رئيس الطائفة الإنجيلية: أرفض الزواج المدني وليغضب من يغضب (حوار)

كتب: عماد خليل الإثنين 02-03-2015 09:14

قال الدكتور أندريا زكى الرئيس الجديد للطائفة الإنجيلية، إن علاقة الدولة بالكنائس القبطية حدث فيها توازن شديد بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حيث كانت غير مستقرة قبل ذلك، ولاتهتم سوى بالكنيسة الأرثوذكسية، فضلا عن أنها كانت تعتمد على التقارير «الأمنية».

ونفى زكى وجود علاقة خاصة مع الإخوان قبل ثورة 30 يونيو، مشيرا إلى أن شخصاً واحداً من أبناء الطائفة هو الذي كان قريبا منهم، رافضا من حيث المبدأ أي مصالحة سياسية مع الإخوان دون عدالة انتقالية، والعدالة الانتقالية ببساطة تعنى أن من ارتكب جرما يجب أن يحاسب عليه ويجب أن يطبق القانون بعدالة وشفافية.

وتحدث زكى لـ«المصرى اليوم» حول خطته لتطوير الكنيسة، والموقف من قضية الزواج المدنى، وتطوير الخطاب الدينى ورسامة المرأة لتكون قسيسا، وإلى تفاصيل الحوار:

■ البعض يتهم الكنيسة الإنجيلية بأنها كانت الأقرب لجماعة الإخوان المسلمين؟

ـ غير حقيقى، وليس لدينا أي علاقة بالإخوان عدا شخص واحد وهو معروف وله حريته، في الحقيقة في بداية 2011 بعد الثورة جاءت إلينا إشارات تقول إن الإنجيليين تقدميون وقاموا بدور كبير في ثورة 25 يناير ويجب أن يكون هناك محاولة لبناء الجسور ويجب أن يأخذ الإنجيليين المبادرة من أجل السلام المجتمعى فقمت بدعوة 10 من الكنيسة الإنجيلية في مارس 2011، 9 منهم قالوا لا يمكن التحاور مع الإخوان المسلمين، وواحد فقط قال ممكن، وقفلت موضوع النقاش وقتها، وفى شهر نوفمبر بعد الاستفتاء، تغيرت الدنيا وطرحت الأمر على قيادات الطائفة ورئيسها وقالوا وقتها الأمور تغيرت ويمكن أن نتخذ مبادرة في الحوار.

وفى يناير 2012 جهزنا بيانا وذهبنا لهم وهم وقعوا على البيان وزارونا في مارس 2012، وبعدها قالوا لنا إننا لن نقدم رئيسا ولن نسيطر على البرلمان وبعدها بأسبوعين فوجئنا بأن كل ما قالوه انتهى، وقدموا رئيسا وسيطروا على البرلمان، وكان من المفترض تشكيل لجنتين الأولى في الحوار ولجنة في العمل التنموى والاجتماعى ومن إبريل 2012 جمدت تماما هذا الحوار وعندما جاء الرئيس منهم لم يحدث حوار واحد أو لقاء، وشعرنا بأن ما قيل لنا كان غير صادق فجمدنا كل الحوارات واللقاءات ويمكنك الرجوع للصحف، فقد هاجمت اللجنة التأسيسة للدستور والإعلان الدستورى والنظرة للأقباط وكل الإجراءات التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين في مقالات بـ«المصرى اليوم»، وهذا الحوار كان لمدة شهرين ومن إبريل انتهى تماما وكنا نأمل في بناء الجسور، ولكن عندما اكتشفناهم لم يحدث شىء.

■ لماذا لم تتحرك الكنائس الغربية والمجتمع الدولى بعد حرق الكنائس عقب فض اعتصامى «رابعة والنهضة»؟

ـ الكنائس الغربية لها مواقفها، ونشرت في وسائل الإعلام هناك، ولكن الحكومات ومنظمات حقوق الإنسان لم تتخذ مواقف جيدة، وغيّرنا كثيرا في مواقف بعض الكنائس العالمية، لأن الصورة التي تم نقلها بعد ثورة 30 يونيو كانت ضبابية، وفيها مغالطات كثيرة، وجعلت البعض يكون أكثر ترددا، لأن ثورة يونيو قدمت على أنها انقلاب عسكرى وانتهاء للديمقراطية، وهى صورة عارية تماما عن الصحة، وكان لدينا وفدان من سويسرا وألمانيا مؤخرا، وما زلنا نقول لهم إن ثورة 30 يونيو ثورة شعبية، استجابت لها القوات المسلحةن وتم تعيين رئيس مدنى مؤقت والخروج من أزمة نظام الإخوان، ونحن محتاجون لمجهود أكبر لنقل الصورة.

