بالصور.. نشاط السيسي في 7 أيام..متابعة مذبحة ليبيا وزيارة الكاتدرائية وتوقيع صفقة «رافال»

كتب: أ.ش.أ الجمعة 20-02-2015 10:24

تركز نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي على حشد الجهود لمواجهة مخاطر الإرهاب خاصة بعد العملية الإرهابية الآثمة التي قام بها تنظيم «داعش» بقتل 21 مواطنا مصريا في ليبيا.

وفور ورود الانباء باختطاف مجموعة من العاملين المصريين المسيحيين بليبيا امر الرئيس السيسي بتشكيل مجموعة أزمة لمتابعة تطورات هذه القضية، وأجرى الرئيس السيسي يوم السبت الماضي اتصالا هاتفيا بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،أكد خلاله على متابعته شخصياً للتطورات المتعلقة بعملية الاختطاف، وأن كافة الأجهزة المعنية بالدولة تسخر كافة جهودها واتصالاتها للوقوف على حقيقة الموقف.

لقطة من فيديو ذبح الرهائن المصريين في ليبيا

و شدد الرئيس على أن أبناء مصر المختطفين هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري، بمسلميه ومسيحييه، وهم يعبرون وبصدق عن الغالبية العظمى منه التي تنتمي للطبقة الكادحة، مؤكداً تعاطف الدولة التام مع قضيتهم، وأشار الرئيس إلى التوجيهات الصادرة إلى الحكومة بضرورة إيلاء الرعاية اللازمة لعائلات المختطفين وتقديم المساعدة اللازمة لهم، وجدد الرئيس دعوته لضرورة تكاتف المجتمع الدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تتخفى وراء الدين الإسلامي الحنيف، وهو منها براء.

ثم عقد الرئيس اجتماعا يوم الأحد حضره المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء للوقوف على آخر تطورات الموقف بالنسبة للمواطنين المصريين المختطفين في ليبيا، مشددا على ضرورة استنفار كافة أجهزة ومؤسسات الدولة وتضافر الجهود والتنسيق فيما بينها. كما اطمأن الرئيس على تقديم المساعدات لعائلات المختطفين، ومتابعة احتياجاتهم والاستجابة لمطالبهم.

وبعد أن تأكدت أنباء قيام تنظيم «داعش» الإرهابي بتنفيذ عمليته النكراء بقتل المصريين المختطفين، نعي الرئيس السيسي شهداء مصر الذين سقطوا ضحايا الإرهاب الغاشم، وتقدم بخالص العزاء للشعب المصري في مصابه الأليم، وقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني، وذلك لمتابعة تطورات الموقف عقب الحادث الارهابى البشع الذي طال عدد من أبناء مصر الأبرياء على يد تنظيم «داعش» الإرهابى، والتباحث حول القرارات والإجراءات التي سوف تتخذها الدولة للتعامل مع الموقف، وقد نعى مجلس الدفاع الوطني شهداء مصر الأبرار، الذين سقطوا ضحايا أعمال إرهابية خسيسة، وأكد لذويهم وللشعب المصري العظيم أنه سيثأر لدمائهم الغالية، كما أعلن الرئيس حالة الحداد العام لمدة سبعة أيام.

واعرب الرئيس السيسي عن خالص تعازيه للشعب المصري واسر وعائلات شهداء الارهاب الغادر، مشيرا إلى ان مصابهم هو مصاب مصر كلها، وقال في كلمة وجهها للامة عبر التليفزيون، اننا في هذه اللحظات العصيبة نشعر جميعا كمواطنين مصريين بالحزن والالم والغضب، مشيرا إلى ان هذا الارهاب الخسيس الذي طال ابناء مصر هو حلقة جديدة في سلسلة الارهاب المستشري في العالم كله وهو ما يفرض علينا جميعا الاصطفاف من اجل استئصال جذوره وحماية العالم من انتشار سمومه.

الرئيس عبد الفتاح السيسي يقدم العزاء للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في ذبح 21 مصريًا قبطيًا، على يد داعش في ليبيا، وذلك بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، 15 فبراير 2015.

