أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، حوارًا تليفزيونيًا مع وكالة الأنباء الروسية «روسيا سيغودنيا»، حاوره فيه، مدير عام الوكالة والعضو بالوفد الرسمي المرافق للرئيس الروسي بوتين، ديميتري كيسيلوف.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، الثلاثاء، بأن الرئيس تناول في هذا الحوار عدداً من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، وكذا دور مصر على المستويين العربي والأفريقي، بالإضافة إلى إمكانيات إعادة تنشيط التعاون المشترك بين البلدين سواء من خلال المشروعات التنموية مثل محطة الطاقة النووية بالضبعة أو من خلال التنسيق إزاء القضايا الإقليمية مثل الأزمة السورية.
وحول إمكانيات تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، مثلما كان عليه الوضع في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في مشروعات مثل السد العالي، أشار الرئيس إلى تطلعه للاستفادة من الخبرة الروسية من أجل إقامة محطة الطاقة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية في الضبعة.
واضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس حرص على توجيه التحية للشعب الروسي، وكذلك التقدير للرئيس بوتين، مشيراً إلى أن حفاوة الاستقبال للرئيس الروسي خلال زيارته الحالية للقاهرة إنما تعكس تقدير الشعب المصري لروسيا ومواقفها المساندة لمصر، لاسيما في أعقاب ثورة 30 يونيو، كما تعكس الرغبة في الترحيب الواسع بالرئيس بوتين على وجه الخصوص، ارتباطاً بالمكانة المتميزة التي يتمتع بها في نفوس المصريين، بالنظر لاحترامه لإرادتهم في التغيير والتي ظهرت في ثورة 30 يونيو.
وأشار الرئيس كذلك إلى أن مصر تحرص منذ قيام ثورة 30 يونيو على تنشيط دوائر سياستها الخارجية، وبناء علاقات تعاون وثيقة بمختلف دول العالم، كما تبتعد عن أي استقطاب أو محاور، مؤكداً أن مصر لا تتعرض لمصالح الآخرين كما لا تقبل أن يتدخل أي طرف في شؤونها.
وحول إمكانية التعاون بين مصر وروسيا للتعامل مع الأزمة السورية، أوضح الرئيس أن مصر حريصة على معالجة هذه الأزمة سياسياً مع الابتعاد عن أي حل عسكري لها، وتؤكد كذلك على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتحذر من مخاطر تقسيمها، كما شدد الرئيس على خطورة ظاهرة المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيمات المتطرفة والإرهابية في سوريا، مبرزاً ضرورة التعامل مع هذه العناصر المسلحة بصورة تحفظ الأمن الإقليمي والعالمي.
كما استعرض الرئيس مشروع قناة السويس الجديدة، موضحًا الدور الرائع الذى لعبه الشعب المصرى في توفير التمويل اللازم له، بما يعكس الثقة الشعبية في رؤية الدولة لأهمية هذا المشروع، الذى يدعم مسيرة التنمية في مصر، بالإضافة إلى تأثيره الإيجابي على التجارة الدولية وعلى النقل البحري العالمي. كما وجه الدعوة للمستثمرين الروس للمشاركة في المشروع، والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي سيتم طرحها في إطاره، ومن ذلك إمكانية إقامة صوامع للحبوب بهذه المنطقة.
في السياق ذاته؛ قال السفير علاء يوسف، إن الرئيس وجه الدعوة للقطاع الخاص الروسي للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، مبرزاً التحضيرات الجارية استعداداً لانعقاده، ومؤكداً على الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية من أجل تحسين مناخ الاستثمار، ومن ذلك وضع القانون الموحد للاستثمار، والقضاء على الإجراءات البيروقراطية ومحاربة الفساد الإداري.
وحرص الرئيس كذلك على توجيه رسالة للسائحين الروس لحثهم على القدوم إلى مصر، وزيارة مختلف مقاصدها السياحية، مؤكداً على توفر الاستقرار والأمن في كل المناطق السياحية.