أجلت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، الأحد، أولى جلسات محاكمة 73 متهمًا إخوانيًا وجهاديًا، بقضية حرق كنيسة كفر حكيم بكرداسة، يوم 14 أغسطس 2013، بالتزامن مع مجزرة قتل 11 ضابطًا ومجندًا، من بينهم مأمور مركز كرداسة، إلى جلسة 8 مارس الجارى، مع استمرار حبس المتهمين، وإعلان الشهود، وتمكين الدفاع من تصوير محاضر التحريات.
ونسبت النيابة العامة للمتهمين في بداية الجلسة اتهامات «ارتكاب الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، والتجمهر أمام إحدى دور العبادة (كنيسة العذراء مريم) بكفر حكيم بكرداسة، بقصد تخريبها والإخلال بالنظام العام وإشاعة الفوضى، وأضرموا النار فيها، ومنعوا الأهالى من إطفائها، وخربوا المبنى المعد للعبادة وسرقوا محتوياته، وحازوا أسلحة نارية وبيضاء، وكذلك الذخائر الملائمة للأسلحة، علاوة على قطع الطريق العام أمام حركة سير المواصلات العامة، ومقاومة السلطات»، لكنهم أنكروها قائلين: «محصلش يا فندم.. وغير صحيح».
وطلب دفاع المتهمين انتقال المحكمة لمعاينة مقر الكنيسة والمنازل المجاورة لها للتأكد من صحة الاتهامات، وطلب دفاع المتهم أسعد إبراهيم الاستعلام عن اتصالاته التليفونية خلال الأحداث، للتأكد من عدم وجوده بمحل سكنه وقت الأحداث، وأكد أن منزله مجاور للكنيسة، كما أن الأهالي أوصلوا المياه من منازلهم لإطفاء النيران بها بعد موجة مهاجمتها، لأنهم جيرانها ولا عداوة بينهم وإخوانهم المسيحيين.
في حين طلب محام آخر الاستعلام عن عمل «كنيسة العذراء» بترخيص من عدمه، والاستعلام من المجلس الكنسي عن وجود أوراق رسمية تفيد بوجود تلك الكنيسة من عدمه، وهو الأمر الذي استوقف رئيس المحكمة وجعله يعقب على قول الدفاع: «يا سلام عايز تقول الكنيسة مش موجودة أصلاً»، فأوضح الدفاع أن «طلبه جوهري من وجهة نظره وسيبنى عليه دفوعه فيما بعد، ولا ضرر من تنفيذه طالما يسعى الجميع لتحقيق العدالة».
كانت التحقيقات التي أشرف عليها المستشار محمد أباظة، رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية، أكدت أن المتهمين المضبوطين شاركوا آخرين هاربين في حرق الكنيسة المكونة من 5 طوابق وحولوها إلى رماد ومخلفات للحرائق، وأصبح الدور الأول لا توجد به سوى جدران سوداء دامسة، وأضافت التحقيقات أن «التهديدات بحرق أقسام الشرطة والكنائس كانت تصل سكان منطقة كفر حكيم حالة فض الاعتصامات بميداني رابعة العدوية والنهضة، بالقوة من قبل وزارة الداخلية».
وقام الجناة بفتح أبواب كنيسة كفر حكيم وأشعلوا النيران بطابقين، وعند محاولة إشعال الدور الثالث حاصرتهم النيران في مبنى الكنيسة بالدور الثالث حتى اضطروا إلى تحطيم النوافذ ليفروا منها، وأسفرت الخسائر عن حرق قاعة مناسبات كامة وحجرة القربان وغرفة الحارس، ومكاتب الكهنة ومخزن لإخوة الرب وسرقة أجهزة تكييفات وكهربائية تقدر بملايين الجنيهات.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين الـ73 نسقوا مع بعض عناصر الجماعات الجهادية والعربان لتنفيذ مخططهم بنشر الفوضى والعنف في البلاد، تنفيذًا لتعليمات محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، بالرد على وزارة الداخلية بالعنف وإضرام النيران في مؤسسات الدولة والشرطة، وذلك خلال اجتماع عقده بإحدى الغرف الملحقة بمسجد رابعة العدوية، يوم 11 أغسطس قبل الماضي.