■ بعد 4 سنوات على ثورة 25 يناير..هل نجحت في تحقيق أهدافها؟

ـ أرى أنه لا يمكن فصل 30 يونيو عن 25 يناير، فهما ثورة واحدة في اعتقادى، و25 يناير أخرجت الناس بدوافع ورغبات مختلفة، ولكن كان هناك هدف واحد، وهو كسر حاجز الخوف، وإسقاط النظام، وإرساء الحرية والعدالة والكرامة، ثم حدثت تشوهات أدت لخروج الجماهير في 30 يونيو لاستعادة واسترداد الثورة مرة أخرى، لكن نتائج ما بعد 30 يونيو كانت من المستحيل أن تكون دون 25 يناير، وكسرت حاجز الخوف، وجهزت مصر لبيئة تشريعية جديدة وتطور اقتصادى جديد، وأنا متفائل بالانتقال للديمقراطية، وأتصور أننا لن نقف أمام نتائج الثورة، وسنؤثر في المنطقة العربية ككل.

■ هل تحسنت أوضاع المسيحيين في مصر بعد «25 يناير و30 يونيو»؟

ـ أتصور بشكل كبير أنها تحسنت بعد ثورة 30 يونيو، وبخاصة بعد خروج البابا تواضروس ليقول: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، ولا نقبل التدخل الخارجى، فسلامة الوطن أهم من كنائسنا وأرواحنا وحتى العامة فهموا أن الوطن بالنسبة للمسيحيين أهم من أي شىء، ومن ناحية أخرى الرئيس السيسى شجاع ووطنى، وأخذ مبادرات جريئة، ورغم أن أوضاع المسيحيين متدهورة في المنطقة، فهى في مصر ممتازة.

■ كيف تدعم الكنيسة الدولة والرئيس في حربهما ضد الإرهاب؟

ـ أهم دعم للرئيس بالعمل الجاد، ويجب ألا ننساق وراء الشائعات، ونبنى مجتمع الثقة، ونتوحد، فلا نعطى ثغرة لأى تيار لإحداث شقاق في الجبهة الداخلية والقيام بأدوار في الخارج من خلال أصوات مستقلة تنقل الحقيقة للغرب والمشاركة في العملية السياسية ومواجهة التطرف وتطوير الخطاب الدينى، ليرقى بالمجتمع، ويذهب به للأمام.

■ هل نحتاج لتطوير الخطاب الدينى في مصر في الوقت الراهن؟

ـ الخطاب الدينى بحاجة إلى ثورة، فالفكر الدينى الذي لا يطور المجتمع، ويحترم الآخر، ويقدره، وغير قادر على فهم النص وأسباب التنزيل، وغير الملم بثقافة اللحظة أو مخاطبة الشباب والعامة، ويدعو للفتن والصراع والتحزب- يتنافى مع روح الثورة، ونحن نحتاج لخطاب دينى جرىء، يقوم بتطويرالمجتمع ومخاطبة الآخر وقبوله.

■ كيف ترى مشاركة الأقباط في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

ـ أعتقد أنها جيدة، مقارنة بأى مرحلة سابقة. صحيح هي ليست الأمثل، ولكنها جيدة في مقارنتها بأى مرحلة، وأرى أنها ستقوم بنقلة جديدة، ويجب أن نتعلم من الماضى، حيث الاعتماد على البعض قبل ثورة يناير كان يتم بتقارير أمنية، ولكن يجب أن يقدم الأفضل، والمشاركة نفسها ستكون بمثابة تدريب.

■ متى تحسم الكنيسة الإنجيلية رسامة المرأة قسا.. وما سبب الاعتراض على الفكرة؟

ـ سنحسم ذلك في شهر إبريل القادم، والقضية مرتبطة بوجود 3 تيارات رئيسية داخل أروقة «سنودس النيل الإنجيلى» الذي يضم المذاهب الإنجيلية، ومنها الموافق، والمعارض ومَن يطالب بدراسة الأمر.

■ وماذا عن قضية الزواج المدنى والجدل الدائر حوله؟

ـ الكنيسة الإنجيلية موقفها واضح في هذا الأمر، وهى مع الكنائس الأخرى ضد الزواج المدنى، ووقعنا على قانون واحد برفضه، والبعض قال لو أرادت الدولة إنشاء قانون مستقل للزواج المدنى، فلها حريتها، وأنا نفسى ضد الزواج المدنى، ومواد الدستور تنفى ذلك، ودستور مصر يكرس لدولة مدنية، لها احترام خاص للأديان، وأنا لست مع الزواج المدنى، وليغضب من يغضب لأنه ببساطة لن يحل مشكلة طالبى الطلاق، ولدينا زواج مسيحى مستقر، رغم وجود 100 ألف حالة تعانى من مشاكل في الأحوال الشخصية.

