مصر كلها فى نادى الجزيرة

ياسر أيوب الأحد 01-03-2015 21:13

للكتابة عن نادى الجزيرة مزاياها وعيوبها أيضا.. فالكتابة عن هذا النادى العريق تسمح لمن يمارسها بالتحرر من قضبان وقواعد وقيود الكتابة المعتادة فى مصر هذه الأيام.. فلا أنت مضطر لأن تشتم الإخوان وتدينهم على سبيل الاحتياط.. ولا أنت مضطر لأن تهين أى ضابط شرطة حتى تبدو راقياً ومدافعاً عن حقوق أى إنسان.. كما أنك فى كل الأحوال لست فى حاجة لأن تصرخ أو تنفعل أو تفرط فى استخدام الأكتاف والحواجب لتكتب أو تتكلم عن نادى الجزيرة وأعضائه.. وفى المقابل يبقى أبرز العيوب حجم التناقضات التى تضطر للتعامل معها وكأنك البهلوان الذى تجبره لقمة العيش على السير طول الوقت على الحبل.. وأنت فى النهاية تريد الصدق والحقيقة دون أن تصدم أولاد الذوات بأن ناديهم لم يعد الذى كان.. وتريد المحافظة على وقار وهدوء هذا النادى الجميل والعريق دون أن تتورط وتمنح أعضاءه أى حق فى امتياز خاص أو أنهم ليسوا فى النهاية مجرد ناد آخر فى مصر..

ولست أتوقف اليوم أمام نادى الجزيرة من باب الفراغ أو المصادفة، وإنما لأن الأزمات باتت تكبر، وتتراكم الأخطاء التى سرعان ما ستتحول إلى جرائم.. فالمشاجرة الكبرى التى شهدها الليدو مؤخرا وجرى فيها استخدام ألفاظ يتجسد فيها القبح وعدم الاحترام.. والمشاجرات المتكررة فى ملعب الجولف وفرش الملاءات الذى تحول إلى فن يمارسه باحتراف رجال ونساء.. وقضايا أخرى وخلافات حادة كثيرة فى كل زاوية وكل يوم أيضا.. ومجلس إدارة وسط كل ذلك عاجز عن إكمال أى تحقيق، لأن الذين يتجاوزون غالباً إما ينتمون للمجلس بصلة قرابة ونسب أو احتراماً لمكانة وتاريخ أب أو أم..

وسأبقى ألتمس العذر لمجلس الإدارة لأنه يحكم نادياً أصبح اختصاراً لمصر كلها.. يحكم مجتمعاً هو نفسه مجتمعنا الكبير المحيط به.. مجتمعا لم يعد يعرف الفارق بين طلاء الأظافر والدم.. الوردة والقنبلة.. الرأى والإهانة.. الحرية والفوضى.. الإنسان والكلب.. ناد بات فيه كثيرون وكثيرات يريدون الالتفات لزمن قديم، بينما يحرصون على كل مكتسبات زمن جديد.. يريدون أن يكونوا جزءا من الثورة، بينما يدوم اعتزازهم بمن وما قامت ضده الثورة.. سعداء بالتاريخ الطويل لناديهم وفخورون بمكانته بينما يريدون فى الوقت نفسه إلغاء الجولف والفروسية.. يرون أنهم أصحاب المكان، والجدد الذين يريدون المساواة، بينما يراهم القدامى مجرد متطفلين امتلكوا المال فجاءوا لتشويه التاريخ وعراقته.. ولا أقصد بالطبع كل أعضاء نادى الجزيرة لأننى أصلاً ضد أى أحكام جماعية ومطلقة لكننى أتحدث فقط عن النسبة الأكبر التى هى بالمناسبة النسبة الأكبر أيضا فى مصر كلها اليوم.. وقد علمتنا تجارب التاريخ وكتب الحكمة القديمة أن الذى يريد كل شىء لا يحصل على أى شىء فى النهاية.