لم تترك وزارة الكهرباء مناسبة إلا وتنفى بشكل قاطع وجود قراءات وهمية لعدادات الكهرباء، غير أن هذه التصريحات كانت تقابل دوما بسخط الجماهير، لاسيما أنها تجافى الواقع، ومع تصاعد حملة الغضب، من قبل المواطنين، جراء الزيادات المبالغ فيها فى أسعار الفواتير، تراجعت الوزارة خطوة للخلف، وأكدت أنها ستضبط قيمة الفواتير. «المصرى اليوم» حصلت على مستندات تشير إلى وجود العديد من «القراءات الدفترية»- قراءات وهمية تعبر عن متوسط قراءة المشترك خلال الشهور السابقة سواء بالزيادة أو النقصان- من مناطق مختلفة فى إدارة القلعة لتوزيع الكهرباء، تظهر تفاوتا كبيرا بين القراءات من شهر لآخر.
بالمستندات: تعليمات تحديد قيمة الفواتير دون المرور على المنازل
كشفت مستندات حصلت «المصرى اليوم» على صورة منها عن وجود تفاوت كبير فى القراءات التى يسجلها موظف الحاسب الآلى على عدد من المشتركين الأمر الذى يؤدى إلى تراكم الاستهلاك، ويتم حسابه على شهر واحد فيدخل المشترك فى شريحة أعلى تؤدى إلى زيادة قيمة الفاتورة بشكل كبير.
وتظهر القراءات الدفترية- وهى قراءات وهمية يقوم أحد العاملين على جهاز الحاسب الآلى فى شركة الكهرباء بكتابتها- نسبا متفاوتة فى القراءة، نفس المشترك يستهلك خلال شهر 400 كيلو وات وفى شهر آخر يستهلك 1100 كيلو وات وفى شهر ثالث 11 كيلو وات.
ويقوم الموظف الخاص بالحاسب الآلى فى إدارة الشركة بإدخال القراءات عشوائيا سواء أقل أو أكثر بقليل حسب التعليمات الصادرة إليه، بينما تشير بعض القراءات إلى رفع المحصلين القراءات الفعلية للمشترك، رغم عدم مطابقتها للاستهلاك الحقيقى للمشترك.
وتشير المستندات إلى وجود تفاوت كبير فى القراءات التى يقوم بتسجيلها على الحاسب الآلى مثل قراءات العداد رقم 156078، حيث تم تسجيل استهلاك المشترك 679 كيلو وات، فى شهر ديسمبر 2014، بينما تم وضع قراءة أخرى دفترية بـ194 كيلو وات فى شهر يناير الماضى، بينما تم تسجيل 16 قراءة دفترية للعداد رقم 189197 خلال العامين الماضيين وتظهر أوراق الاستعلام الخاص بذلك العداد تفاوتا رهيبا بين القراءات، ففى أحد الشهور تم تسجيل 782 كيلو وات كحجم استهلاك، بينما فى الشهر التالى تم حساب صفر كيلو وات، وفى الشهر الذى يليها 11 كيلو وات فقط.
وفى العداد رقم 1353605 تظهر قراءة العداد تسجيل قراءات دفترية من شهر ديسمبر الماضى بـ165 كيلو وات، بينما تم تسجيل 329 كيلو وات فى شهر يناير الماضى، وفى العداد رقم 159078 تم تسجيل قراءات دفترية 697 كيلو وات فى شهر ديسمبر بينما تم تسجيل قراءة دفترية أخرى لشهر يناير بـ194 كيلو وات.
وأظهرت المستندات واقعة تثبت حجم الأخطاء الفادحة فى إصدار فواتير الكهرباء حيث تم إثبات قراءة خاطئة لعداد مشترك على أنه أكمل دورة كاملة على أن يبدأ من الصفر مجددا، فتم إصدار فاتورة بـ1484 جنيها، وعند المرور الفعلى عليه اتضح أن المبلغ المطلوب سداده 35 جنيها، لأن العداد لم يكمل دورته ولم يعد لنقطة الصفر مجددا.
