ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه «بعد ما يقرب من عام من العنف في أوكرانيا، أيد الزعماء الأوروبيون، الخميس، اتفاق سلام في محاولة أخيرة لوقف القتال المتصاعد، وسط شكوك حول فرص نجاح الاتفاق إلا أنه على ما يبدو أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو الرابح الأكبر، الذي تجنب وبدقة المناقشات الغربية حول فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية جديدة على خلفية دوره في تأجيج الحرب».
وقالت الصحيفة إنه «بعد مفاوضات ماراثونية، اتفق القادة الأوكرانيون وقادة المتمردين الموالين لروسيا على وقف إطلاق النار، ابتداء من، الأحد المقبل، كما وافقت أوكرانيا على اتخاذ إجراءات واسعة لمنح الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون مزيدًا من الحكم الذاتي، غير أن قادة أوكرانيا وألمانيا وفرنسا حذروا من هشاشة الاتفاقية، ولم يكن من الواضح لماذا قد تنجح هذه الاتفاقية في حين فشلت صفقة مماثلة بسرعة، كان قد تم إبرامها، في سبتمبر الماضي، لذلك باتت الفرصة سانحة أمام بوتين ليعلن الفوز في الجهود المبذولة لإنهاء قتال، لطالما نفى الضلوع فيه».
وأشارت الصحيفة إلى التزام أوكرانيا بجهود شائكة سياسيا، لمنح الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون حريات جديدة، حيث اتفق قادة من الاتحاد الأوروبي على مناقشة المخاوف الروسية مع الكرملين، بشأن جهود أوكرانيا للتحالف معهم.
وأضافت الصحيفة أن «بوتين لم يعرض سوى القليل إلا أنه قضى على إمكانية فرض عقوبات أقوى من جانب الاتحاد الأوروبي ضد روسيا وإرسال أسلحة أمريكية للجيش في كييف على الأقل في الوقت الحالي».
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن القادة لم يظهروا إلا بعد 15 ساعة من المحادثات، التي بدأت، الأربعاء الماضي، وامتدت دون انقطاع حتى، الخميس.
وأضافت الصحيفة أن القادة والدبلوماسيين والمقاتلين على أرض المعركة اتفقوا جميعا، الخميس الماضي، على أن وقف إطلاق النار، المقرر أن يبدأ، الأحد المقبل، سيواجه تحديات كبيرة، لافتة إلى قلة الآليات التي تضمن تراجع الأسلحة الثقيلة، في إجراء يدل على انعدام ثقة القادة في الاتفاقية، حيث لم يوقع قادة أوروبا أي وثائق ملزمة، وتركوا هذا الأمر لقادة أوكرانيا وروسيا وقادة المتمردين ذوي المستوى الأدنى، وبدلا من ذلك، وافقت اللجنة الرباعية من القادة على بيان غير ملزم تؤكد فيه «الاحترام الكامل لسيادة ووحدة أراضى أوكرانيا»، حسبما أوردت الصحيفة.
ورأت «واشنطن بوست» أن الاتفاق لم يكن كافيًا لوقف الحديث في واشنطن وبروكسل عن فرض مزيد من العقوبات على موسكو، مشيرة إلى أنه لم يتم التركيز على إرسال أسلحة أمريكية إلى الجيش الأوكراني، وهو شبح دفع الزعماء الألمان والفرنسيين، الأسبوع الماضي، إلى الذهاب إلى موسكو سعيًا وراء تحقيق السلام مع بوتين.