أثارت أخبار غلق جناح دار «منشورات الجمل»، في الدورة ٤٦ من معرض الكتاب، تكهنات كثيرة في الأيام القليلة الماضية حول حقيقة ما حدث وأسباب الغلق. وتجاهل الجميع أن هذه حالة واحدة تعبر عن معارك الملكية الفكرية التي تدور في «المعرض» والتي تقترب حصيلتها في مكتب إدارة شرطة المصنفات الفنية بالمعرض، من ٤٠ بلاغ وتحقيق، تحمل أسماء تفاصيلها أسماء كبيرة مثل دار أخبار اليوم ومكتبة مصر ودكتور نبيل فاروق ودكتور أحمد خالد توفيق، وادت إلى إغلاق جناحين لدور نشر، و3 أكشاك في سور الأزبكية ومصادرة كتاب لعرضه على الأزهر الشريف.
بدأت القضية التي تمثل قمة جبل الجليد ببلاغ «رنا إدريس» ممثلة لدار الآداب اللبنانية لشرطة المصنفات بالمعرض تتهم فيه «منشورات الجمل» بطبع ونشر أربع مؤلفات خاصة بالدار الشاكية، «زوربا اليوناني» و«الغريب» و«لقيطة اسطنبول» و«قواعد العشق الأربعون»، وقال مالك الدار في محضر التحقيقات، يحمل رقم ٦٩٤ جنح مدينة نصر ثان، أنه لا يمتلك عقود مع المؤلفين وأن حقوق النشر تعود إلى دار «الأداب» وأرجع طبعاته لتلك الأعمال بأن الدار الشاكية تطبع في بيروت مؤلفات يمتلك هو ملكيتها الفكرية.
عدم تواجد الكتب، التي يدعي مالك «منشورات الجمل» طباعة «الآداب» لها بدون عقود، في معرض الكتاب هذا العام لعدم تواجد الدار نفسها في المعرض، جعل موقفه الأضعف وأدي إلى إغلاق الجناح الخاص به طبقا للعقد المبرم مع الهيئة المصرية العامة للكتاب المنظمة للمعرض لطبعه وتوزيعه كتب لا يمتلك حقوقها الفكرية.
جناح دار «القمري» أيضا أغلق لنفس السبب بعد بلاع من مكتبة الزهراء، التي مثلها في محضر التحقيق، رقم ٦٤٢ جنح مدينة نصر ثان، بتاريخ ١ فبراير، شريف رائف، بأن الدار المشتكي في حقها طبعت كتاب «ودخلت الخيل الأزهر» من تأليف محمد جلال كشك بدون وجه حق نظرا لأن الدار الشاكية هي من يملك التعاقد مع الكاتب.
الكتب «المضروبة» في سور الأزبكية كانت هدفا للعديد من البلاغات التي قدمتها دور نشر مختلفة تمتلك حقوق الملكية الفكرية الأصلية، وهو ما أدي في نهاية المعرض إلى إغلاق 3 أكشاك في «السور» بعد بلاغ من دار «الكرمة» بتواجد نشخ «مضروبة» من أعمال الكتاب الشباب المتعاقدين مع الدار.
وشهد المحضر رقم ٧٨٥ جنح مدينة نصر ثان، بتاريخ ٥ فبراير، بلاغ من مكتبة مصر ضد دار أخبار اليوم يتهمها بإصدار كتب مصطفي محمود بدون تعاقدات مع الورثة، وهو ما ردت عليه «أخبار اليوم» بامتلاكها عقد قديم يجدد تلقائيا، فأحيل التحقيق إلى النيابة ليبت فيه القضاء. كما قامت «أخبار اليوم» من جانبها بتقديم بلاغ في محضر رقم ٨٢٠ جنح ثان مدينة نصر، بتاريخ ٧ فبراير، تتهم فيه شركة النور الإسلامية وشركة نور الإسلام لطبعهما كتب الشيخ الشعراوي التي تمتلك «أخبار اليوم» حقوق ملكيتها الفكرية.
من جانبه قدم الدكتور نبيل فاروق، كاتب أدب الجاسوسية الشهير، بشخصه، بلاغا في المحضر رقم ٨١٩ جنح مدينة نصر ثان، بتاريخ ٧ فبراير، ضد «مؤسسة طيبة» يتهمها فيه بتوزيع اعماله، وعلى رأسها سلسلة رجل المستحيل، بدون وج حق. وهو ما رد عليه ممثل المؤسسة محمد كامل، عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين، بعدم العلم لأن الكتب الموجود في جناح المؤسسة في المعرض تم شرائها بموجب فواتير من دار «القمر» ليتحول التحقيق إلى «القمر».
دار «القمر» ومؤسسة «طيبة» واجها أيضا بلاغ مقدم من «الدار العربية الحديثة» عبر ممثلها أحمد المقدم، في محضر حمل رقم ٨٥١ جنح مدينة نصر ثان، تتهمها فيه بطبع وتوزيع مؤلفات د. أحمد خالد توفيق في سلسلة «فوق الخيال»التي تمتلك الدار الشاكية حقوق ملكيتها الفكرية، ولا يزال إخلاء «مؤسسة طيبة لمسئوليتها والتحقيق مع»القمر«هو ما يؤجل قرار إغلاق أيا منهما.
وبالإضافة إلى ذلك صادر مكتب المصنفات الفنية في المعرض حوالي ٢٠٠ نسخة من كتابي «وتستمر المعركة حتى يستسلم الشيطان» و«تستمر المعركة.. ملحمة الصراع مع الشيطان» من جناح «راية للنشر والتوزيع» من تأليف د. خالد أبوشادي بعد التحقيق في بلاغ رقم ٨٢٠ جنح مدينة نصر ثان، بتاريخ ٧ فبراير، الذي يتهم الكتاب بأنه غير مراجع من الأزهر الشريف، ومرفق به شكاوي بوجود أخطاء لغوية في الآيات القرأنية. وتقرر عرض الكتاب على الأزهر لبيان وجود مخالفات من عدمه.