واكد الرئيس السيسي ان مصر ودول العالم اجمع تواجه معركة شرسة مع تنظيمات ارهابية تتبني الفكر المتطرف وتتشارك في نفس الاهداف التي لا تخفي على أحد.. وشدد على انه قد آن الاوان للتعامل معها جميعا بدون انتقائية أو ازدواجية في المعايير.

كما شدد على ان هذه الاعمال الجبانة لن تنال من عزيمتنا وان مصر التي هزمت الارهاب من قبل قادرة بتصميم وارادة شعبها العظيم، على دحره والقضاء عليه، مؤكدا ان مصر لا تدافع عن نفسها فقط ولكن تدافع عن الانسانية بأكملها من هذا الخطر المحدق بها.

واكد الرئيس السيسي ان مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالاسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من ابسط قيم الانسانية، واضاف انه دعا مجلس الدفاع الوطني للانعقاد فورا وبشكل دائم لمتابعة تطورات الموقف والتباحث حول القرارات والاجراءات المقرر اتخاذها، واشار إلى انه وجه الحكومة بالوقوف إلى جانب اسر شهداء الارهاب واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للتخفيف من مصابهم والاستمرار في التنفيذ الصارم لقرار منع المصريين من السفر إلى ليبيا في ظل هذه الاوضاع المتردية حفاظا على ارواحهم.

واضاف انه وجه اجهزة الدولة المعنية باتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بتأمين وتسهيل عودة المصريين الراغبين في العودة إلى ارض الوطن. واشارالرئيس إلى انه كلف وزير الخارجية سامح شكري بالسفر فورا إلى نيويورك لاجراء ا تصالات عاجلة مع كبار المسئولين في الامم المتحدة والدول الاعضاء في مجلس الامن والمشاركة في القمة الدولية حول الارهاب من اجل وضع المجتمع الدولي امام مسئوياته واتخاذ الاجراءات الكفيلة التي تتفق مع ميثاق الامم المتحدة باعتبار ان ما يحدث في ليبيا يعد تهديدا للسلم والامن الدوليين.

الرئيس عبد الفتاح السيسي يقدم العزاء للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في ذبح 21 مصريًا قبطيًا، على يد داعش في ليبيا، وذلك بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، 15 فبراير 2015.

وتوجَّه الرئيس السيسي إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، للقاء قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وتقديم العزاء في المواطنين المصريين الأبرياء ضحايا الحادث الإرهابي الآثم الذي وقع في ليبيا، حيث أعرب الرئيس عن مواساته لأسر الضحايا، مؤكداً أنهم سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من كافة أجهزة الدولة المعنية.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن أداء الرئيس السيسي لواجب العزاء في الضحايا الأبرياء جاء بدافع وطني وكمواطن مصري في المقام الأول قبل كونه رئيساً للجمهورية ولكل المصريين، حيث حرص على التوجه إلى مقر الكاتدرائية دون انتظار لإجراء أي ترتيبات مراسمية أو إعداد موكب رسمي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الدولة المصرية التي احتفظت لذاتها بحق الرد في التوقيت المناسب وبالكيفية التي ترتأيها، لم تألُ جُهداً لتحقيق القصاص السريع والعادل لأبنائها الأبرياء الذين قضوا جراء هذا الحادث الإرهابي الغاشم.

وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي دعا جموع المصريين إلى وحدة الصف الوطني والتكاتف لاجتياز هذه الأحداث العصيبة، مؤكداً أن تعاضد المصريين مسلمين ومسيحيين هو السبيل الوحيد الذي يكفل سلامة الوطن ودحره للإرهاب بل ويضيف مزيداً من القوة والتلاحم للنسيج الوطني المصري، كما أوضح الرئيس أن مثل هذه الأعمال الدنيئة المجافية لتعاليم كافة الأديان السماوية وللقيم الإنسانية النبيلة لن تثني المصريين عن عزمهم مواصلة الطريق الذي بدأوه لبناء مصر الجديدة، التي تحقق آمال وطموحات شعبها على أسس من العدالة والمساواة واحترام حقوق الجميع.

