إبراهيم عيسى من القاهرة وإبراهيم العريس من بيروت يدافعان عن الكلمة المطبوعة

سمير فريد الأحد 01-03-2015 21:13

لابد من الدفاع عن الكلمة المطبوعة من أجل مستقبل الإنسانية، وقد تبدو هذه الدعوة مثل رفض شابلن الأفلام الناطقة فور اختراعها وإصراره على الاستمرار فى إخراج الأفلام الصامتة حتى خضع للتطور، ولكن الفرق كبير، فليس المقصود الوقوف ضد الكلمة الإلكترونية، وإنما ألا تختفى الكلمة المطبوعة.

أى مستقبل للبشر إذا أصحبوا يعيشون بين الشاشات الثلاث «التليفزيون والموبايل والكمبيوتر»، من دون الشاشة الرابعة، وهى السينما، ويقرأون على الشاشات من دون قراءة الكلمة المطبوعة فى الكتب والصحف والمجلات، أو على حد تعبير المفكر والأديب الإيطالى أومبوتو إيكو: إذا اندثرت الذاكرة النباتية فالطباعة على الورق، والورق من أخشاب نبات الأشجار، وبقيت الذاكرة المعدنية فقط، أى المعتمدة على الكمبيوتر وأسلاكه المعدنية.

أنتمى إلى من يدافعون عن ضرورة استمرار الكلمة المطبوعة إلى جانب الكلمة الإلكترونية، واستمرار الشاشة الرابعة إلى جانب الشاشات الثلاث الأخرى، ولأسباب متعددة أهمها أن الذاكرة الإنسانية كلها مطبوعة، وأن المطبوع أكثر دقة وتحملاً للمسؤولية، وقد قال سارتر يوماً «إن الكلمة المطبوعة تدمغ صاحبها إلى الأبد»، حسب ترجمة الدكتور محمد غنيمى هلال، وأن السينما تجمع عدداً من الناس لا يعرفون بعضهم البعض ويشتركون فى تلقى تجربة شعورية واحدة، مما يؤدى إلى تقوية العلاقات الإنسانية بينهم، وعدم تحويل الاختلاف إلى خلاف أو صراع.

وقد شهد مطلع العام الجديد 2015 حدثين مهمين فى الدفاع عن الكلمة المطبوعة فى العالم العربى، وهما مجلة السينما العربية فى لبنان التى يرأس تحريرها الكاتب والناقد اللبنانى الكبير إبراهيم العريس، ويصدرها مركز دراسات الوحدة العربية عن بيروت، وجريدة «المقال» اليومية التى يصدرها ويرأس تحريرها الكاتب والأديب المصرى الكبير إبراهيم عيسى، وهى ربما أول جريدة يومية من نوعها فى تاريخ الصحافة العربية فى اعتمادها على نشر المقالات فقط دون الأخبار والتحقيقات وغيرها من أشكال الكتابات الصحفية، وهذه السطور تحية لهما ودعوة للقراء لقراءة هذه المجلة وتلك الجريدة، ومتابعة أعدادهما.

samirmfarid@hotmail.com