حوار السيسي لقناة العربية (نص كامل)

كتب: محمد عبد الجواد, محسن سميكة السبت 28-02-2015 23:23

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، حوراً، مع قناة «العربية» السعودية، مساء السبت، قبل ساعات من زيارته للمملكة العربية السعودية، المقررة، الأحد.

واستهل السيسي حديثه قائلاً: «أوجه التحية لجلالة الملك سلمان والأشقاء السعوديين، تحية وتقديرا لهم جميعا».

وبسؤاله عن أبعاد زيارته للرياض، الأحد؟ قال: «كان لازم نروح لأشقائنا في المملكة ونلتقي بجلالة الملك كي نهنئه على توليه مسؤولية قيادة المملكة في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة، وأيضاً لتبادل الرؤى والنقاش حول الموضوعات التي تمر بها منطقتنا المنطقة العربية، وأنا أتصور أن خريطة الواقع العربي تستدعي من المملكة ومصر مزيدا من التنسيق والتعاون لأن المنطقة العربية في ظروف صعبة، وفي الظروف الصعبة محتاجين أن نتحرك بشكل أكثر فاعلية وأكثر تفهما لهذا الواقع، النقطة الثالثة أننا نعد للمؤتمر الاقتصادي يوم 13 مارس».

وأضاف «أنتم عارفين كويس أوي أن المغفور له الملك عبدالله هو من بادر بالدعوة لعقد المؤتمر الاقتصادي، ونحن نستعد لهذا المؤتمر واستقبال أشقائنا المستثمرين في الوطن العربي وخاصة السعوديين».

وعن العلاقات المصرية-السعودية؛ قال الرئيس: «العلاقات بين مصر والسعودية وبين مصر وأشقائها في الخليج قوية ومستقرة منذ سنوات طويلة ولا أعتقد أن أي محاولة للإساءة أو الإسقاط ستفلح، لا يوجد تنقية للعلاقات فهي من الأساس لم تكن معكرة».

وأضاف «وراء العلاقات المصرية السعودية تاريخ طويل من الاستقرار والتضامن والتفاهم، وبالنسبة لشخص الملك سلمان، ارجع للتاريخ فعندما تعرضت مصر لعدوان 56 كان الملك سلمان من المقاتلين، ثم تاريخ العلاقات بين مصر والسعودية في دعمها في 67 وموقفها البارز في حرب 73 ووقف تصدير النفط للعالم ليكون هناك موقف في تلك الحرب، إلى جانب أن موقف المملكة في 30 يونيو الواضح والداعم لإرادة الشعب المصري».

وتابع: «الملك سلمان كان على رأس الحاضرين للتهنئة في حفل التنصيب، العلاقة طيبة جداً والتفاهم محترم جداً، ولن يستطع أحد أن يبث فرقة أو يؤثر على التفاهم بين المملكة وبين مصر».

وعلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، على ما تردد بشأن أن الدعم الخليجي لمصر يذهب لصالح تقوية الجيش والمؤسسة العسكرية وليس للتنمية قائلاً: «هذا ليس دقيقا، فآخر معدات من فرنسا كانت بقرض فرنسي من الحكومة الفرنسية قيمته 3.2 مليار يورو، هذه محاولة ليقولون إنهم لا يساعدون البسطاء بل الجيش، وهذا غير حقيقي، رغم أن مساعدة الجيش ليست خطأ».

وأضاف «لو لم يكن الجيش المصري موجود ويدافع عن هذه الدولة كان مصير مصر سيكون كمصير دول أخرى وهذا لا يقبله أحد، علاوة على أن تأثيره مدمر، عدم استقرار مصر وسقوطها في الفوضى يعني سقوط المنطقة العربية وتهديد الأوروبيين لسنين طويلة قادمة».

وحول أهمية أمن الخليج بالنسبة لمصر، ودعوته لتدشين قوة عربية دفاعية مشتركة؛ قال الرئيس:«استقرار الخليج استقرار لمصر،و أمن الخليج هو خط أحمر بما تعنيه الكلمة من معنى، نحن متأكدون من هذا وأشقائنا في الخليج مدركين هذا، وكلام (مسافة السكة) لم يتغير وهو موجود ومستمر، ومهم في ظل المخاطر والتهديدات، وعندما نقول قوة عربية مشتركة لا نقصد الهجوم بل نريد الدفاع عن أمن بلادنا».

وتابع: «هل هناك دول بعينها يمكن أن تبدأ بتنفيذ المبادرة؟ قال السيسي: «أنا أتصور السعودية والإمارات والكويت والأردن، يمكن أن نتحرك، ملك الأردن أيد التحرك فنحن في أمس الحاجة لتنفيذ تلك المبادرة في الوقت الحالي».