وتلقى الرئيس السيسي عدة اتصالات هاتفية من عدد من زعماء العالم تؤكد التضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب، فتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء بريطانيا «ديفيد كاميرون»، الذي استهل حديثه بتوجيه تعازيه لمصر، قيادةً وحكومة وشعباً، في المواطنين المصريين الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لعمل إرهابي غاشم في إطار سلسلة من الأعمال الإرهابية التي استهدفت عدداً من المدنيين الأبرياء من مختلف الأديان والجنسيات، وهو الأمر الذي يدلل على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له وإنما تحركه توجهات خبيثة وأفكار متطرفة يتعين التصدي لها من خلال تكاتف الجهود الدولية واستمرارها بدأب وإصرار، وصولاً إلى اجتثاث ظاهرة الإرهاب.

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن إدانة بلاده الشديدة لذلك العمل الإرهابي الآثم، مؤكداً تضامن بريطانيا مع مصر في مواجهة الإرهاب، ومنوهاً إلى أن بلاده تقدر الظروف التي تمر بها مصر في المرحلة الحالية.

ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن شكره لرئيس الوزراء البريطاني الذي عبر عن مساندة بلاده لمصر، مقدراً جهود بريطانيا في مكافحة الإرهاب، ونوَّه إلى الدور الذي يتعين أن يضطلع به مجلس الأمن الدولى في هذا الصدد، أخذاً في الاعتبار كون بريطانيا عضواً دائماً فيه، وأن هناك الكثير من الجهود التي يمكن بذلها والقرارات التي يتعين اتخاذها للمساهمة في انحسار ظاهرة الإرهاب، واستعادة الاستقرار والأمن إلى منطقة الشرق الأوسط.

وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي دعم فرنسا للتحرك الدولي للقضاء على الإرهاب، وتضامن بلاده الكامل مع مصر ووقوفها بجانبها في مواجهته.

ومن جانبه أعرب الرئيس عن تقديره لموقف الرئيس الفرنسى، مؤكداً مواصلة مصر التشاور والتنسيق مع الدول الصديقة من أجل تعزيز التكاتف الدولي في مواجهة ظاهرة الارهاب والقضاء عليها.

كما تلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الذي قدم للرئيس التعازي في الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء عمل إرهابي حقير يجافي كافة معاني الإنسانية والرحمة، مضيفاً أنه ليس غريباً على من يقترف جرائم قتل البشر حرقاً أن يقوم بمثل هذا الفعل الشنيع.

وقدم العاهل الأردني، باِسم شعب بلاده، التعازي للشعب المصري معرباً عن مواساته وتعاطفه الكامل مع أسر الضحايا المصريين، وأضاف جلالة الملك أن مثل هذه المواقف العصيبة تزيد من الإصرار على مكافحة الإرهاب ومعاقبة الجناة بشكل رادع.

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب عرض فيديو ذبح داعش للرهائن المصريين بليبيا، 15 فبراير 2015

وقد أعرب الرئيس السيسي عن شكره وتقديره لموقف جلالة الملك، مشيداً بمواقف المملكة الأردنية الهاشمية الداعمة لمصر، ومؤكداً اعتزام مصر مواصلة تعاونها وتنسيقها للمواقف مع الأردن الشقيق على كافة الأصعدة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وصولاً إلى دحره والقضاء عليه، والحيلولة دون تجدد مثل هذه الأعمال التي تلحق تداعياتها وآثارها السلبية بالدين الإسلامي، الذي تتعين حمايته وتقديم صورته الحقيقية للعالم أجمع، بما تشمله من تعاليم سمحة تحض على حفظ الحياة وصون النفس البشرية والتعايش المشترك وقبول الآخر.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي بالرئيس السيسي ان مصر ستنتصر في المعركة ضد الإرهاب منوهاً إلى أن مصر وشعبها العريق سينتصران في معركتهما ضد الإرهاب وأن مثل تلك الأفعال الجبانة ستزيد عزم المصريين على مواصلة طريقهم وبناء دولتهم التي ينشدونها، وذلك بمساندة أشقائهم الذين يكنون لمصر وشعبها كل مودة وتقدير .

وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء اليونان «أليكسيس تسيبراس»، الذي قدم العزاء لمصر، قيادةً وحكومة وشعباً، في المواطنين المصريين الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لعمل إرهابي غاشم في ليبيا.

