نقلت صحيفة «الشرق» القطرية تصرح مصدر مسؤول في وزارة خارجية بلادها يفيد بأن قطر استدعت سفيرها لدى القاهرة، للتشاور على خلفية تصريح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية.
ونشرت «الشرق» على موقعها الإلكتروني، الخميس، تصريحات السفير سعد بن علي المهندي، مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية القطرية، حيث أكد شجب بلاده وإدانتها للعمل الإجرامي، الذي أودى بحياة 21 مواطنًا مصريًا في ليبيا، لكنه اعتبر أن ما جاء على لسان مندوب مصر، السفير طارق عادل، جانبه الصواب والحكمة ومبادئ العمل العربي المشترك.
وقال المهندي، في تصريحاته: «إذ تستنكر دولة قطر هذا التصريح الموتور، الذي يخلط بين ضرورة مكافحة الإرهاب وبين قتل وحرق المدنيين بطريقة همجية لم يلتفت لها مصدر التصريح»، حسب تعبيره.
وأضاف: «يجب عدم الزج باسم قطر في أي فشل تقوم به الحكومة المصرية لأن قطر داعمة وسوف تظل دائما داعمة لإرادة الشعب المصري واستقراره»، حسب ادعائه.
وأوضح أن «تحفظ دولة قطر الوارد على الفقرة التي صدرت في البيان الصحفي الصادر عن الاجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين والمتعلق بالترحيب بالضربة الجوية، التي قامت بها القوات المسلحة المصرية، إنما جاء متوافقاً مع أصول العمل العربي المشترك الذي يقضي بأن يكون هناك تشاور بين الدول العربية قبل قيام إحدى الدول الأعضاء بعمل عسكري منفرد في دولة عضو أخرى لما قد يؤدي هذا العمل من أضرار تصيب المدنيين العزل».
وتابع: «فيما يتعلق بالتحفظ الوارد على البند الخاص برفع الحظر عن التسليح فإن موقف دولة قطر كان واضحاً في اجتماع وزراء الخارجية العرب بتاريخ 15 يناير 2015 من مبدأ عدم تقوية طرف على حساب طرف آخر قبل نهاية الحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لها الحق بطلب رفع الحظر بالنيابة عن الشعب الليبي الشقيق»، حسب قوله.
كان السفير طارق عادل، مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية، أكد إدانة الدول العربية كافة، وبشدة، للعملية الإرهابية، التي تعرض لها 21 من المواطنين المصريين على يد تنظيم «داعش» الإرهابي بليبيا.
وقال السفير عادل، فى تصريحات له، الأربعاء، إن مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، أصدر بيانًا يؤكد على مساندة ودعم وتفهم كامل من جانب الدول العربية، للتدابير والإجراءات، التى اتخذتها وتتخذها مصر لحماية مواطنيها والدفاع عن مصالحها وحقها الشرعي في الدفاع عن النفس، فضلا عن التدابير المتخذة لمواجهة الإرهاب والضربة الجوية لمواقع «داعش» في ليبيا، ثأرا لدماء المواطنين المصريين العزل.
وأضاف أن البيان أكد على أن هذه التدابير والإجراءات التى تقوم بها مصر تدخل في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس، وفقًا لميثاق الجامعة العربية، وميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولى، لافتًا إلى أنه لم يشذ عن الإجماع العربى في هذا الخصوص سوى قطر، التى تحفظت على الفقرة الخاصة بحق مصر في الدفاع الشرعى عن نفسها وتوجيه ضربات للمنظمات الإرهابية التي اقترفت هذا العمل.
وشدد على أن هذا التحفظ القطرى ليس مستغربًا، حيث يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربى فيما يتعلق بالحفاظ على العمل العربى المشترك، وحق وسيادة الدول العربية، بما في ذلك ما قامت به مصر، مؤكدًا أن موقف قطر، التى دأبت على اتخاذ المواقف المناوئة لمصر، إنما يؤكد انعزالها التام في الجامعة العربية بخروجها عن الإجماع العربي.
وقال إنه وفقًا لقراءتنا في مصر لهذا التحفظ القطري، فإنه بات واضحًا أن قطر كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب.
وكان مجلس الجامعة العربية عقد اجتماعًا في وقت سابق، الأربعاء، على مستوى المندوبين الدائمين لبحث موضوعين، أولهما إدانة العملية الإرهابية، التي تعرض لها 21 مصريًا بليبيا مؤخرا، وثانيهما، دعم ومساندة مصر في هذا الظرف لما تتخذه من إجراءات وتدابير بما في ذلك الضربة الجوية للقوات المصرية ضد مواقع «داعش» في ليبيا.