المهنية لترتفع أصوات قبيحة ويرتد صداها لتردد فى نفس الوقت نفس الكلمات ونفس المضمون المطلوب منهم، ويزيدون عليه تجويد وإضافة ما يعتقدون أنه يقربهم للسلطة ويجعلهم من مواليها.
(إعلام الموالى) يزعجه صوت حر واحد ولجانهم الإلكترونية تنشط وتتحرك فى توقيت واحد لتستهدف شخص ليليان داوود بالإساءة والتشويه والتخوين، يقولون للناس إن هذه إرادة شعبية لإخراجها، والحقيقة أن هؤلاء الحمقى ليسوا سوى قلة موتورة تم تمكينها من منابر الإعلام فى غفلة من الزمن لينفذوا الأدوار المطلوبة منهم سواء فى التطبيل أو فى تشويه المعارضين واغتيالهم معنوياً.
بضاعتهم الشتم، لأنهم ضعفاء لا يملكون منطقاً ولا برهانا، لو كنا فى دولة قانون لتم تجريمهم ومساءلتهم عن الخوض فى أعراض الناس وقذفهم مع نشر الأكاذيب والخرافات، لا يدركون أنهم ليسوا سوى مهرجين يصبغون وجوههم بمساحيق ملونة، تحاول أن تُجمّل القبح ولكن محال، فالقبح سيظل قبحًا والجمال جمالا.
تُوجعهم ليليان داوود، لأنهم يعرفون أن الناس قد ملّت من تطبيلهم ومن سفاهتهم وإذا أرادوا متابعة شؤوننا السياسية سيبحثون عن أمثال ليليان ليضمنوا الحصول على معلومة صحيحة والاستماع لرأى ورأى مقابل، يوجعهم أيضا كل صوت حر يلتف حوله الناس ويقرأون كلماته، يخشون من تأثير هؤلاء ويرتجفون كلما شعروا أن هناك شرائح واسعة من البشر تهتم بما يقولون من أفكار ورؤى.
لا أحد يصدق أراجيفهم وتشكيكهم، فهم كاذبون ومدلسون وتافهون، لا أحد يسمع لهم سوى من يشبههم فى إلغاء عقله وارتضائه التبعية لمن يخدعه ويأخذه للهاوية، يومًا بعد يوم تنتصر معركة الوعى وتزول الغشاوة عن العيون والقلوب ويدرك الناس من صدقهم ومن كذبهم، يومًا بعد يوم يخفت صوت الإفك وتبور بضاعته، فلتوجعهم ليليان وكل صوت حر ولا عزاء للمطبلين.