«عبدالرحمن».. حكاية «أهلاوي» في «كارثة استاد الدفاع»

كتب: إسراء محمد علي الثلاثاء 10-02-2015 13:35

«مجرمون.. جناة.. إرهابيون».. اتهامات أطلقها إعلاميون ومن قبلهم رئيس نادي الزمالك، بحق «ألتراس وايت نايتس»، بعدما سقط منهم 19 قتيلا في «كارثة استاد الدفاع الجوي»، الأحد الماضي، قبيل مباراة فريقهم مع نادي إنبي في الجولة الـ20 للدوري، ليتحول فجأة المجني عليهم لجناة، والأغرب أن من بين الضحايا «واحد أهلاوي» هو عبدالرحمن الحسن الشاذلي.

الشهيد عبدالرحمن (الصورة الأولى) وفقًا لرواية صديقه عادل محسن

لم يكن يعرف عبدالرحمن أن ذهابه لمشاهدة مباراة الزمالك وإنبي مع أصدقائه «الزملكاوية» لـ«ليكسب رهانا بخسارة فريقهم» سينهي حياته بتلك الطريقة البشعة، يحكي عادل محسن، أحد أصدقاء عبدالرحمن المقربين، لـ«المصري اليوم» عن سبب ذهابه للمباراة وهو أهلاوي: «هزار، سبب أنه يروح الماتش أنه كان بيهزر مع صحابه الزمالكاوية، إحنا كنا مجموعة صحاب واقفين نتكلم مع بعض في الجامعة، فدخل موضوع الماتش ده فاصحابي الزملكاوية اللي في الجامعة عاملين يقولوا إحنا هنكسب وبتاع فعبدو (قاصدا عبدالرحمن) قال لهم أنا هاجي اتفرج معاكم علشان أشوفكم وانتو بتخسروا، على سبيل الهزار، وراح علشان كده، علشان لما يخسر الزمالك يهزر، ويقولهم شوفتوا أديكو خسرتوا»، مضيفا: «ده أخويا، كلمني قبل الماتش يقولي اوعي تروح عليك نومة علشان ننزل نركب عربيات الجامعة مع بعض، كنت رايح بس يشاء القدر إن معرفش أروح لأسباب عائلية».

الشهيد ومجموعة أصدقائه المقربين

وعند سؤاله عما حدث لأصدقاء «عبدالرحمن» الذين ذهبوا معه لمشاهدة المباراة قال: «كلهم كويسين ماعدا واحد اسمه أحمد حسام مصاب».

أحمد حسام (أحد مصابي كارثة استاد الدفاع)

وعند سؤاله عن شخصية «عبدالرحمن» قال: «كان شخصيه طيبة جدا، وكان كل حلمه إنه يروح يعيش مع أخته المتجوزة في أمريكا ويجيب العربية اللي كان نفسه فيها ويجيب كاميرا جديدة غير اللي معاه، عبدالرحمن مجنون تصوير بيعشق التصوير أكتر من لأي حاجه وكان لسه واخد جايزه أحسن مصور في الجامعة ولسه كان جايب تقديرات الترم اللي فات ونجح، عبدالرحمن كان (أهلاوي صرف) كان ممكن لو قاعد في كافيه يتفرج على ماتش ممكن صوته يروح في التشجيع بس كان قليل لما يروح الاستاد كان مش بيسيب مباراة غير لما يتفرج عليها في الكافيه».

عند زيارة صفحة «عبدالرحمن» الشخصية على «فيس بوك»، والتي تحولت إلى دفتر عزاء، ستجد كيف كان شخصية محبوبة من كل من يعرفه، عاشق متيم بالنادي الأهلي، ويبدو بقوة عشقه للتصوير الفوتوغرافي، وله صفحة تصوير خاصة به «boda photoghraphy،» وتدويناته الكروية كانت من باب «الكيدية الشبابية» مع أصدقائه الزملكاوية.

ترثيه إحدى قريباته: «ليه رحت ياعبدالرحمن ليه كسرت قلبي عليك لييييه.. يارب صبرني وحسبي الله ونعم الوكيل فيك يا سيسي انت والداخلية ومرتضي منصووور تدوقووو المر اللي احنا شربينوووو.. ربنا يرحمك يا ابن عمي يااارب».

أعلن «عبدالرحمن» عن نجاحه في الترم الأول بكلية حاسبات ومعلومات، قسم حاسبات ونظم إدارية، بإحدى الجامعات الخاصة، قبل 3 أيام فقط من المذبحة، وحصل على جائزة أحسن مصور في الجامعة، واحتفل في 18 من ديسمبر الماضي بعيد ميلاده الـ19.

وعند سؤاله: هل كان مع عبدالرحمن وأصدقائه تذاكر حضور المباراة؟ أجاب عادل: «أولاً عبدالرحمن أبوه قوات مسلحة ويصرح ليه دخول أي نادي قوات مسلحة مجانا ومعاه كارنيه، ثانيا واحد من صحابه كان بيجيبلهم كل مرة تذاكر، حتي المرة دي، عبده مش محتاج تذكرة أصلا، يعني عبده ولا هو موضوع تذكرة ولا موضوع وايت نايتس».

عبدالرحمن طفلا