ما زلنا نناقش قضية شهداء الثورة، وفى خضم هذا ينسى الكثير أننا كلنا شهداء نسير على أقدام، فالنظام البائد قتل البلد بأكمله.. نحن شهداء أحياء، فعندما يكون أكثر من أربعين فى المائة من الشعب المصرى أميا، وأكثر الذين تعلموا دون المستوى، ونحن فى مصاف الدول المتخلفة، فلا صحة، ولا ثقافة، ولا تعليم، ولا بنية تحتية سليمة، ولا كرامة للمواطن المصرى فى بلده.. مياه الشرب ملوثة، والأكل مسرطن.. عشرون مليون قضية بالمحاكم.. 4 ملايين فتاة عانس.. زحام خانق وغلاء شديد.. تصحر كبير.. بناء على الأراضى الزراعية.. سيطرة وفساد النخبة.. انتهاك لحقوق الإنسان.. انتشار الوساطة والرشوة والمحسوبية.. التسول والبلطجة وأطفال الشوارع فى كل ربوع مصر.. لدينا أعلى نسبة فى العالم فى مرض السرطان والفشل الكلوى.. ديون خارجية رهيبة وانخفاض مستمر فى سعر عملتنا.. اعتقالات وتعذيب وعدالة بطيئة!!
أستحلفكم بالله، هل هناك بشر يستطيعون العيش فى كل تلك الظروف مجتمعة؟ أليس لهؤلاء حقوق؟ قلتها من قبل فى نفس هذا المكان: مَن قُتل فى عهد مبارك استراح كثيرا، أما نحن فنقتل كل يوم أكثر من مرة.. أرجو ألا يفهم أحد أنى أقلل من قدر ما فعله الشهداء! فأنا أدرك أنهم ماتوا من أجل الحرية والكرامة لوطنهم، وأدين لهم بذلك.
محمد أحمد صديق على
الأقصر- نجع أحمد سليم