رغم الانتقادات التركية الحادة لإسرائيل..طفرة في التجارة بين البلدين

كتب: اخبار الأربعاء 18-02-2015 13:11

رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهتها الحكومة التركية خلال السنوات الماضية إلى إسرائيل، بسبب سياسات الأخيرة القمعية وتدخلاتها العنيفة في فلسطين، فقد كانت مفاجأة للعديدين أنه رغم فتور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أن التجارة الثنائية بينهما شهدت طفرة مؤخرًا.

في دافوس عام 2009 تصاعدت حدة التوترات بين تركيا وإسرائيل منذ المنتدى الاقتصادي العالمي عندما انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من حلقة نقاش بعد أن وجه انتقادات عنيفة إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.

وازدادت حدة تلك التوترات عام 2010 عندما هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة المساعدات المتجهة إلى غزة «مافي مرمرة»، حيث صعدت قوات البحرية الإسرائيلية إلى السفينة وقتلت ثمانية مواطنين أتراك وآخر تركي أمريكي. على الرغم من تلك الأحداث، ارتفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين على نحو ثابت.

تظهر الإحصاءات الرسمية، تجاوز حجم التجارة الثنائية بين البلدين 5.6 مليار دولار عام 2014، وهو ما يمثل ارتفاعا بلغ حوالي 50 % عن عام 2009، رغم التوترات الدبلوماسية المستمرة بين البلدين.

تُظهر بيانات معهد الإحصاء التركي «تركستات» أن حجم التجارة المشتركة بلغت 2.6 مليار دولار عام 2009. وقفزت الصادرات التركية إلى إسرائيل إلى 2.92 مليار دولار عام 2014 بعد أن كانت 1.5 مليار دولار فقط عام 2009، بينما ارتفعت الواردات من إسرائيل إلى 2.7 مليار دولار بعد أن كانت .،1 مليار دولار في ذات الفترة.

هذ المتحوى بالتعاون مع راقب

قال فاروق لوغوغلو، النائب عن بلدة آضنة والمنتمي لحزب المعارضة الرئيسي في تركيا، حزب الشعب الجمهوري والسفير السابق في الولايات المتحدة، إن انتقادات حزب العدالة والتنمية الحاكم للأفعال الإسرائيلية ليست إلا وسيلة لرفع شعبيته، مشددًا على أن حدوث صراع بين تركيا وإسرائيل ليس أمرا مرغوبا فيه، انتقد لوغوغلو سياسة الحكومة «الرخصية والمخادعة» على حد تعبيره.

وأضاف: «ينتهج حزب العدالة والتنمية سياسة برجماتية مع إسرائيل، وكذلك مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».

تمثل التصريحات الأخيرة المتضاربة لأردوغان حول موقف الحكومة التركية إزاء الاتحاد الأوروبي نموذجا آخر على سياسة تركيا الخارجية المتناقضة، إلا أن أردوغان أخبر جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، لاحقا أن انضمام تركيا إلى الاتحاد سيكون «خيارا استراتيجيا».

دعت أحزاب المعارضة التركية الحكومة إلى إعادة النظر بصدد العلاقات التجارية مع إسرائيل، بعد الضربات الإسرائيلية الجوية، البحرية، والبرية على قطاع غزة الصيف الماضي.

وتتضمن الصادرات التركية الحديد والصلب، الآلات الكهربائية، السيارات، المعادن، والمنسوجات.

علاوة على ذلك، وبعد تقارير حول دور أنقرة المزعوم في بيع النفط المستخرج من المنطقة الكردية ذاتية الحكم في شمالي العراق إلى إسرائيل، متجاوزة الحكومة المركزية، اتهمت أحزاب المعارضة التركية أردوغان بالنفاق في خطابه الداعم لفلسطين، كما يتهم حزبي المعارضة الرئيسيان في تركيا – حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية– أردوغان باستغلال الصراع في غزة على نحو ماكر لتحقيق مكاسب سياسية محلية.

وعلق سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية بإسطنبول، مقدما سببا آخر لزيادة حجم التجارة مع اسرائيل رغم الفتور الدبلوماسي، قائلًا إن الاقتصاد له منحني خاص به ويتبع مسارا آخر بعيدا عن السياسة. وأضاف أولجن: «الاقتصاد التركي مفتوح على العالم، لذلك تخضع الصادرات والواردات إلى احتياجات الاقتصاد، فإن فرضت الدولة سيطرتها على الاقتصاد (كما هو الحال في الدول الاشتراكية)، فسيكون الوضع معاكسًا، حيث ستحدد الدولة احتياجات الاقتصاد. لكن تركيا لديها اقتصاد حر، لذلك يجب دراسة الزيادة في حجم التجارة مع إسرائيل في ضوء هذه الحقائق».

مزاعم حول تفضيل شركة تعدين إسرائيلية على منافسيها الأتراك

زعم مصطفي ديستيجي، رئيس حزب الوحدة الكبري، مؤخرا أن شركة تعدين إسرائيلية قد حصلت مؤخرا على رخصة تنقيب عن المعادن في تركيا، وذكر أيضا تعليق رخص العديد من شركات التعدين المحلية بسبب ما يعتقد البعض أنه أسباب سياسية.

أحد تلك الشركات كانت «كوزا ألتين»، المملوكة لأكين إيبيك، وهو مالك أحد أكبر المنصات الإعلامية المنتقدة للحكومة، حيث أوقفت الحكومة أنشطة التعدين التي تنفذها الشركة عام 2013 عندما رفضت وزارة البيئة والتخطيط العمراني أن تجدد تصريح الشركة للتنقيب عن الذهب في عدة مناجم في وسط الأناضول.

وصرح ديستيجي يوم الثلاثاء، في حديث مع قناة «بوجون» التلفزيونية، بأن الحكومة تنتهج أسلوبا متضاربا، حيث منحت شركة إسرائيلية تصريحا للتنقيب عن الذهب بينما تتبني الحكومة في الوقت ذاته خطابا منتقدا للسياسات الإسرائيلية لقتلها الفلسطينيين الأبرياء ولفرضها أوضاعًا غير إنسانية في غزة.

كما أشار ديستيجي إلى أنه خلال اجتماع عُقد مؤخرا مع مزارعين من محافظة نيغدة، زعم أحد المزارعين أنه قد التقي بالعديد من الإسرائيليين في نيغدة، والذين عرفوا أنفسهم بأنهم موظفين في شركة تجهز منشأة صناعية في نيغدة لاستخراج الذهب.