كشف أحمد محمد عثمان، الشهير بـ«أحمد سمارة»، مبرمج مواقع إلكترونية، عما سماه «معلومات تكشف لأول مرة عن حادث ذبح المصريين الـ21 في ليبيا، على يد عناصر من تنظيم (داعش) الإرهابى».
وقال «عثمان»، في حوار لـ«المصري اليوم»، إنه توصل إلى هذه المعلومات، بعد اختراقه موقع التنظيم، الذي يبث من خلاله البيانات الرسمية والمقاطع المصورة «فيديوهات»، التي يصورها أنصار «داعش». وأضاف أنه تمكن من اختراق الموقع الرسمى للتنظيم مرتين، إحداهما قبل الحادث، ورصد كواليس تصوير الذبح قبل المونتاج، واستطاع حذف جميع الصور والفيديوهات التي بثها التنظيم، موضحا أن نتيجة ما فعل كان تهديده بالقتل على يد التنظيم.. وإلى نص الحوار:
■ في البداية.. هل تنتمى لجماعة القبعة البيضاء أو من يطلقون على أنفسهم اسم «المخترقون الشرفاء»؟
-نعم، فنحن نرى الاختراق أنواعا، منه ما هو لغرض شخصى أو مادى لتدمير اقتصاد دولة ما، وهذا يعاقب عليه القانون في جميع الدول، واختراق شريف يُطلق على من يلجأون إليه اسم (جماعة القبعة البيضاء)، وهم الذين يكشفون عن ثغرات في مواقع مشهورة، ويأخذون مقابلا ماليا، أو يكشفون ثغرات مواقع الحكومة وينبهون إلى وجودها، وهم هنا يخدمون الوطن من الاختراقات الخارجية.
■ ماذا قدمت «اختراق شريف» لمصر؟
- اخترقت موقع أنصار «داعش» الرسمى، وهو «منبر الإعلام الجهادى» التابع لـ«داعش» العراق والشام، وكان يبث منه كل البيانات الرسمية والـ«فيديوهات»، التي تسجل جرائمهم، وكان ذلك يوم 9 فبراير الجارى، واستطعت حذف كل ما عليه وأغلق حاليا. واخترقت موقع «المنبر ميديا»، يوم 17 فبراير، عقب حادث ذبح المصريين، كما اكتشفت ثغرة في موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وأبلغت إدارة الموقع بها، وكافأونى بمنحى 3 آلاف دولار، وأدرجوا اسمى ضمن شخصيات القبعة البيضاء لـ«الهاكرز» الشرفاء، التي تضم أفضل خبراء «هاكرز»، ومنذ سنوات اكتشفت ثغرة أيضا في إيميل «gmail»، وأبلغتهم.
■ كيف اخترقت موقع «داعش»؟
- لم أكن أعرف في بادئ الأمر أنه الموقع الرسمى الذي ينشر عليه البيانات الرسمية، لكن عندما تمكنت من السيطرة على كل ما يحتويه تأكدت من عدد الـ«فيديوهات»، والصوتيات والبيانات أنه الموقع الرسمى، والذى تأكد بعد ذلك من التهديدات التي وصلتنى.
■ هل هذه المرة الأولى التي تخترق فيها مواقع إرهابية؟
- لا، اخترقت أكثر من موقع لتنظيم أنصار بيت المقدس والجماعات الإسلامية، وكنت أوقع باسم «مجهول»، وكانت الصحف تخرج لتقول إن مجهولين اخترقوا موقع كذا وكذا، وكنت أفرح لتحقيقى الغرض الذي أنشده ولم يكن هناك داع لمعرفة من الشخص الحقيقى الذي اخترق الموقع، إلى أن اخترقت الموقع الرسمى، ووقعت باسمى وإيميلى.
■ لماذا كشفت عن نفسك الآن؟
- حتى تنجح حرب المعلومات التي أشنها على الإرهاب، كان لابد من إظهار قدرة مصر على الوصول لكل بيانات الإرهاب، وأردت أن أوصل رسالة للعالم كله بأن في مصر شابا يستطيع اختراق حصون الإرهاب، وكتبت اسمى وإيميلى واستمرت رسالتى 24 ساعة قبل أن يستطيعوا وقف بث الموقع من الـ«سيرفر»، الرئيسى الذي يبث من خلاله بأمريكا.
■ متى كانت أول مرة تخترق فيها الموقع الرسمى لـ«داعش»؟
- بعد حادث الكتيبة 101 على يد إرهابيين في سيناء يتبعون «داعش»، قررت أن أقدم رسالة تعزية وإصرار وعزيمة بأن مصر لن تسكت، وكان ذلك يوم 9 فبراير الجارى، وتمكنت من اختراق الموقع وأشاهد جميع ما يملكه أنصار «داعش» من معلومات مصورة من الـ«سيرفر» الرئيسى قبل الـ«مونتاج» ونشرت فيه رسالة تعزية لأهالى شهداء العريش، وشهيد الأردن الطيار معاذ الكساسبة، وسجلت لحظات الاختراق «فيديو» حتى أثبت للجميع أن هناك مصريا يخترق أكبر موقع معلوماتى لـ«داعش».