وتوضح الأوراق للمشترك «ا- ع» صاحب الإيصال رقم 72/15/665 فى إدارة كهرباء القلعة قيامها بإثبات قراءة انتهاء دورة العداد، من خلال القراءة الدفترية أو الوهمية التى يقوم موظفو الحاسب الآلى بإدخالها دون المرور على المشترك، لذلك ظهر الخطأ عند المرور على المشترك ومعرفة القراءة الحقيقية أو الفعلية، حيث أظهرت فرق 145 كيلو بمبلغ 35 جنيها لا غير ولكن الحقيقة أنه تم طباعة الإيصال على القراءة الدفترية بمبلغ 1484 وكان يجب إلغاء الإيصال وتدارك الأمر لكن المسؤول عن الإدارة رفض تعديل الخطأ.
وأنه خلال 14 شهرا بداية من شهر نوفمبر 2013 إلى شهر يناير 2015 لم يتم تسجيل أى قراءات حقيقية أو فعلية تعبر عن استهلاكه باستثناء مرتين، حيث جاء فى كشف الاستعلام عن تسجيل قراءة دفترية أو وهمية تقدر بـ 411 كيلو وات فى شهر أكتوبر 2013، بينما تم تسجيل قراءة دفترية 360 كيلو وات فى شهر ديسمبر 2014، فى الوقت الذى تم فيه تسجيل 775 كيلو وات كاستهلاك عن شهر يناير الماضى.
فى المقابل، دعا الدكتور محمد اليمانى المتحدث باسم وزارة الكهرباء، جميع المواطنين الذين يشتكون من وجود خلل فى الفاتورة إلى التوجه فورا إلى مقر شركة الكهرباء الذى يتبع له، ويقدم له شكوى، مشيرا إلى أنه تم افتتاح مكاتب خدمة مواطنين فى جميع الفروع تتبع رئيس الشركة المختص مباشرة.
وأضاف اليمانى أن حدوث أخطاء فى عملية إصدار الفواتير أمر وارد، خاصة إذا علمنا أن هناك 12 ألف محصل يقومون بخدمة 31 مليون مشترك، لذا تلجأ الوزارة حاليا لتعميم العداد مسبق الدفع، مع نشر ثقافة الإبلاغ عن القراءات عن طريق العديد من الطرق سواء بالتليفون أو عن طريق مواقع الشركات المختلفة.
وألقت مصادر مسؤولية ما يحدث على المدير العام، والموظف المسؤول عن الحاسب لأنه من يقوم بإدخال القراءة مثل القراءة التى قبلها أو أقل بقليل حسب تعليمات المدير العام، وذلك لأنه يتم محاسبته على نسبة التحصيل، وكان فى السابق يتم احتساب قراءة مشابهة للقراءات الفعلية السابقة إلا أن المسؤول حاليا لا يلتزم بها ليظهر أمام رؤسائه أنه حقق أعلى نسبة تحصيل.
محصلو فاتورة الكهرباء: أعدادنا لا تكفي ٣١ مليون عداد
«إحنا فى وش المدفع.. إدونا فاتورة مظبوطة هنقدر نحصل أفضل».. عبارات قالها عدد من المحصلين الذين ينظر الجميع إليهم باعتبارهم المسؤول الأول عن الأخطاء التى تحدث فى فواتير الكهرباء، بينما يؤكد عدد منهم أنهم ضحايا لما يعتبرونه أخطاء الكبار التى يتحملونها هم بدلا منهم. المزيد
مواطنون: الفاتورة لا علاقة لها بالاستهلاك الفعلي
تعددت شكاوى المواطنين فى الآونة الأخيرة من ارتفاع فواتير الكهرباء، حيث أبدى الكثير منهم انزعاجه من التفاوت الكبير فى الفواتير، فضلا عن ارتفاع متوسطات الاستهلاك بشكل عام على الرغم من أن الجو ليس حارا ولا يتم استخدام أجهزة التكييف كما هو الحال فى فصل الصيف. المزيد
«حماية المستهلك»: 3 شركات بدأت تسجيل القراءات عن طريق المستهلك
دفعت زيادة شكاوى المواطنين من قيمة الفاتورة وقلة أعداد المحصلين والكشافين والزيادة المطردة فى أعداد المشتركين جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك إلى تبنى منظومة الكهرباء الذكية من خلال تعميم تجربة خدمة تسجيل قراءة عداد الكهرباء عن طريق المشترك. المزيد
«الفاتورة الجيدة هى التى تعبر عن الاستهلاك الحقيقى للمشترك».. عبارة قالها أحد المسؤولين.. أحد المحصلين يقدم روشتة للمواطن العادى للتعامل مع أخطاء القراءة: المزيد