ركّزوا فى عرض دين النبى

مكاوي سعيد الخميس 26-02-2015 21:35

كأنما تفشى عقار الهلوسة فى القنوات الفضائية ولم يسلم منه إلا أقل القليل، تحاصرك برامج تتحدث عن السحر وعبدة الشياطين والرقيّات الشرعية متخفية وراء فضح مزاوليها وتحذير الجماهير منهم، وتنتهى هذه البرامج فى أغلبها بالترويج لهؤلاء الأفاكين وتنهال على غرف الكنترول طلب أرقام ممارسيها! ثم يقودك الريموت لحلقات تتناول الحادثة المؤسفة الأخيرة للأقباط المصريين فى ليبيا وترى وتستمع فيها لدروس فى التصوير التليفزيونى والإخراج والمونتاج وفنون الفوتوشوب من مختصين وهواة، وكل يغنى على ليلاه. وبلا قصد، فيما أعتقد، يحولون أنظارنا عن النحر الوحشى الذى قام به «داعش» إلى الترهات، ثم يحل الجانب الخزعبلى الافتكاسى على لسان محام شهير فى برنامج «القاهرة اليوم» وهو يتأمل اللقطات الأخيرة لهؤلاء الضحايا المساكين وهم يهمهمون بالتراتيل فيقول بثقة «آخر حاجة قالوها هى: أشهد أن لا الله إلا الله وأن محمدا رسول الله» ويتدارك الأمر المذيع عمرو أديب فينبهه إلى أنهم أقباط.. بالمناسبة هو كان جاى الحلقة يعمل إيه؟

ثم يقذف بنا الريموت نحو بعض الإعلاميين أصحاب الأيدى الطارشة لنجد منهم من يتحدث عن الضربة الجوية الناجحة لبعض قواعد «داعش» بالشقيقة ليبيا والتى قمنا بها بالتنسيق مع الليبيين، فيهيل التراب على هذا الإنجاز، وهو يقول بعنترية «مصر قادرة على إبادة ليبيا لكنها لن تفعل ذلك»، جرى إيه يا أستاذ قلبك أبيض بالذمة هل هذا كلام عاقل! هل تريدون استنساخ مشكلتنا الرياضية مع الجزائر مرة أخرى؟ عندما تهورتم وانفعلتم على الشعب الجزائرى الشقيق وتسافل بعضهم علينا وعايرتموهم وعايرونا، وما صدقنا أن الأمور عادت إلى مجراها الحقيقى أخيرًا.

ثم نجرى كالزجزاج بين قنوات تتحدث عن القاعدة وداعش وأنصار السنة وغيرها من تنظيمات شيطانية، والغريب أن أغلب البرامج التى تتحدث عن دمويتهم تستعين بخبراء استراتيجيين وعسكريين يتحدثون عنهم باستعلاء ويهونون من شأنهم ويتفهونهم، وعندما يسألهم الإعلامى متى سنتخلص منهم نهائيا؟ يجيبون بمدى زمنى لا يقل عن خمس سنوات! منين هم تافهين ومنين حيقعدوا على قلبنا كل المدة دى؟! وفى نفس الوقت هجوم شديد ضارٍ على الملحدين باعتبارهم العدو الحقيقى، مع العلم بأنهم قلة ولم يثبت عليهم قتل أو ذبح أى متدين، وبعضهم مدعى إلحاد للفت الأنظار، وبعضهم ألحد بسبب بعض الأحاديث والإسرائيليات التى تملأ الكتب التراثية والتى طالب المفكرون الإسلاميون الكبار بحذفها لكنها بقيت كما هى! وما أهمية هذا الصراع المفتعل معهم بينما الله جل جلاله قال فى كتابه العزيز (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقال أيضًا (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم.

ركّزوا يا جماعة فى العدو الحقيقى ولا تشتتوا الناس.. ملحدين إيه وكفار إيه! على رأى المثل «اللى بيشيل قربة مخرومة بتخر على ضهره» ومتعملوش زى راعى البقر اللى كان متضايق جدا من واحد، وعمال يقول لزميله لو شفته قدامى حاقتله، وبعدين شافه قاعد وسط أربعة فشاور لزميله عليه، لكن زميله ماعرفش هو بيقصد مين، راح مطلع مسدسه وضرب التلاتة إللى جنبه وقال لزميله: هو ده إللى مضايقنى.