«زي النهارده».. استقالة رئيس وزراء لبنان عمر كرامي 28 فبراير 2005

كتب: ماهر حسن السبت 28-02-2015 08:22

في ١٧ مارس ١٩٣٤ وبمدينة طرابلس، بلبنان ولد عمر عبدالحميد كرامى الذي نعرفه باسم شهرته (عمر كرامى) وهو سياسى لبنانى سنى بارز شغل منصب رئيس الوزراء مرتين، وكان أبوه عبدالحميد كرامى أحد أبطال الاستقلال، وشقيق رشيد كرامى الذي تولى رئاسة الحكومة عدة مرات والذى اغتيل في يونيو ١٩٨٧.

وقد عاش عمر طفولته في بيت نضال وسياسة وتنقل بين الدراسة الابتدائية في دار التربية والتعليم ومنزل العائلة، حيث كان يتردّد بعض الأصدقاء. كان الوالد صارمًا إلى حدِّ منعِ أبنائه من الذهاب إلى السينما وانتقلت العائلة إلى بيروت مع تعيين كرامى الأب رئيسًا للحكومة عام ١٩٤٥، حينها، لم يكن الابن الثانى بعد رشيد قد أتمّ الثانية عشرة من عمره وانتقل إلى مدرسة «إنترناشونال كولدج».

وتوفى والده في ٢٣ نوفمبر ١٩٥٠، ثم تعلّم في الجامعة الأمريكية في بيروت،ثم انتقل إلى جامعة القاهرة حيث تخرج في كلية الحقوق عام ١٩٦١، ليعود بعدها إلى طرابلس ويقيد في نقابة المحامين ويفتح مكتبًا للمحاماة، لكن شغلته السياسة عن المحاماة حينما كان شقيقه رشيد في عزّ صعوده وتولى عمر حينها مسؤولية نائب رئيس حزب التحرر العربي متفرغًا للاهتمام بشؤون الناس، فيما كان رشيد يخوض غمار السياسة.

وسط ذلك كله، اغتيل رشيد فوجد عمر نفسه أمام الزعامة، دخل مرحلة جديدة استهلّها بسماعه عبر الراديو خبر تعيينه وزيرًا للتربية والفنون الجميلة في نوفمبر ١٩٨٩، ثم أصبح نائبًا برلمانيا عام ١٩٩١، وحافظ على مقعده في المجلس النيابى ثلاث دورات.

وقد شغل عمر منصب رئيس الوزراء مرتين: الأولى من ٢٤ ديسمبر ١٩٩٠ إلى ١٦ مايو ١٩٩٢ عندما ترأس حكومة وطنية في عهد الرئيس إلياس الهراوى، وقد أجبرته أزمة اقتصادية على الاستقالة بعد ١٦ شهرا بعد أن أصيبت أجزاء كبيرة من لبنان بالشلل بسبب أعمال شغب قام بها الألوف الذين أغضبهم الانهيار الاقتصادى.

أما الوزارة الثانية فقد تولاها في ٢٦ أكتوبر ٢٠٠٤ في عهد الرئيس إميل لحود، وقد استقال من منصبه «زي النهارده» في ٢٨ فبراير٢٠٠٥على خلفية التداعيات السيئة لاغتيال الرئيس رفيق الحريرى وعمت الشارع اللبنانى مظاهرات عارمة تطالب باستقاله حكومته، وبعد استشارات نيابية أعيد تعيينه رئيسا للوزراء لكنه فشل في تشكيل حكومة جديدة فاعتذر واستمر في منصبه كرئيس وزراء لتصريف العاجل من الأعمال حتى ١٩ أبريل ٢٠٠٥.