وأعرب رئيس الوزراء اليوناني عن إدانة بلاده الشديدة لذلك العمل الإرهابي الآثم، مؤكداً تضامن اليونان مع مصر في مواجهة الإرهاب، ومنوهاً إلى أن بلاده تقدر الظروف التي تمر بها مصر في المرحلة الحالية، أخذا في الاعتبار الشراكة الوثيقة بين البلدين والتقارب الجغرافي مع منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن البعد المتوسطي في العلاقات بين مصر واليونان.

كما تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا من «جوزيف موسكات» رئيس وزراء مالطا، الذي أعرب عن إدانة بلاده الشديدة للعمل الإرهابي الآثم الذي راح ضحيته عددٌ من أبناء مصر الأبرياء على يد تنظيم داعش في ليبيا، مؤكداً تضامن مالطا مع مصر ووقوفها بجانبها في مواجهة الإرهاب الغاشم.

حديث السيسي مع محطة «أوروبا 1»

وفي حديث لمحطة «أوروبا- 1» الإذاعية الفرنسية أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته، وضرورة تكاتف الجهود الدولية لدحر الإرهاب في ليبيا، باعتبار ذلك سبيل وحيد لتحقيق الأمن وإعادة الاستقرار.

وأضاف الرئيس أنه يتعين تنسيق الجهود مع الدول الصديقة داخل الأمم المتحدة، وخاصة في مجلس الأمن -باِعتباره الجهة المسئولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، والمنوط بها اتخاذ تدابير عاجلة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة لمواجهة أي تهديد لهما- موضحاً أن ما يحدث في ليبيا يعد تهديداً واضحاً وصريحاً للسلم والأمن الدوليين. وشدد الرئيس السيسي على ضرورة قبول الشعب الليبي لأي قرار دولي لتدارك الأوضاع في بلاده لبسط الأمن واستعادة سيطرة الدولة الليبية على مقدراتها.

وأضاف الرئيس أنه يتعين العمل من خلال جهد دولي مشترك لرفع حظر توريد السلاح إلى الجيش الوطني الليبي، مؤكداً حرص مصر على عدم التدخل عسكرياً في ليبيا احتراماً لسيادتها الوطنية إلا أن فداحة وبشاعة العمل الإرهابي بحق المواطنين المصريين الأبرياء أوجبت التدخل عسكرياً، وأشار إلى أن معالجة الوضع في ليبيا تتطلب جهداً جماعياً بالنظر لتدهور الأوضاع الأمنية إلى حد كبير.

كما أكد الرئيس خلال حديثه أن المواطنة هي المبدأ الحاكم لتعامل الدولة المصرية مع شعبها، ومن ثم فإنه لا تفرقة ولا تمييز على الإطلاق بين مسلم ومسيحي في مصر، فالجميع أبناء وطن واحد، أما الأديان فحرية اختيارها واعتناقها مكفولة للجميع، وفي كل الأحوال كان لزاماً القصاص للدماء المصرية التي سالت في ليبيا.

وذكر الرئيس السيسي أنه سبق أن حذرت مصر مراراً وتكراراً من مغبة تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا على كافة دول الجوار، سواء الجوار الجغرافي المباشر أو على دول شمال المتوسط الأوروبية، منوهاً إلى أن عملية الناتو غير المكتملة تركت الشعب الليبي أسيراً لميلشيات مسلحة ومتطرفة، ومن ثم فإنه حان الوقت لدعم خيارات الشعب الليبي الحرة المتمثلة في الجيش الوطني والبرلمان المنتخب والحكومة الليبية، كما يتعين العمل على جمع الأسلحة من كافة الميليشيات والحيلولة دون تدفق السلاح من دول أخرى إلى تلك الجماعات المتطرفة.

وعلى صعيد مكافحة الإرهاب بشكل عام، أكد الرئيس السيسي أن ذلك لن يتأتى من خلال المواجهات العسكرية والأمنية فقط، وإنما يتطلب الأمر عملاً جاداً ودؤوباً على مختلف الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، بما في ذلك تجديد وتصويب الخطاب الديني وتنقيته من أية أفكار هدامة ودخيلة على صحيح الدين الإسلامي، منوها إلى دور الأزهر الشريف الذي يقوم به في هذا الصدد باعتباره منبراً للاعتدال.

