أشاد أكاديميون وخبراء ومفكرون سياسيون وأساتذة علم الاجتماع السياسي بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية، داخل وخارج مصر، بخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، إلى الشعب المصري والعربي، وإطلاعهم على تطورات الأوضاع بالمنطقة العربية.
وقال الدكتور الحبيب الحبيب النوبي، رئيس الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية، ورئيس النادي الدولي لسفراء السلام، ورئيس المركز الدولي للدراسات الحضارية والاستراتيجية، ورئيس مجموعة مراكز النوبي «مصر للدراسات والبحوث»، إن الرئيس السيسي ركز في خطابه على وحدة الصف العربي وبشكل خاص بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، ومحاولة الوقيعة بين دول الخليج ومصر، موضحًا وجود ضمانات حقيقية من خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي لعدم السماح لحدوث وقيعة مع مصر.
كما ثمن «النوبي» دعوة الرئيس السيسي لتشكيل قوة عربية موحدة لمكافحة الإرهاب، واصفًا توقيت إطلاق هذه الدعوة بأنها الهدف الأسمى، مؤكدًا في تصريحات له، الثلاثاء، أن حديث الرئيس يكتسب أهمية كبرى في هذه المرحلة في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، والتي تفرض ضرورة التفكير في صيانة الأمن القومي العربي، مشددًا على ضرورة وقوف الدول العربية مجتمعة صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب.
وأشاد بالضربة التي وجهتها مصر للعناصر الإرهابية بمدينة درنة الليبية عقب ذبح 21 مصريًا على أيدى تنظيم داعش الإرهابى، مؤكدًا أن مصر عملها قانوني وشرعي لأنها استأذنت من الحكومة الليبية، موضحًا أن ضربة مصر كانت مشروعة ومرتبة وعلمية.
وأشار «النوبي» إلى أن الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية أصدر قرارًا في العام الماضي، لبحث سبل مواجهة التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها كل الدول العربية وضرورة التكاتف الشعبي لمواجهتها على كل المستويات، مضيفًا أن أي مواجهة لابد لها من إطار قانوني، ودولي واستراتيجي والدول العربية لديها إطار قانوني ممثل في اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة عام ١٩٥٠ والتي لا تقتصر فقط على مواجهة العدوان ولكن تنص أيضًا على التعاون الاقتصادي، قائلا «أنا لم أسمع من الدول العربية الأعضاء بالاتحاد الدولي أي اعتراض على تفعيل هذه المعاهدة شعبيًا وبالتنسيق مع القيادات الحكيمة للدول العربية.
من جانبها، قالت الدكتورة راندة صلاح الدين السباعي، مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة، خبيرة العلاقات السياسية الدولية، إن الرئيس السيسي أكد خلال خطابه أن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية، والتأكد على أن مصر ماضية على طريق تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، واستكمال بناء مؤسسات الدولة بإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأشارت الدكتورة شيماء عبدالعال الشوربجي، مدرس علم الاجتماع الجنائي بالجامعة الأمريكية، إلى أن الخطاب تضمن أيضًا رسالة مهمة للشباب المصري، تدعوهم إلى المشاركة في الحياة السياسية، التي يتعين أن تتمتع بالحرية، وفى إطار من احترام القانون.
ولفت الدكتور رفيق منصور العدناني، الباحث السياسي في الشؤون الدولية بمركز النوبي مصر للدراسات والبحوث، إلى أن السياسة الخارجية لمصر كانت من أولويات الخطاب، حيث أشار الرئيس إلى أن مصر ملتزمة بتعهداتها الدولية، وعدم التدخل في شؤون الدول، وبالتالي لن تقبل ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية.
من جانبه، أشار الدكتور عبدالجواد ميمون الأصيل، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، مساعد رئيس الاتحاد الدولي للشؤون السياسية، إلى أن حديث الرئيس السيسي أكد أن أمن مصر تعرض للعديد من المخاطر عن طريق الإرهابيين الذين يحاولون إحراج مصر وضرب استقرارها وأمنها لإسقاط الحكومة، مؤكدًا أن ما قامت به مصر هو عمل دؤوب قوى، كما أن المنطقة العربية أمنها مرهون بأمن مصر.
