البرنامج النووى الإيرانى يتصدر اجتماعات الأمم المتحدة.. ونجاد يتجنب مناقشته

الخميس 24-09-2009 23:00

تصدر الملف النووى الإيرانى قائمة أولويات قادة العالم فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وأبدى قادة الدول الكبرى مواقف حازمة تجاه البرنامج النووى الإيرانى، وأعربت روسيا عن تقارب موقفها مع الولايات المتحدة إزاء فرض مزيد من العقوبات على طهران. بينما ركز الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد خلال كلمته، التى قاطعتها وفود 12 دولة، فى الهجوم على إسرائيل، وتجنب الإشارة إلى نزاع بلاده مع القوى الكبرى حول البرنامج النووى.

وقام الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف بخطوة فى اتجاه نظيره الأمريكى باراك أوباما عبر الإقرار بأن العقوبات قد تكون أمراً «لابد منه» ضد إيران إذا واصلت تحدى المجتمع الدولى عبر برنامجها النووى.

وقال ميدفيديف بعد محادثات فى نيويورك مع أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول، إن «العقوبات نادرا ما تؤدى إلى نتائج مثمرة، ولكن فى بعض الحالات فإن اتخاذ عقوبات أمر لابد منه». ودعا ميدفيديف إلى أن يكون الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. وقال إن «جميع دول المنطقة بحاجة إلى تبنى موقف نشط فى هذه القضية وإبداء رغبتها فى ضمان حدوث تقدم حقيقى فى إقامة منطقة خالية من السلاح النووى».

من جانبه، قال أوباما إنه وميدفيديف اتفقا على دراسة فرض عقوبات إضافية على إيران، معتبرا أن «إيران تنتهك كثيرا من التزاماتها الدولية». فيما أكد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أن إيران تخاطر بارتكاب «خطأ مأساوى إذا ظنت أن العالم سيقف مكتوف الأيدى حيال برنامجها النووي».

بينما اعتبرت الصين أن زيادة الضغط على إيران لن تكون وسيلة فعالة لإقناع طهران بوقف برنامجها النووى. وقالت جيانج يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية: «نعتقد أن العقوبات وممارسة الضغط ليست السبيل لحل المشاكل ولن تساعد الجهود الدبلوماسية الحالية التى تبذل لحل المسألة النووية الإيرانية».

جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن مجموعة الدول الست المعنية بالملف النووى الإيرانى «تظل موحدة فى تصميمها على الضغط على إيران».

وقالت كلينتون إثر اجتماع مع نظرائها فى الدول الست، التى تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «المجموعة تظل موحدة فى تصميمها على ممارسة الضغط على إيران لتحترم التزاماتها الدولية فيما يتصل ببرنامجها النووي».

فيما دعا وزير الخارجية البريطانى إيران إلى تقديم «رد جدى» على طلبات المجتمع الدولى خلال الاجتماع المقرر عقده فى الأول من أكتوبر فى جنيف. وفى بيان تلاه باسم الدول الست، قال ميليباند: «ننتظر ردا جديا من إيران.. البرنامج النووى الإيرانى لا يزال يثير قلقا جديا لدى المجتمع الدولي».

وفى غضون ذلك، عقد مجلس الأمن الدولى قمة استثنائية برئاسة أوباما لبحث منع انتشار الأسلحة النووية ونزعها من العالم، على خلفية اختبار القوة الجارى مع إيران وكوريا الشمالية حول برنامجهما النووى. ومن المتوقع أن تتبنى القمة، وهى الأولى فى تاريخ مجلس الأمن التى يترأسها رئيس أمريكى، قرارا يدعو بصورة خاصة الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية إلى الاضطلاع بواجباتها، والدول غير الموقعة على المعاهدة إلى إقرارها بأسرع وقت ممكن، حتى تصبح مطبقة عالميا.

من جهته، تجاهل الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد الإشارة إلى أنشطة بلاده النووية التى هيمنت على المحادثات بين القوى الكبرى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأدان نجاد إسرائيل لارتكابها «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين وذلك فى كلمته أمام الجمعية العامة التى شهدت مغادرة وفود 12 دولة منها فرنسا وأمريكا للقاعة بسبب هجومه على إسرائيل. ودافع نجاد عن عملية إعادة انتخابه رئيسا لإيران، وأكد أن طهران ستلعب دورا بنّاء على الساحة العالمية.

بينما نظم متظاهرون مسيرات احتجاج ضد نجاد خارج مقر الأمم المتحدة خلال إلقاء كلمته. وانتقدت مندوبة إسرائيل فى الأمم المتحدة جافريئيلا شاليف خطاب نجاد، ووصفته بأنه «معاد للسامية». وقالت شاليف إن «كراهية نجاد كشفت مرة أخرى الخطر الذى تشكله إيران والحاجة إلى وقف طموحاتها النووية».