و استعرض الرئيس أثناء الحديث الجهود التي تبذلها مصر لضمان أمن السائحين واستعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر لسابق عهدها، منوها إلى أن تأشيرة الدخول التي يتم منحها للسائح تعني ضمنيا ضرورة الحفاظ على أمنه وحياته.

وألقى الرئيس السيسي الضوء على المؤتمر الاقتصادي الذي ستنظمه مصر في مارس المقبل، منوها إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى أصدقاء مصر من رجال الدولة ورجال الأعمال المهتمين بالعمل والاستثمار في مصر، ومشيرا إلى أن مصر بوابة إفريقيا ونافذة على العالم العربي وأوروبا، فضلاً عن كونها معبراً للتجارة العالمية عبر قناة السويس وما تشهده من تطوير عبر حفر قناة جديدة، وكذا المشروعات العملاقة الأخرى الجاري تنفيذها في مصر.

وفيما يتعلق بتعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية وتنويع مصادر السلاح استقبل الرئيس السيسي وزير الدفاع الفرنسي، جان ديف لودريان وأعرب عن شكره للجهود الفرنسية المبذولة لإتمام صفقة الطائرات الفرنسية المقاتلة من طراز «رافال» وإنجازها في وقت قياسي، حيث تأتي هذه الصفقة في إطار تعزيز القدرات المصرية على مكافحة الإرهاب.

وقال المتحدث إن الرئيس السيسي نوه إلى ما استشعره من روح إيجابية واستعداد فرنسي صادق وقوى للتعاون مع مصر أثناء الزيارة التي قام به لباريس في نوفمبر 2014، مشيراً إلى أن التحديات والتهديدات الأمنية التي بات يشكلها الإرهاب على مختلف دول العالم، ومن بينها مصر وفرنسا، تفرض أهمية تعزيز الشراكة وتعميق التعاون بين البلدين، فضلاً عن تنسيق المواقف في المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب، ولاسيما في الأمم المتحدة.

السيسي يشهد توقيع صفقة الرافال بين مصر وفرنسا

وعقب انتهاء اللقاء شهد الرئيس السيسي مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي ستقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز «رافال» وفرقاطة متعددة المهام من طراز «فريم» فضلاً عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة، وتلا ذلك عقد مؤتمر صحفي لوزيري الدفاع المصري.

وفيما يتعلق بإتمام صفقة استيراد طائرات «رافال» المقاتلة، ذكر وزير الدفاع الفرنسي أن إتمام هذه الصفقة في زمن قياسي يدلل على مدى التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين المصري والفرنسي وحرصهما المشترك على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من شراكة استراتيجية بين البلدين لمواجهة التهديدات الأمنية.

السيسي يلتقي وزير الدفاع الفرسي جان إيف لودريان عقب التوقيع على صفقة رافال

وتابع انه بحث مع الرئيس السيسى اجراءات تأمين حدود الدولة من إحدى القواعد الجوية بنطاق المنطقة الغربية العسكرية ومتابعة اجراءات تأمين القوات للحدود على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وناقش الرئيس عدداً من الطيارين والأطقم التخصصية والمعاونة في إسلوب تنفيذ المهام المخططة والطارئة التي تنفذها القوات الجوية لتأمين الحدود ضد عمليات التسلل والتهريب والتصدى لمخاطر التنظيمات الارهابية المسلحة عبر الحدود، وأشاد بما لمسه من مستوى متميز وإحترافية عالية تعكس مستوي الكفاءة والإستعداد القتالي لقواتنا الجوية، ووجه التحية لمقاتلى القوات المسلحة ونسور مصر على ما حققوه من ضربات ناجحة ضد المجموعات الارهابية المسلحة، وطالبهم بالحفاظ على أعلي درجات الجاهزية لتنفيذ أي مهمة يكلفون بها من أجل الحفاظ على سيادة مصر وعزة وكرامة شعبها العظيم، والرد بكل قوة على أي محاولة للمساس بحدودها ومقدساتها، مؤكداً أنهم أحد الركائز القوية التي تستند اليها القوات المسلحة في حماية الامن القومي المصري على كافة المستويات .

