تحول واشنطن تكتيكى أم استراتيجى؟

إميل أمين الأحد 01-03-2015 21:14

ثمة تساؤلات وإشارات مثيرة للاهتمام جرت بها المقادير الأيام القليلة المنصرمة حول الموقف الأمريكى من مصر، ما يستدعى التساؤل أهى انعطافة وتغير حقيقيان، يمثلان تحولا استراتيجيا أم أن المشهد برمته ليس إلا خطوات تكتيكية، لتحقيق أهداف بعينها، ثم العودة من جديد إلى السيرة الأوبامية ذاتها.

مؤخرا تساءل عضو مجلس النواب «لويس فرانكل» خلال جلسة الاستماع التى أقامها مجلس النواب لوزير الخارجية كيرى على مدار يومين قائلا: «نحن نرى مصر كحليف لنا ضد داعش وعليه لماذا نستمر هنا فى وقف الدعم المالى لها؟».

أما رئيس لجنة الاعتمادات المالية فى مجلس النواب «كار جرانجر» فمن جهتها أرسلت لكيرى الأسبوع الماضى رسالة تهدده فيها بوقف أى دعم آخر، إذا لم تقدم بلادها طائرات الـ«إف-16» المقاتلة، ودبابات «إم أبرامز» المتوقف تقديمها لمصر منذ عام 2013.

البنتاجون بدوره لم يكن بعيدا، وتقاربه من مصر من جديد تجلى فى الاتصال الهاتفى الذى جرى بين وزير الدفاع الأمريكى الجديد كارتر أشتون والفريق صدقى صبحى، وفيه أكد الأول دعم واشنطن للقاهرة.

لا تدهشنا الازدواجية الأمريكية فهى شأن معتاد، لا سيما فى ضوء ما يعرف بتكافؤ الأضداد فى الروح الأمريكية الواحدة، وفى الأعم الأغلب أن الأمر ليس توزيع أدوار هذه المرة، بل تضاد حقيقى فى أركان الحكم الأربعة فى واشنطن، أى الكونجرس والبيت الأبيض والخارجية والبنتاجون وفى معيته الاستخبارات المركزية الأمريكية.

الراسخون فى العلم أمريكيا من عينة «ستيفن هادلى» مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق يرى أن: «أهمية مصر الاستراتيجية الآن أكثر مما كانت عليه فى الماضى لتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط».

إلى هنا لم نستمع إلى جديد أوباما، فقط اكتفت إدارته بمهمة تعطيل المشروع المصرى الأردنى بشأن ليبيا فى مجلس الأمن، وعليه ينتظر المرء ردود أفعال الرئيس الذى لن يكتب اسمه فى سجل القياصرة الأمريكيين، والتى ستتكشف ولا شك أبعاد الدور المشبوه القائم به والكائن من حوله فى الحال والاستقبال.

emileamen@gmail.com