في يوم مولده..8 نصائح لتجنب مصير ميدو في الملاعب

كتب: محمد فتحى عبد الله الإثنين 23-02-2015 22:46

لاعب طويلُ شعره، يركض برشاقة وخفة، يتهيأ لمباراته الأولى بقميص المنتخب المصري الأول، يتسائل الجمهور من هذا اللاعب؟!.

في يناير 2001 قرر محمود الجوهري، أسطورة التدريب المصري، استدعاء أحمد حسام «ميدو» لاعب جنت البلجيكي للانضمام للمنتخب الأول لمواجهة الإمارات وديًا.

لم يتجاوز ميدو، عامه الـ17 حين دوّن حضوره الأول مع الفراعنة أمام الإمارات ويومها استطاع هزّ الشباك.

كان طيف ميدو، قد مر سريعًا أمام جماهير الكرة المصرية حين تم تصعيده للفريق الأول للزمالك في مايو 2000، هدفان في شباك الألومنيوم وآخر في شباك بطل إثيوبيا، حملوا البشرى بمولد نجم جديد قرر سريعًا الانطلاق لأوروبا.

في 2001 لم يكن الوصول لأخبار المحترفين المصريين بالأمر السهل لكن الأمور كانت تسير على ما يرام، ميدو، الشاب الذي رحل صغيرًا، يسجل ثم يسجل ثم يسجل، لم يكن ليشبع على قليل من الأهداف، سجل 11 هدفًا في 21 مباراة بالدوري البلجيكي.

انتهى موسمه الأوروبي الأول، الأخبارُ تشير إلى رغبة أندية كبرى في الفوز بخدمات اللاعب المصري، انتقل لأياكس، مفرخة النجوم، حيثُ تُثقل المواهب ويكبرُ الصغار.

ميدو مع فريق أياكس أمستردام

بدأت الرحلة، يتألق اللاعب المصري في أياكس ثم يصطدم بالمدرب، ويرحل على سبيل الإعارة إلى سيلتا فيجو، ويغيب عن ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ميلان، قبل أن يعود لأياكس ومنه إلى مارسيليا.

عام واحد في فرنسا، رحل بعده ميدو إلى روما ليجاور ملكها المدلل توتي، قبل الرحيل سريعًا إلى توتنهام الإنجليزي معارًا في البداية قبل أن يضمه السبيرز بشكل دائم، شارك أساسيًا مع النادي اللندني، قبل أن يفقد مكانه في التشكيل، انتقل إلى ميدلزبره، قضى موسم ونصف مع الفريق، قبل أن يبدأ مسلسل الإعارة مجددًا.

ميدو مع فريق روما

4 إعارات متتالية.. 6 أشهر مع ويجان أتليتك، و6 أشهر أخرى مع الزمالك، ومثلهم مع وست هام، ثم عام مع أياكس أمستردام، قبل العودة للزمالك بشكل نهائي.

في 2012، حاول ميدو العودة لأوروبا مجددًا، انضم إلى بارنسلي في الدرجة الأولى بإنجلترا لكنه لم يستمر كثيرًا.

بعدها بعام أعلن اللاعب المصري اعتزاله نهائيًا وهو ابن 30 عامًا فقط ليضع حدًا لمسيرة كروية بدأها في القمة وأنهاها سريعًا في مكان سحيق.

..سوء الختام

ميدو في مباراة الزمالك ووادي دجلة

يحتفل ميدو، الاثنين، بعيد ميلاده الـ32، يجلس لاعب الزمالك السابق خلف الشاشة لتحليل المباريات والتعقيب عليها، في الوقت الذي تبحث أسئلة كثيرة حول مسيرة الموهوب المصري عن إجابات: كيف تحول اللاعب ذو الإمكانات البدنية والفنية الهائلة، إلى ضيف دائم على التقارير الساخرة من «أبدن لاعبي العالم»، وكيف، رغم الانطلاقة الهائلة، عجز ميدو عن اللعب في صفوف كبار إنجلترا، المنافسون بشكل دائم على اللقب لا الحالمون فقط بالتواجد في دوري أبطال أوروبا، ولمَ ودّع الملاعب صغيرًا بينما رفقاء مسيرته، مثل زلاتان إبراهيموفيتش وديدييه دروجبا وويسلي شنايدر وغيرهم كثيرون ما زال العشب الأخضر يحملهم وينعم بموهبتهم؟.

لماذا لم يسجل ميدو سوى 20 هدفًا دوليًا فقط مع المنتخب أقل من أبناء جيله عمرو زكي «30 هدفًا» وعماد متعب «28 هدفًا» وغيرهما؟ لماذا يسقط دائمًا من ذاكرة الحديث عن الجيل الذهبي لمصر الذي فاز بكأس الأمم 3 مرات متتالية باستثناء مشهد اعتراضه الشهير على حسن شحاتة.

ميدو

ولماذا التصقت به في إنجلترا أوصاف مثل «المشاغب» و«المثير للجدل»..

وبينما تبحثُ هذه الأسئلة وغيرها عن إجابات من المهاجم الذي فضّل أن يتجه للتدريب فور اعتزاله اللعب مباشرة، تبرز العديد من النصائح للموهوبين من لاعبي كرة القدم وغيرهم، ممن يتحسسون طريق النجاح، نصائح من وحي النهاية المُبكرة الحزينة للاعب قلّما تجود الكرة المصرية بأمثاله أبرزها:

ميدو مع فريق ميدلزبرة

1- حافظ على وزنك

ضع صورة ميدو الشهيرة مع ميدلسبره أمام عينيك، بدين يعجز عن الحركة بشكل لائق، هكذا كان حاله.