ومن داخل إحدي الطائرات قام الرئيس السيسي بإستطلاع الحدود الغربية ومناطق انتشار الوحدات والتشكيلات والدوريات المقاتلة المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية، كما تابع الاستعدادات النهائية لإحدي الطلعات الجوية لعدد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ المهام التدريبية المكلفة بها، وقام الرئيس بمتابعة تنفيذ المهام من داخل مركز العمليات، وأستمع إلى شرح تناول تقديرات الموقف الراهن والاجراءات المتخذه لتأمين الحدود الغربية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية وتشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية والقوات الخاصة وقوات حرس الحدود.

السيسي يستقبل رؤساء تحرير دول حوض النيل وأفريقيا، 19 فبراير 2015

وأثني الرئيس السيسي خلال لقائه بمقاتلى المنطقة الغربية العسكرية على دورهم الوطني في فرض السيطرة الامنية على امتداد حدود مصر الغربية، والتصدي بكل شجاعة لكل محاولات النيل من استقرار المجتمع المصري، وأعرب عن اعتزازه بقبائل وعشائر مطروح وتقديرة لدورهم وعطائهم الوطنى المشرف في تغليب المصالح العليا للوطن وجهودهم في استعادة الامن والاستقرار ودعمهم الكامل للقوات المسلحة في كل ما يتخذ من اجراءات للحفاظ على امن مصر القومي، مؤكدا انهم جزء اصيل مكمل للقوات المسلحة في ادائها لمهامها في حماية الوطن ارضا وشعبا.

[image:10:center]

واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بلقاء مع عدد من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية في دول حوض النيل وبعض دول الجنوب الإفريقي، حيث أكد أن العلاقات بين مصر وأشقائها الأفارقة علاقات مصيرية. وقال أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية في خطاب التنصيب على التأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحا مصريا على إفريقيا ونهوضا شاملا في كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة.

وأضاف الرئيس أن اِستراتيجية مصر في التعامل مع الدول الافريقية تقوم على أسس من المشاركة والتعاون لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي، لاسيما أن شعوب القارة قد عانت لعقود طويلة وحان الوقت لتحصل على حقها في الاستقرار والرخاء، وهو الأمر الذي لن يتأتى دون التمسك بالقيم النبيلة التي حضت عليها كافة الأديان، وفي مقدمتها التسامح والرحمة.

واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع في مصر منذ يناير 2011، مؤكداً أن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية، ومن ثم فإن مصر ماضية على طريق تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، حيث سيتم استكمال بناء مؤسسات الدولة بإجراء الانتخابات البرلمانية في شهر مارس المقبل لاختيار البرلمان الجديد.

وعلى صعيد رد الفعل المصري على مقتل 21 مصرياً في ليبيا، أوضح الرئيس أن دماء المصريين الأبرياء لا يمكن أن تذهب هباء وأنه يتعين التصدي لمن يبررون القتل باِسم الدين ويصنفونه في إطار الجهاد، وهي رؤى مغلوطة تجافي الحقيقة تماماً.

وذكر أن الضربة الجوية المصرية لمعاقل التنظيم الإرهابي في ليبيا كانت مركزة واستهدفت العناصر الإرهابية فقط دون سواها، مضيفاً أنه على الرغم مما هو معروف عن حجم وقوة الجيش المصري إلا أنه لم يُقْدِم على غزو أية دولة طمعاً في مواردها أو ثرواتها، ولكنه يدافع عن الوطن ويحمي مصالحه، ويساهم في القضاء على مصادر تهديد الأمن القومي المصري، وفي مقدمتها الإرهاب.. وأن مصر تساهم دوماً في إدارة وتسوية النزاعات في القارة الأفريقية وترفض العمل على إذكاء الصراعات والانقسامات.

وكان الرئيس السيسي قد استهل نشاطه الأسبوعي بتسلم اوراق اعتماد ١٢ سفيرا لإثنتى عشرة دولة هي: تايلاند، زيمبابوى، نيوزيلاندا، كوريا، أفريقيا الوسطى، الولايات المتحدة الأمريكية، كينيا، غانا، النمسا، نظام فرسان مالطا، جمهورية التشيك، الجبل الأسود.

ورحب الرئيس بالسفراء الجدد، متمنيا لهم مهمة موفقة في القاهرة، مؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم في جميع المجالات.