■ ماذا وجدت داخل موقع التنظيم الرسمى؟
- عندما تم الاختراق بنجاح وجدت نحو 47 فيديو وصورا بالآلاف وملفات صوتية، وكان أمامى خياران إما أن أحذف هذه الملفات وهذا لا يأخذ وقتا كثيرا، أو أنسخها، وهذا يتطلب سرعة عالية في الإنترنت لم تكن متوفرة لدىّ، واخترت الحل الأول وهو الحذف لاستغلال الوقت قبل أن يستردوا الموقع.
■ ما محتوى اللقطات التي كانت محملة على الموقع ولم تبث للجميع؟
- لقطات لجميع الجرائم التي ارتكبها أنصار «داعش»، من جميع الجنسيات وطرق التصوير.
■ هل شاهدت فيديو ذبح المصريين في ليبيا قبل بثه عبر الموقع؟
- نعم.
■ ماذا عن كواليس وأسرار الفيديو؟
- لم أكن أعلم في بادئ الأمر أن الفيديو الذي وجدته وشاهدته ضمن مشاهدتى السريعة لنحو 47 فيديو أنهم المصريون الذين كانوا مختطفين، ولو كنت أعرف بكل تأكيد كنت أخذت منه نسخة، ووجدت فيديو ذبح المصريين في ليبيا على الـ«سيرفر» الرئيسى بأمريكا كاملا دون مونتاج، والنسخة التي تم مونتاجها وكان ذلك يوم 8 فبراير، وكان مدونا عليه تاريخ التصوير، لكن لا أذكره ولم أعلم وقتها أنهم مصريون لوجود أشخاص ذوى بشرة سمراء، ظننتهم أفارقة وعربا، والفيديو الأصلى قبل المونتاج كان يحوى صراخا وبكاء شديدين لناس كانت تعلم أنها ستذبح، وكانت هناك محاولات للمقاومة من جانب الضحايا، لكن عناصر التنظيم كانوا ينهالون عليهم بالضرب.
وكان يوجد ضمن الشهداء رجل مسن يبكى كثيرا دون صراخ، وكان واضحا في الصورة أنه كان خائفا، كما سمعت أكثر من مرة كلمة «cut» التي يقولها المخرج، وإعادة المشهد أكثر من مرة كلما كان يتكلم أحد من الضحايا أو يصرخ أثناء التصوير.
وجميع الأصوات التي ظهرت بعد ذلك كلها تركيب من خلال أستديو، والشهداء تمالكهم الهدوء المجبر بعد أن أشبعهم عناصر التنظيم ضربا، كما شاهدت فيديو لذبح أشخاص يابانيين وأوروبيين وعشرات الفيديوهات لحرق على غرار واقعة قتل معاذ الكساسبة.
■ كم عدد الكاميرات التي صورت المذبحة؟
- صوروا اللقطات عبر 5 كاميرات، استعانوا خلالها بمصورين ومخرج أجانب.
■ كيف نصدق أن هذا الكلام حقيقى وأنت لا تملك دليلا من هذه الفيديوهات؟
- إثبات كلامى هو التهديدات التي جاءت لى على البريد الإلكترونى، و«فيس بوك»، بعد تركى إيميلى الشخصى، وتأكيدى أننى وراء ما حدث من اختراق.
■ ألم تخش أنصار داعش؟
- لا، خوفى على بلدى ومحاولة التصدى لحرب المعلومات التي يشنها أنصار «داعش» كان أقوى من خوفى من أي تهديدات.
■ ما طبيعة التهديدات وكيف وصلت لك من أنصار «داعش»؟
- تلقيت أكثر من 7 رسائل من التنظيم مضمون بعضها «من أنت يا كلب يا خسيس حتى تضع رأسك برأس الدولة الإسلامية، ستدفع الثمن غاليا يا كلب، وقريبا ستشاهد من هم الدولة الإسلامية»، ولاحظت أن جميع الرسائل التي جاءت لى على «فيس بوك» من حسابات لشخصيات جديدة على الموقع، تغلق بعد أن ترسل الرسالة، ووصلتنى تهديدات أخرى بقطع رأسى في القريب العاجل.
■ هل تنوى اختراق مواقع أخرى للتنظيم؟
- نعم، فقد زادنى التهديد إصرارا على كشف جرائم التنظيم وفضحه، وتأكدت أننى أسير في الطريق الصحيح، وأن أعمالى أضرت بمصالح التنظيم، الذي لا أخافه ولا «يهز شعرة منى».