وأوضح الدكتور مهندس عبدالله إبراهيم، عميد كلية الهندسة سابقًا، مساعد رئيس الاتحاد الدولي للشؤون الدولية، أنه من حق مصر الدفاع عن مواطنيها بكل السبل والوسائل الممكنة، لافتًا إلى أن أي خطر يهدد الأمن القومي المصري يضر الأمن القومى العربي، بدليل التفاف العرب حول مصر في هذه القضية، مطالبًا كل الدول العربية باتخاذ موقف واحد إلى جانب مصر لصد الإرهاب.
بدورها، قالت المهندسة بربارة بيبر جوميز، المفكرة السياسية الأمريكية، رئيس الاتحاد الدولي بأمريكا، إن علاقات الدول الأوروبية ومصر ودول الخليج، خاصة السعودية، تجاوزت ما وصفتها بـ«لعب العيال»، وأكدت أن العلاقات انتقلت نقلة كبيرة فيها نوع من العون والمصالح والقيم المشتركة والمصير الواحد، مشيرة إلى أن أي محاولات للوقيعة بينها أو تعكير صفو هذه العلاقة سيكون مصيرها الفشل والخسارة.
ولفت الدكتور تامر خيرالله، مساعد رئيس الاتحاد الدولي للشؤون السياسية، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، إلى أن علاقة مصر بدول الخليج أصبحت أعمق مما يتوقعه البعض، وأكبر من كل التحديات، مؤكدًا أن مصر أصبح لها رصيد استراتيجى كبير.
وقالت الدكتورة نهلة المصطفى عتمان، مدرس الإدارة العامة بجامعة القاهرة، إن الرئيس السيسي، هو الأقرب للفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، بعد ترشيح أعضاء اللجنة المنظمة له، نظرًا لجهوده في مكافحة الإرهاب العالمي ومخاطبته للضمير الإنساني العالمي بضرورة نبذ العنف والإرهاب.
وقال المهندس مصطفي عبدالخالق الضو، الباحث السياسي بالنادي الحضاري الاستراتيجي المصري، إن السيسى أصبح بسرعة «رجل الشرق الأوسط القوى» المفضل لدى أصحاب صنع القرار في الدول الأوروبية والعربية، لافتًا إلى الإشادة الواسعة التي يحظى بها الرئيس السيسى بين العديد من الشخصيات الدولية، فضلًا عن شخصيات إعلامية كبيرة أخرى.
وأشادت الدكتورة سعاد الرازي، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الإيطالية، بكلمة الرئيس، مشيرة إلى أنها كانت دعوة إلى تطهير الفكر الإسلامى من التطرف، الذي تستخدمه جماعات، مثل الإخوان الإرهابية وداعش والقاعدة لتبرير الجهاد.
ونقلت الدكتورة عفاف الطاهر، مدرس علم الاجتماع السياسي بجامعة جورج واشنطن، نائب رئيس الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية للشؤون الأمريكية، أنه «ما من شىء أفضل من رؤية هذا النوع من الشجاعة التي تجلت في خطاب السيسى»، وتساءلت: «لماذا لا نرى رئيس الولايات المتحدة يتحلى بالشجاعة نفسها وقول الحقيقة؟!»
وأشاد الدكتور عاطف مخاليف، النائب البرلماني السابق، عضو الهيئة العليا بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية، بخطاب الرئيس، واصفًا له بأنه نبراس لأصحاب العقول وسكينة لكل وطني يحب بلده، مشيرًا إلى أن من لم يشعر بذلك فلا حرج عليه؟ فليس على المريض حرج؟ ولكن على مريض الفكر أن يعمل على أن ينمي فكره، وعلي المريض الوطني أن يبحث عن وطن غيره، فإن وجد فليذهب إليه وأن لم يجد فليعبد تراب هذا الوطن.