«زي النهارده».. تأسيس الصليب الأحمر 16 فبراير 1863

كتب: ماهر حسن الإثنين 16-02-2015 09:19

يعود الفضل في نشأة اللجنة الدولية إلى رؤية وإصرار السويسري هنري دونان، حيث إنه في ٢٤ يونيو ١٨٥٩ وفي سولفرينو في شمال إيطاليا اشتبك الجيشان النمساوي والفرنسي، في معركة ضارية وبعد 16 ساعة من القتال كانت ساحة القتال تغص بأجساد 40 ألفًا من القتلى والجرحى.

وفي اليوم نفسه وصل «هنرى دونان» إلى المنطقة في رحلة عمل، وراعه رؤية آلاف الجنود من الجيشين وقد تركوا يعانون بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة، فوجّه نداء إلى السكان المحليين طالبا منهم مساعدته على رعاية الجرحى من كلا الجانبين، وعند عودته إلى سويسرا نشر «دونان» كتاب «تذكار سولفرينو»، الذي وجّه فيه نداءين: الأول يدعو فيه إلى تشكيل جمعيات إغاثة في وقت السلم تضم ممرضين وممرضات مستعدين لرعاية الجرحى وقت الحرب والثاني يدعو فيه إلى الاعتراف بالمتطوعين الذين يساعدون الخدمات الطبية التابعة للجيش وحمايتهم.

و«زي النهارده» ١٦ فبراير عام ١٨٦٣ شكلت النواة الأولى للجنة باسم «جمعية جنيف للمنفعة العامة» في شكل لجنة من 5 أعضاء لبحث إمكانية تطبيق أفكار «دونان»، وضمت جوستاف موانييه، وجيوم هنري، دوفور ولوى أبيا وتيودور مونوار، فضلاً عن دونان نفسه «وأسسوا اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى»، التي أصبحت فيما بعد «اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

وتلبية لهذه المبادرة الإنسانية أوفدت ١٦ دولة وأربع جمعيات إنسانية ممثلين لها إلى المؤتمر الدولي الذي افتتح في جنيف في ٢٦ أكتوبر ١٨٦٣، وكان ذلك المؤتمر هو الذي اعتمد الشارة المميِّزة شارة الصليب الأحمر على أرضية بيضاء ومن أجل إضفاء الطابع الرسمي على حماية الخدمات الطبية في ميدان القتال.

وعقدت الحكومة السويسرية مؤتمرًا دبلوماسيًا في جنيف عام ١٨٦٤، شارك فيه ممثلو ١٢ حكومة واعتمدوا معاهدة بعنوان «اتفاقية جنيف لتحسين حال جرحى الجيوش في الميدان»، والتي غدت أولى معاهدات القانون الإنسانى.

وعلى هذا فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر منظمة مستقلة ومحايدة تقوم بمهام الحماية الإنسانية وتقديم المساعدة لضحايا الحرب والعنف المسلح، وإلى جانب مقرها الرئيسي في جنيف، فإن لها مراكز في حوالى ٨٠ بلدًا ويعمل معها نحو 12 ألف موظف.