قطر وداعش وجوزيف بلاتر

ياسر أيوب الأربعاء 18-02-2015 21:27

قد أكون مخطئاً أو مبالغاً أو متجنياً.. لكن ما قاله جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا، منذ أيام قليلة عن قطر دفعنى للربط بين الإمارة الخليجية الصغيرة وتنظيم داعش.. ولست أملك ما يكفى من معلومات وأدلة وحقائق تؤكد تورط قطر فى دعم داعش والوقوف وراءها.. لكننى أصبحت رغما عنى أرى هذا الشبه الهائل بين قطر وداعش.. إذ بينما كنت أقرأ باهتمام أحدث وأعمق دراسة جديدة عن تكوين داعش للصحفى الكندى الكبير والشهير جريمى وود.. لفت انتباهى كلام جديد قاله بلاتر عن قطر.. جريمى، الصحفى بمجلة نيويوركر وأكثر من صحيفة أمريكية كبرى، تناول فى دراسته كيف يلغى داعش أى فواصل بين القوميات والثقافات المختلفة والأصول والأفكار والبيئات التى قد تبدو متناقضة فتسقط القوميات والأوطان وحدود البلدان وليس بمنطق أن الجميع يذوبون كمسلمين فى تنظيم واحد.. فالمسألة على الأرض تختلف عن كل تلك المفاهيم البسيطة والواضحة والمباشرة.. وفى نفس الوقت كان بلاتر يتحدث عن قطر والمونديال الذى قد تستضيفه عام 2022.. وتخلى بلاتر عن دبلوماسيته المعتادة وحذر قطر من أن الفيفا لن يقبل أن تشارك قطر فى هذا المونديال بمنتخب يضم نجوماً عالميين تشتريهم قطر بالمال وتمنحهم جنسيتها من أجل اللعب باسمها.. وتهكم بلاتر فى صراحة ووضوح على الاتحاد الدولى لكرة اليد الذى سمح لقطر بأن تلعب فى موندياله الأخير بمنتخب عالم وليس منتخباً قطرياً..

قال بلاتر أيضا إن القطريين أسقطوا من حساباتهم أى معان أو قيمة لجنسية بلادهم أو الانتماء لوطنهم.. وأضاف رئيس الاتحاد الدولى أنه إذا كان القطريون من أجل مصالحهم وطموحاتهم أسقطوا وتغاضوا تماما عن أى فوارق بين المائتى وثمانين ألف قطرى وسكان العالم كله.. فإن الفيفا سيبقى ينظر لتلك الفوارق بمنتهى الاهتمام ومنتهى الاحترام أيضا.. وقد قال بلاتر ذلك قبل أن يعلن أستاذ الموسيقى الأمريكى بيتر جيتينجز عن تعاقده مع قطر ليسافر ويقيم فى الدوحة ويقود فرق الموسيقى العسكرية التابعة للجيش القطرى.. وقال القطريون إنهم تعاقدوا مع بيتر ليقود موسيقاهم العسكرية حتى مونديال 2022 مع أن الرجل نفسه قال إنه أتم عامه السادس والسبعين ولا يعلم إن كان سيشهد مونديال 2022 أم لا.. لكن تبقى وسط ذلك كله حقيقة واحدة تؤكد هذا التشابه بين قطر وداعش.. حيث تسقط تماما فكرة الأوطان والأرض وكل معانى الولاء والانتماء وحيث يمكن أن يتطور ذلك لكراهية أى وطن وكل من ينتمون لوطن.. وهى الفكرة التى أكدها أبوبكر ناجى فى كتابه الذى صدر العام الماضى بعنوان إدارة التوحش.. وهو الكتاب الذى تمت ترجمته لأكثر من لغة واكتشف الباحثون مؤخراً أنه أصبح حالياً هو المرجع الأول لكل أعضاء تنظيم داعش وليس ما نتوقعه من كتب وأفكار وتراث قديم.. وأشارت إلى نفس الفكرة دراسة أخرى شديدة الأهمية عن كل الفوارق الفكرية بين داعش والقاعدة.. وإذا كان العالم يقرأ هذه الكتب الآن محاولاً فهم داعش فنحن أيضا نحتاج قراءتها هى وغيرها لنحاول فهم قطر وأفكارها وسياساتها ومطامعها أيضاً.

yayoub@7-ayam.com