لم يكن لتوقيع صفقة طائرات الفرنسية «رافال»، التي تنتجها شركة «داسو» للطيران، تأثير إيجابي مباشر على الشركة فقط، بل سيستفيد أكثر من 500 متعهد يعمل في مجال تصنيع المقاتلات، يتمركزون في أقليم أكيتين الفرنسي، وستعود تلك الصفقة التاريخية، التي تبرمها مصر مع فرنسا، بالنفع عليهم جميعًا، حسب ما ذكر موقع «لا كروا» الفرنسي.
وتقول ماري ريكالد، نائب بأقليم جيروند، وعضو لجنة الدفاع، مساعد التنمية الاقتصادية بمدينة ميرنياك: «على الأقل، سيتوفر مئات الوظائف المباشرة وغير المباشرة بأقليم أكيتين بفضل صفقة بيع 24 طائرة (رافال) لمصر».
وفي مدينة ميرنياك، بمصنع «داسو» حيث يعمل 1300 عامل، يعملون في تصنيع تلك الطائرات التي يعتبرها الخبراء، أفضل طائرة مقاتلة في العالم، لذا فإن آلاف العمال في أقليم أكيتين حريصين على العمل هناك.
ومن جانب آخر، هناك حوالي 500 شركة تساهم في تصنيع الطائرة «رافال» تقع في نفس الإقليم، منها شركة لواك، وأد إندستري، وميكابسك، وشركة أكيتين للإلكترونيات.
فضلًا عن إيروكامبوس أكيتين، وهو مركز تعليم صيانة الطائرات، والذي سيستفيد أيضاً بالتعاون مع مدرسة «روشفور»، تحت رعاية شركة «داسو» في تزويد الجانب المصري بالتدريب اللازم فيما يتعلق بتلك الطائرات.
ولم تكن شركة «داسو» تصنع سوى طائرة واحدة شهريًا، لأن الحكومة الفرنسية لم تكن تشتري سوى 11 طائرة في العام، حسب ما قال دني جينيو، رئيس شركة أيروكامبوس أكيتين، القائد السابق لدعم القوات الجوية في بوردو.
ولكن من الآن فصاعدًا سيضاعف الإنتاج الشهري لطائرات «رافال» أو قد يصل معدل الإنتاج لثلاث أضعاف، فصفقة بيع 24 طائرة لمصر، تُقدر بـ 730 مليون يورو سنويًا.
وتقول ماري ريكالد، أن تلك الصفقة ستحفز عمليات البحث والتطوير في قطاع الطيران، كما أن شركة «داسو» فتحت مركز صيانة جديد لطائرات، ما يفتح الباب لـ100 وظيفة جديدة، وذلك يعتبر أمر هام بالنسبة لقطاع الطيران في أكيتين، الذي يعمل به حوالي 50 ألف شخص.
ومع انتعاش قطاع الطيران في أكيتين بفضل صفقة «رافال»، تتمنى أكيتين أن تمضى الهند قدمًا نحو صفقتها لشراء 126 طائرة «رافال»، ما سيمثل نقلة نوعية لذلك القطاع في فرنسا.