وردًا على سؤال ما إذا كان التحالف لمواجهة الإرهاب أم مواجهة جهات تهدد استقرار الدول العربية ؟ تابع: «أمننا بمفهومه الشامل سواء إرهاب أو غيره، لا أحد يستطيع أن يقول كلمة سلبية عن الفكرة أو تنفيذها لأنها ليست موجهة ضد أحد وليست توسع أو غزو، فقط نقول أن نحمي بلادنا».

وبشأن تزامن زيارته للسعودية مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال: «هي صدفة، والمملكة دولة تمارس علاقاتها مع العالم كله».

وردًا على سؤال إذا ما كانت المملكة تقوم بدور وساطة بين مصر وتركيا، قال: «من يرى مصر خلال الـ18 شهرا الماضية، مصر كان لها خط ثابت لعدم التصعيد مع أحد، والسؤال عندما يوجه لي أقول اسألوا الآخرين، والعنوان الرئيسي هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، محاولة التأثير أو اتخاذ طرق مناوئة للواقع الموجود في مصر، نكون غير مقدرين لإرادة الشعب المصري، نحتاج عدم التدخل في شؤوننا الداخلية كما نحترم نحن شؤون الآخرين في إدارة أمور دولهم».

وأضاف «التدخلات التركية في الشؤون المصرية تتمثل في الدعم ووسائل الإعلام التي تقوم بدور سلبي والإساءة المستمرة سواء كان للدولة، نحن لا نفعل هذا على الجانب الآخر».

وعن العلاقات المصرية- القطرية؛ قال الرئيس: «نحن حريصون على تقدير الملك الراحل باحترامنا للمبادرة التي طرحها بين مصر وقطر، وأريد أن يكون هذا واضحا للجميع، ولو لم ندرك أن في مصر شعب 90 مليون، يريد أن يعيش وينمو ويستقر، غير كده تبقى مشكلة للمنطقة بالكامل، لو أدركنا هذه النقطة جيدا واستدعينا ما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا مع بعض في حجم مصر، ننتبه جدا لمخاطر عدم استقرار مصر».

وتابع: «في مصر 90 مليون يريدون عيش حياة بسيطة، الأربع سنوات الماضية كان لها تأثير كبير على ظروفنا الاقتصادية، محتاجين الوقود والكهرباء والسلع الأساسية تتوفر بشكل مناسب، أيضا مشروعات البنية الأساسية تحتاج تجهيزا للاستثمار، كل هذا يحتاج إلى دعم وتمويل، والحقيقة الأشقاء وقفوا إلى جانبنا».

وفيما يتعلق بإمكانية عودة جماعة الإخوان للحكم في مصر قال السيسي: قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن «عايز أقول حتى لأشقائنا في السعودية، قلت 90 مليون مصري، تصور أنك عايز تهد بلد وبقالك سنة ونصف مستمر في هذا، كنت أتمنى أن تلتقي بالناس في الشارع وتسألهم عن استعدادهم لأن يندمج هذا الفصيل في العملية السياسية وشوفوا رد الفعل».

وأضاف «في إعلان 3/7 كان الأمر مفتوح دون أي ضغوط للمشاركة في كافة الأعمال من تعديل دستور لبرلمان وغيره دون عمل سلبي ضد الدولة والناس».

وتابع: «نتحدث عن القتل والحرق والتدمير، كيف ستنصلح البلد إذا تم تدمير مصر مثل سوريا؟ تريد أن تحول الشعب ليصبح في العراء؟ لن نسمح بهذا الأمر الخطير وسنحمي بلادنا ونحافظ على شعبنا حتى الموت، وإحنا بنتكلم وبنقول صوت العقل، أما استقبال المجموعة التي أشرت إليهم، نحن نستمع إلى الجميع خاصة إذا كان عندهم طرح، خلي بالك إحنا بنعمل على نقاش كبير حول الخطاب الديني، فالإنسانية كلها اكتوت بأفكار مغلوطة وخطاب ديني مسىء للإسلام، ونحن مستمرون في هذا النقاش».

وبخصوص الأزمة السورية؛ قال «نريد أن نحل الأزمة السورية بشكل سلمي وسياسي، مازالت آثار الحل العسكري مدمرة على سوريا بالكامل، بعد أن انتهت مهمة الناتو في ليبيا تركوها وأصبحت ليبيا بؤرة إرهاب وتطرف».

وأضاف «أتحدث عن وحدة سوريا، التقسيم ليس في صالحنا، ليس من المعقول عدم وجود علاج لوجود الإرهابيين والمتطرفين في سوريا».

