«العثور على مُهرب ودفع نحو 25 دولارا» هو كل ما يحتاجه أي مقاتل أجنبي يريد العبور من تركيا إلى سوريا للوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وفقا لما ذكرته صحيفة «هفنتجون بوست» الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات صارمة ضد «داعش»، والاعتقالات الأمنية المكثفة، فإن «الطريق الجهادي» التركي لا يزال أمرا متاحا أكثر من أي وقت مضى.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إنه رغم إصرار تركيا على أنها تفعل كل ما في وسعها لتأمين حدودها، فإن المُهربين والمقاتلين واللاجئين يقولون إن عصابات الجريمة التركية ودفع الرشاوي الشرطة العسكرية التركية، خلقت بيئة مناسب، حيث يمكن لأي شخص عبور الحدود إلى سوريا مقابل أن يدفع ثمن ذلك.
ونقلت الصحيفة عن مُهرب تركي يدعى جاسم كولوثيم، 30 عاماً، يعيش في بلدة كركميش الحدودية مع سوريا، قوله:«عندما يغلق الأتراك منطقة، فإنهم يفتحون غيرها». وأضاف:«بإمكانهم أن يجعلوا الأمر أصعب إذا أرادوا ذلك».
وحسب الصحيفة، فإن جاسم لا يتذكر عدد الذين هربهم إلى المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، فوجههم جميعاً متشابهة بالنسبة له، لكنه يتذكر شابا سعوديا بعينه، كان هربه إلى سوريا، لأن والده جاء إلى تركيا وتسول إليه أن يعبر الحدود ويحضر له ابنه.
وقال جاسم، للصحيفة إن «بعض المهربين يشترون مناطق محددة على الحدود، لمدة ساعة ونصف، من أمراء وأميرات في (داعش) يسيطرون على حراسة الحدود».
وأضاف:«هناك رجلاً يدعى أبوعلى من أصل تركي، يخشاه جميع الجنود، ففي ذات مرة قرر إغلاق الحدود 10 أيام لأنه كان غاضبا فحسب».وتابع:«أبوعلى يسيطر على كل شيء، ويجني الكثير من المال، كما يشتري الأسلحة والذخيرة لـ(داعش)».
جاسم، الذي أكد أنه يكره داعش، قال إن ظروفه الصعبة وحاجته لإطعام أسرته هي ما دفعته للعمل كمُهرب، فضلا عن أن قرب الحدود جعل الأمر سهلاً جداً».
كما نقلت «هفنجتون بوست» عن أنس، 20 عاما، قوله: إنه اخترق استطاع العبور إلى سوريا عبر المعابر الحدودية الرسمية التركية بسهولة، على الرغم من أنه لم يكن بحوزته جواز سفر.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن رامي زيد، 23 عاماً، يعمل ناشطاً في حلب، إنه «يعبر الحدود مرة أو مرتين في الشهر، عادة من خلال بوابة دار السلام الحدودية، لأن الإجراءات الأمنية بها غير مشددة». وأضاف أنه لم يكن بحوزته جواز سفر أيضا، لكنه على عكس ما قاله أنس، أكد أنه لا يمكن عبور الحدود الرسمية بدونه، لذا يضطر إلى دفع رشوة للمُهربين الأتراك والسوريين تتراوح بين 25 إلى 50 دولار في كل مرة يعبر فيها الحدود.
وبالنسبة لأبوهوارين، تاجر الضأن، الذي تحول إلى مُهرب، قال للصحيفة إن «دفع الرشوة لحراس الحدود الأتراك جزء من عمله الروتيني اليومي». وأضاف:«أُهرب نحو 100 شخص شهرياً إلى الجانب الأخر الذي يسيطر عليه مقاتلي الجيش السوري الحر، والجماعات الجهادية المتشددة».
وتابع:«لا يعنيهم (حراس الحدود) القانون، فهم على استعداد لأن يسمحوا لأي شخص بالعبور إذا دفع لهم أموالاً».
وأوضح أبوهوارين أن «القوات التركية الرسمية ليست هي المسيطرة على الحدود، وإنما هناك 4 أو 5 رجال أغنياء، فضلا عن قادة العصابات التركية، هم من يتحكمون في عملية التهريب». وقال:«الشرطة تخشى الرجال الأقوياء، كما أن المهربين يدفعون لهم مباشرة».
ولفت هوارين، إلى أنه يُهرب أي شخص مقابل حصوله على 75 ليرة تركية، أي ما يعادل 30 دولارا، يدفع منهم 20 إلى العصابات التركية وحرس الحدود.