إسرائيل تهجر بدو شرق القدس ورفض فلسطيني واسع (تقرير)

كتب: الأناضول الإثنين 23-02-2015 19:17

بينما تواصل جرافات الاحتلال الإسرائيلية، الإثنين، أعمال التجريف استعدادا لنقل نحو 2500 بدوي فلسطيني، منتشرين في الجبال الممتدة بين مدينة القدس والبحر الميت (جنوب شرق)، يصر البدو على البقاء في مناطقهم التي سكنوها منذ 1967، وسط رفض رسمي وشعبي.

وبدأت جرافات إسرائيلية تجريف أراضٍ فلسطينية قرب بلدة أبوديس، شرقي القدس، ضمن مشروع لتجميع البدو في تلك المنطقة، وتنفيذ مشروع استيطاني إسرائيلي يصل القدس بمستوطنات إسرائيلية، تمتد حتى البحر الميت. ويعيق البدو الذين يسكنون في بيوت من الصفيح والخيام ويعتمدون على تربية الأغنام، المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

وقال سليمان جهالين، وهو بدوي يسكن في منطقة جبل البابا شرقي القدس: «نسكن هنا منذ 1967، ولن نخرج منها، تم تهجيرنا من صحراء النقب في 1948، ويريدون أن نعيش ذات التجربة من جديد».

وأضاف: «نعتمد على تربية الأغنام، ونحتاج إلى مراعٍ واسعة، هم يريدون وضعنا في منطقة مغلقة لا يمكننا العيش فيها». وحذّر القائم بأعمال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان،التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، جميل البرغوثي، من استمرار إسرائيل بتنفيذ مخططها الاستيطاني. وقال إن «القيادة الفلسطينية ستعمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه عامة والاستيطان خاصة، من خلال التوجه إلى المؤسسات الدولية، ورفع قضايا في محكمة الجنايات الدولية».

وأضاف أن «إسرائيل بدأت فعليا بتنفيذ مخططتها لنقل البدو وإفراغ المنطقة المسمى لتنفيذ مشروعها الاستيطاني ببناء القدس الكبرى التي تصل مستوطنات البحر الميت بالقدس».

وتابع: إن «المشروع من شأنه فصل جنوب الضفة الغربية عن باقي الوطن، ووأد الحياة، وسرقة نحو 12 ألف كيلومتر مربع من أراضي الضفة الغربية».

وقال: إن «نشطاء المقاومة الشعبية سيعملون على إفشال المشروع من خلال التواجد الدائم وبناء قرى مناهضة للاستيطان والجدار». وحوّلت إسرائيل الموقع إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية، وأغلقتها أمام الفلسطينيين، إلا أن منسق لجان المقاومة الشعبية شرقي القدس هاني حلبية قال: «سنفاجئهم، وسنمنع استمرار عملهم». وأضاف: «هذه أرض فلسطينية هم يغتصبونها، ولن نخاف من أسلحتهم واعتقالهم».

وأشار إلى أن النشطاء كانوا أقاموا قرية بوابة القدس الشرقية على الموقع، 9 مرات، وتم هدمها من قبل آليات إسرائيلية، و«سيتم بناؤها من جديد»، بحسب حلبية.

وأعمال التجريف تقام على أراضٍ فلسطينية خاصة، وقال حلبية «أملك أوراقًا رسمية بامتلاك نحو 200 ألف متر مربع في الموقع، وهي ملك لعائلتي منذ 1919، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي بقوة سلاحه وجبروته يسيطر عليها لتنفيذ مشروع تهجيري استيطاني».

وتابع الرجل حاملاً بيده عقالاً انتزعه من على كوفيته: «سأقاوم بهذا، لا يوجد لديّ سلاح، وسأنتصر».

وتقع القرية، ضمن المشروع المسمى إسرائيليًا «إيه1»، والذي يهدف، بحسب اللجان الشعبية، لـ«الاستيلاء على 12 ألف دونم (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، تمتد من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، وتفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني والذي يشكل 7 تجمعات يسكنها 2500 مواطن، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها».والمنطقة «إيه 1»، تضم مستوطنة «معاليه أودوميم» كبرى المستوطنات في الضفة الغربية، والتي يسكنها حوالي 40 ألف نسمة.

وتعد قرية «بوابة القدس الشرقية»، هي القرية الرمزية رقم الـ12 التي يقيمها نشطاء فلسطينيون، في مواقع مهددة بالمصادرة لصالح المستوطنات الإسرائيلية.وكانت أول قرية رمزية أقامها نشطاء فلسطينيون هي «باب الشمس» والتي أقيمت شرقي القدس في 11 يناير2013، وغالبا ما تستمر مثل تلك القرى أياماً قبل قيام القوات الإسرائيلية باقتحامها، وطرد النشطاء منها، وإلقاء القبض على عدد منهم.

و«اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان» هي تجمّع لنشطاء فلسطينيين، يعمل على تنظيم حملات ومسيرات مناهضة للاستيطان والجدار، يشارك فيها، أيضاً، متضامنون أجانب.