دعا أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، إلى ضرورة تضافر الجهود لمساندة مصر ضد ما وصفه بالإرهاب الخسيس، والتصدي بحزم للجماعات الظلامية التي تهدف لتشويه صورة الإسلام الحنيف، خدمة لمصالح تهدف للنيل من الأمتين العربية والإسلامية.
ونعى «الجروان»، خلال كلمته في افتتاح الجلسة الرابعة من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي، الثلاثاء، بمزيد من الحزن والأسى، شهداء مصر الذين سقطوا في ليبيا ضحايا لمن وصفها بالعصابات الإرهابية الجبانة.
وقال رئيس البرلمان العربي إن «هذا الحادث لا يزيدنا إلا تماسكا ووحدة، وعلى كل دول العالم الحر أن تتخذ من الإجراءات الفعالة ما يكفل القضاء على تلك الجماعات الإرهابية المجرمة»، موضحا أنه لا تكفي كلمات الشجب أو الإدانة، وإنما يجب التعامل بكل حزم وصرامة مع كل من يثبت أنه وراء هذه العمليات دعما ومساندة أو تمويلا لتلك الجماعات.
وأكد «الجروان» أن «البرلمان العربي يتابع التطورات في مصر بعد استكمال بناء مؤسساتها الدستورية، كما أنها على أعتاب استكمال بناء المؤسسة التشريعية».
كما شدد على مؤازرة البرلمان لمصر في تجاوز الأوضاع الاقتصادية ودعمه للمؤتمر الاقتصادي المزمع عقده شهر مارس المقبل تواكباً مع استضافة مصر للقمة العربية المقبلة، آملا في مزيد من الاستقرار والتقدم دعماً للشعب المصري الذي عانى ومازال من ويلات الإرهاب المقيت.
وأعرب عن ثقته في قدرة الرئيس عبدالفتاح السيسي على العبور بمصر إلى بر الأمان، منبهًا في ذات الوقت إلى الظروف الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية في ظل التدخلات والمؤامرات الخارجية التي تهدف لتمزيق أواصر العالم العربي وتشتيت الشعب العربي وإحداث الانقسام داخل البيت الواحد.
ودعا القادة العرب للعمل على ضرورة سد جميع الذرائع لبيئة الفتن وتمزيق الوحدة، معربا عن الثقة في القادة العرب وقدرتهم على تجاوز هذه المرحلة بالغة الصعوبة بحكمتهم وحنكتهم السياسية، مؤكدا دعم البرلمانيين كممثلين عن الشعوب العربية لكل ما يجمع وحدة الشعب العربي ويدعم أمنه واستقراره.
وطالب الجروان مؤسسات ومنظمات العمل العربي المشترك كافة بضرورة تفعيل أجندتها التنفيذية بلا تباطؤ لحماية حقوق المواطن العربي اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وبما يتوافق مع الشرعية الدولية وبالتوازي مع مبادرات المنظمات الدولية وبوعي تام لما هو مدرج على الأجندات الخارجية الأخرى المغرضة التي لا ترى في العالم العربي إلا مخزناً للموارد القابلة للاستغلال.
واستنكر الجروان الجريمة البشعة التي لحقت بشهيد الواجب الطيار معاذ الكساسبة على أيدي تنظيم داعش الإرهابي، مشددا على أنها جريمة لا تمتّ للإنسانية بصلة، تضع علينا جميعاً مسؤولية مثقلة لحماية شباب الأمة من الوقوع في براثن هذه الجماعات الظلامية والتي تهدف لتشويه صورة الإسلام الحنيف، خدمة لمصالح تهدف للنيل من الأمتين العربية والإسلامية.
كما استنكر الأحداث الإرهابية والإجرامية البشعة التي وقعت مؤخرًا في ولاية شمال كارولاينا الأمريكية، وما أسفر عنها من مقتل ثلاثة من المسلمين الأبرياء، داعيا إلى ضرورة احترام الأديان والمعتقدات الإنسانية وعدم المساس بالرموز الدينية وعدم التحريض ضد المسلمين، مؤكدا دعم البرلمان لمبادرة المملكة العربية السعودية في هذا الشأن ورفض جميع الأعمال الإرهابية والإجرامية البشعة بكل أشكالها وصورها أياً كان مصدرها أو المعتقد الذي يقف خلفها.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قال الجروان إن القضية المحورية لضمان أمن واستقرار وسلام المنطقة تكمن في الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا القادة العرب إلى حث الدول على الإيفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها في مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي عقد في القاهرة العام الماضي، وفاءً منهم للشعب الفلسطيني المظلوم وإسهاما في تخفيف معاناته.