وردًا على سؤال ما إذا كانت القاهرة لا تعارض بقاء الأسد في الحكم؟، قال: «بنختزل الموضوع، الموضوع كبير، كيف نوصل لحل يحقق هذه المعادلة، هذا ما يجب التحرك فيه بقوة جميعا حتى لا يكون التأثير أكتر على البلدان العربية».

وفيما يتعلق بالأو ضاع في ليبيا واليمن؛ قال «نحن نحترم إرادة الشعب الليبي ولا نريد أسره بواسطة الميليشيات المسلحة، ندعم شرعية البرلمان الليبي المنتخب، ندعم الجيش الليبي رغم ظروفه الصعبة ليقوم بدوره في حماية بلده، نريد عدم إمداد الميليشيات بالأسلحة، ندعم الجيش والحكومة الليبية».

وأضاف «المشكلة اليمنية معقدة جدًا، لكن نستطيع التحرك وبذل جهد لحل تلك القضية، بحاجة إلى لمّ الشمل وعلاج جراح الوطن العربي وهذا يحتاج لإرادة مخلصة ونوايا مخلصة».

وعن سيطرة جماعة الحوثي في اليمن على مضيق باب المندب والذي يعد معبرا حيويا للاقتصاد المصري في الوقت الذي تقوم فيه مصر بإنشاء مجرى جديد لقناة السويس، قال: «ده صحيح ولهذا نقول إن هذا يتطلب التحرك لإيجاد حل، ليس فقط في اليمن ده في اليمن وفي سوريا وليبيا وفي أي دولة أخرى، الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ من بعضه، يجب التحرك جميعا، والقضايا العالقة نوجد لها حل مع بعض».

وعلى صعيد الجهود التي تم إنجازها استعداد لاستقبال المؤتمؤ الاقتصادي؛ قال الرئيس «نعمل على هذا المؤتمر منذ 10 شهور وأنجزنا الكثير من أجل جذب المستثمرين، وأكرر لأشقائنا المستثمرين في السعودية والخليج، أننا انتهينا من قانون الاستثمار الموحد، وقمنا بحل أزمات المستثمرين لتأكيد ثقة المستثمر في الدولة المصرية».

وأضاف «تخلصنا من الإجراءات التي كانت تسبب صعوبات للمستثمر بعيدا عن البيروقراطية والفساد، ونحرص على عمل قانون استثمار منفصل خاص بمنطقة قناة السويس بشرق التفريعة وغرب خليج السويس لمزيد من التسهيلات».

وعقب سماعه من المحاور أن المصريين يدينون له بشكل كبير وللجيش المصري في إعادة الاستقرار لمصر، قال «الشعب المصري لا يدين لي، أنا الذي أدين لمصر والشعب المصري، مستعدون لحمايته بأرواحنا، فكرة الدولة والحفاظ عليها وتلبية مطالبها لم تكن واضحة للقيادة السابقة».

وأضاف السيسي «أي حاكم مسؤول عن المصريين يجب أن يضع نصب عينه الـ90 مليون وليس أشخاص بعينهم، وأنا عمري لا قسمت المصريين لا بدين ولا بأي حاجة تانية، ووضحت إرادة المصريين في 30 يونيو، شوفو الناس خرجت ليه وكانت عايزة إيه، وماذا لو لم نلب هذه الإرادة؟ تتصوروا بهذا العدد بهذه الظروف السياسية منذ 25 يناير، هل كنت مستعد الدخول في حرب لا يعلم مداها إلا الله .. كانت هناك مؤشرات قبل 30/6 لكن 30/6 كان واضح بخروج ملايين من البشر خرجت لتقول لا».

واختتم الرئيس حديثه قائلاً: «هناك رؤية للقيادة السعودية منذ أكثر من 60 سنة كانت متمثلة في المغفور له الملك عبد العزيز عندما قال إن مصر والسعودية علاقة استراتيجية مستقرة، وأمن المنطقة مرتبط بهما، والقيادة السعودية مدركة لذلك جيدا وتعمل عليه، كل الكلام الذي سمعته من الملك سلمان يصب في هذا الاتجاه، وأخبرني أن الملك عبد العزيز أكد لهم على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين مصر والمملكة السعودية».

وأضاف «مصر لن تنسى لكم شعب وحكومة وقيادة كل الدعم المعنوي والمادي والسياسي على مدار السنين الماضية، ومصر ستنطلق بسواعد أبنائها ودعم أشقائها، ولن يستمر هذا الدعم الاقتصادي للأبد، فمصر ستتحرك بشكل قوي».