■ وكيف تُحل مشاكل طالبى الطلاق؟

ـ يجب على الكنيسة تشكيل لجان لدراسة كل حالة على حدة وعدم التعميم، ومن يثبت أن له الحق في الحصول على تصريح طلاق، فلتعطه الكنيسة ذلك.

■ كيف ننجح المؤتمر الاقتصادى في مارس المقبل؟

ـ أتمنى أن يصدر قانون الاستثمار، قبل المؤتمر أو خلاله أو حتى بعده، ونريد دولة القانون والشفافية في التعامل وتشجيع الدول في المشاركة، ونتوقع دورا كبيرا للخارجية وأتمنى أن نرى دورا كبيرا لرجال الأعمال ويجب أن يقوم الجميع بدور كبير لأنه مؤتمر يهمّ مصر كلها.

■ نرجع لدور الكنيسة الإنجيلية في الدبلوماسية الشعبية، كيف نستغل علاقات الكنيسة لصالح مصر؟

ـ الكنيسة تلعب دورا هاما في الحوارات مع الكنائس الإنجيلية حول العالم وبالفعل لم نستغل بعد هذه العلاقات الواسعة في التعبير عن مصر ولم نستغلها في بناء الجسور المشتركة وسندرس بعناية كيفية استخدام الدبلوماسية الشعبية بصدق من أجل توسيع العلاقات الدولية وتعظيم الدور لصالح مصر وسنعمل على ذلك خاصة مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ولاسيما أن هناك في الولايات المتحدة العديد من أعضاء الكونجرس ينتمون للطوائف الإنجيلية لم نتواصل معهم بشكل جدى ومباشر.

■ هل يعتبر ذلك خلطا للدين بالسياسة؟

ـ لا نخلط بين الدين والسياسة ولكننا فقط نقوم بالتوعية وننقل صورة صادقة عما يحدث في بلدنا من خلال صوت مستقل يعبر عما يحدث في البلد.

■ التقيتم برئيس الوزراء ونشرتم بيانا عما يحدث في مصر مترجما لعدد من اللغات.. لماذا توقفتم؟

ـ لقاء رئيس الوزراء كان بمناسبة زيارة وفد من رابطة الكنائس الإنجيلية لمصر وبالفعل نشرنا بيانا على مواقع الكنائس الكبرى والمؤسسات الإنجيلية حول العالم وقراء مواقعها بالملايين، وكان البيان صادقا وجادا للتواصل مع الجموع الغفيرة عبر عدد من الكنائس الإنجيلية وسنستمر في هذا والعلاقة ليست فقط بالزيارة ولكن التعبير عنها بطرق أخرى وهو دور سنلعبه قريبا.

■ هل تغيرت طريقة تعامل الدولة مع الكنيسة الإنجيلية للأفضل؟

ـ علاقة الدولة مع الكنائس كانت قبل الثورة ليس لها نظام محدد، في مرة يتعاملون مع الكنيسة الأرثوذكسية فقط ومرة أخرى مع باقى الكنائس وكانت تتعلق بالمزاج العام والعلاقة مع رأس الكنيسة القبطية فقط، ولكن بعد الثورة يجب أن تنتهى تلك العلاقة وتبدأ علاقة جديدة مع الكنائس الأخرى، لأن كل كنيسة لها نظامها الخاص وإدارتها ويمكن للكنائس أن تنسق معا ويجب ألا تختزل الدولة الكنائس في كنيسة واحدة، وألا تتعامل بطريقة البندول مرة هنا ومرة هناك، وأتوقع ألا تقوم الدولة بذلك لأن الرئيس السيسى لديه رغبة وطنية صادقة في التعامل من منطلق المواطنة وخاصة مع الأقباط بعد الدور الكبير الذي قاموا به في ثورة 30 يونيو، وبالتالى أتصور أن تكون العلاقة في الإطار القانونى للكنائس الأخرى.

■ ماذا عن العلاقة مع الكنيسة الأرثوذكسية؟

ـ العلاقة مع الكنيسة الأرثوذكسية مبنية على الاحترام المتبادل وعلى التقدير الشخصى لقداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لأنه يتمتع بروح محبة وتواضع عالية ولديه قبول للآخر ويتعامل معه باحترام، وأتوقع علاقات في منتهى العمق ونحن مدركون أن قداسة البابا يمثل أغلبية المسيحيين ولكن التنسيق في الأدوار أيضا مهم، وأتوقع أن تكون العلاقة طيبة للغاية.