الحفاظ على الوزن أساس النجاح لأي رياضي، لا تفرط في تناول الطعام، لا نريد أن نرى صورتك في منتخب اللاعبين الأكثر بدانة في العالم، ولن يكون جيدًا أن تتكرر جملة «طالبته بإنقاص وزنه للسماح له باللعب» مع كل مدير فني جديد تتعامل معه.

ميدو مع فريق أياكس أمستردام

2- احترم زملاءك

احتقار زملائك في العمل لن يجلب لك سوى المتاعب، لا يصح أن تصف اللاعبين المتواجدين معك في الفريق بـ«القذارة» كما فعل ميدو حين كان في أياكس.

قد تكون العاقبة سيئة كـ«صعفة قوية» من زلاتان إبراهيموفيتش انتقامًا لنفسه وزملائه وقد يكون الأمر أسوأ.

ميدو وحسن شحاتة

3- لا تشتبك مع مدربك

قد يكون مدربك «ظالماَ»، قد يتجاهل قدراتك ويُفضل غيرك لكن أيًا كان الأمر يجب أن تعامله بطريقة مهذبة.

إذا تملكك الغضب فلا تفعل مثلما فعل ميدو، في لقطته الأسوأ في مسيرته حين صرخ في وجه حسن شحاته، وكاد يشتبك معه حين استبدله أمام السنغال، لن يمدحك أحد خاصة إذا سجل اللاعب البديل هدف الفوز.

ميدو مع فريق توتنهام

4- افهم ثقافة مجتمعك

حين ترحل إلى دولة أجنبية، يجب أن تفهم ثقافتها، إتقان اللغة وسيلة للتعرف على ثقافة المجتمع لكن اللغة وحدها لن تجعلك خبيرًا بما يدور حولك. في إنجلترا، ظن ميدو، أنه قادر على الحديث عن خصومه قبل المباراة مثلما كان الحال في إيطاليا، تحدث قبل مباراة توتنهام وبورتسموث، عن سول كامبل مدافع توتنهام الذي انتقل للغريم آرسنال ثم بورتسموث لاحقًا وقال إنه أسهل مدافع واجهه في حياته. تصريحات المهاجم المصري تسببت في استياء الجميع وكانت النتيجة جلوسه على مقاعد البدلاء طوال المباراة.

ميدو مع فريق مارسيليا

5- اصبر.. لا تتنقل كثيرًا

في كرة القدم، يحتاج اللاعب إلى نادٍ ينتمي إليه، يحتضنه بعد اعتزال كرة القدم، واللاعبون الرحالة يُحرمون من هذه النعمة. إذا جلست على مقاعد البدلاء في فريق كبير أو صغير، لا تتعجل، لا تسارع بطلب الرحيل إلا إذا أُغلقت أمامك جميع الأبواب.. الاستقرار سيفيدك كثيرًا، لا تكن كميدو لعب لـ 10 أندية في أوروبا، مر على أغلبها سريعًا دون أن يحفر في ذاكرة أنصارها إلا القليل، ولم يستقر إلا في توتنهام، لعب هناك عامين ونصف .

ميدو

6- لا تبحث عن مبررات

حين ترتكب أي خطأ، اعترف به، لا تبحث عن مبرر، هذا أفضل لك، ويرفع من قدرك لدي متابعيك ومحبيك، لا تبحث عن مبرر لكل فشل تواجهه.

لا تقل إن توتنهام كان يعتمد بشكل أساسي على برباتوف لأنه فقط «دفع فيه فلوس كتير» قل إنه كان أفضل مني ولم أكن أستحق المشاركة في وجوده.

لا تقل إن اعتراضك على حسن شحاته في مباراة السنغال لأنه «لم يختر المهاجم المناسب ليكون بديلك» لا تقل «كنت أطالب بإشراك حسام حسن لأنه الأجدر».. فقط قل «أخطأت وأعتذر».

ميدو

7- كن مُهذبا

إذا بلغت من الشهرة المدى فيجب أن تعلم أن كل حرف تدونه أو تنطق به ستحاسب عليه.

لا تكن كميدو، يجادله أحد متابعيه على تويتر فيقوم اللاعب السابق بتوجيه السباب له ولوالدته.

كن مهذبًا، كي لا تضطر لحذف التعليق حين يتم تهديدك بـ«اللجوء للقضاء».

ندوة أحمد حسام ميدو بالمصري اليوم

8- أعلم أن حب الناس رزق

لن يحبك الناس لأنك الأكثر موهبة وذكاء ولأنك لعبت في توتنهام أو روما، قد تتعلق قلوبهم بآخر أكثر موهبة اقتصرت مسيرته على الترسانة والأهلي مثلاً.

حينها لا تحاول التقليل منه، دع الناس تحب ما تريد، لن تنتزع المحبة والنجومية من قلوبهم بتصريح أو بمحاولة إرهاب مناصريه بإنهم «إخوان» والتقدم ببلاغات ضدهم للتحقيق معهم.. ترفع عن ذلك.