تواصل جماعة «بوكو حرام» هجماتها على المدن الكاميرونية على طول الحدود مع نيجيريا، رغم مواجهتها لتحالف مكوّن من قوات الجيشين الكاميروني والتشادي.
وتقوم من وقت لآخر بعمليات توغل دموية، أفرغت القرى والبلدات في تلك المنطقة من سكانها الذين تملّكهم الخوف على حياتهم. ولا تزال مدينة فوتوكول، التي تبعد مسافة لا تتجاوز الكيلومتر عن نيجيريا، تنعى قتلاها.
وقال مصدر بلدي من المدينة، طلب عدم الكشف عن اسمه خوفًا من بطش التنظيم المسلح، إن «الناس يفرون. هم خائفون، يقول البعض منهم إن مقاتلي بوكو حرام كانوا يصرخون في الشوارع قبل مغادرتهم قائلين إنهم سيعودون». وأضاف المصدر أن «المدينة دمرت بالكامل تقريبًا بعد هجوم بوكو حرام عليها الأسبوع الماضي. لقد تعرضت جميع الإدارات العمومية للتدمير أو للتخريب كما أحرقت البيوت وأماكن العبادة».
وفي 4 فبراير الجاري، داهم نحو 800 من مقاتلي «بوكو حرام» المدينة وقتلوا أكثر من 200 شخص، بمن في ذلك المصلون داخل المساجد.
ومنذ ذلك الحين، بدأت المدينة تفرغ من سكانها. وبعد دفن موتاهم، لا يفكر الناجون إلا في التواري عن الأنظار اتقاء أي هجمات أخرى. وعلى غرار فوتوكول، تحولت أغلب البلدات والقرى الكاميرونية الأخرى التي تعرضت للهجوم من قبل «بوكو حرام» إلى بلدات للأشباح.