انطلاق الجولة الثانية للمفاوضات غدا وسط أنباء عن عقبات بسبب الاستيطان

كتب: فتحية الدخاخني, شريف إبراهيم, وكالات الإثنين 13-09-2010 19:15

تنطلق غدا الثلاثاء الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، وسط أنباء عن وجود عقبات بسبب الاستيطان، واصرار إسرائيل على «يهودية الدولة».

وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ«المصرى اليوم» إن الرئيس مبارك سيعقد ثلاثة لقاءات «تمهيدية» منفصلة مع كل من أبومازن، ونتنياهو، وهيلارى كلينتون، قبل عقد اللقاء الثلاثى بينهم، مشيرة إلى أن مصر تسعى من خلال هذه اللقاءات إلى تقريب وجهات النظر بين الفلسطينين وإسرائيل إضافة إلى حث الجانب الأمريكى على القيام بدور «أكثر فاعلية» وإقناع الجانب الإسرائيلى بعدم استئناف عملية الاستيطان.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة ذلك، قائلة إن الرئيس الفلسطينى سيجتمع والرئيس مبارك صباح غدا فى جلسة تشاورية قبيل انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات من أجل بحث سبل إنجاح هذه المفاوضات والضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تمديد قرار تجميد الإستيطان طوال فترة المفاوضات، باعتبار أن ذلك يعتبر محكا رئيسيا لنوايا الحكومة الإسرائيلية.

وترددت أنباء عن وجود خلاف فلسطينى - إسرائيلى «حاد» حول القضايا التى ستدرج على جدول أعمال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، خاصة أن إسرائيل تطالب بالتفاوض أولا حول قضيتى الأمن والاعتراف الفلسطينى بإسرائيل «دولة يهودية»، وترفض وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات من النقطة التى توقفت عندها فى ديسمبر 2008، وعدم التفاوض حول القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين، بينما تصر القيادة الفلسطينية على مناقشة قضية حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية وجميع قضايا الحل النهائى (الحدود والقدس والاستيطان واللاجئين والمياه والأمن)، ورفض يهودية دولة إسرائيل.

وأعرب حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، عن أمله فى أن يتم التعامل مع استحقاق 26 سبتمبر، الخاص بتجديد تجميد الاستيطان الاسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية على المستوى اللازم من الجدية من جانب اسرائيل.

وقال إن «الموقف يتسم بالصعوبة ولكنه ليس مستحيلا، هناك اتصالات تجرى للوصول إلى هذا الهدف، وعلى إسرائيل الاقتناع بأن من مصلحة العملية التفاوضية أن يكون هناك عدم بناء لأى استيطان جديد، أو لأى نشاط استيطانى جديد، لأن هذا الأمر سيكون له تأثير بالغ الضرر على المفاوضات ومن شأنه أيضا أن يلقى بظلال على الجدية الإسرائيلية والمصداقية فيما يتعلق باستئناف ومواصلة المفاوضات كما ينبغى.

وأضاف أن «مصر تبذل جهودها وتواصل اتصالاتها فى هذا الإطار وبهذا المفهوم، نأمل عندما يحين موعد هذا الاستحقاق أن تكون الحكومة الاسرائيلية قد أخذت الموقف الذى يعلى من شأن المفاوضات ولا يتسبب فى إجهاضها».

وأوضح عضو اللجنة المركزية، مفوض العلاقات الدولية بحركة «فتح»، عضو الوفد الفلسطينى المفاوض الدكتور نبيل شعث أن الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة تتم برعاية مصرية، وبالتالى سنجد دعما دون شك من مصر، مشيرا إلى أننا سنستمر فى التفاوض فى شرم الشيخ وسنتفاوض حتى يوم 26 من الشهر الحالى، وإذا عادت إسرائيل إلى الاستيطان فسوف تكون قد دمرت هذه المفاوضات وإذا استمرت فى وقف الاستيطان سنكمل المفاوضات.

فى الوقت نفسه، كشفت حركة السلام الأن الإسرائيلية عن وجود خطة لبناء 13 ألف وحدة استيطانية جديدة فى 42 مستوطنة فى الضفة الغربية بعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان المقررة فى 26سبتمبر الحالى.

وكشفت الحركة عن وجود أكثر من 13 ألف وحدة سكنية استيطانية فى الضفة الغربية جاهزة للبناء بمجرد انتهاء فترة تجميد الاستيطان فى 42 مستوطنة، وقالت إن 2066وحدة على الأقل جاهزة للبناء فورا فى الضفة الغربية إذا تم الحصول على تصاريح بناء لها أو تم وضع أساس تلك الوحدات.

وقالت «السلام الآن»: إن المئات من الوحدات الإضافية التى لم يتم وضع أساسها بعد أصبحت الآن جاهزة للبناء. وأشارت إلى أن ما لايقل عن 11 ألف وحدة أخرى تمت الموافقة على خطط بنائها، فوفقا للقانون الإسرائيلى تم السماح للمستوطنين ببناء وحدات دون الحصول على موافقة أخرى من الحكومة،

وأضافت: أن إجمالى 13 ألف وحدة جاهزة للبناء فى الضفة حتى لو كانت الحكومة تنفذ ضمنيا تجميد بناء الوحدات السكنية ولا توافق على بناء جديد فى المستقبل ودون تمديد التجميد، مشيرة إلى أن 5 آلاف وحدة من الـ13ألف تقع شرق الجدار الفاصل فى المستوطنات المعزولة.

ولفتت إلى أن 25 ألف وحدة إضافية فى مرحلة التخطيط الآن بعد أن تمت الموافقة عليها فى الماضى لكنها تتطلب موافقة حكومية جديدة حتى تصبح سارية المفعول.

ونقل مسؤولون عن نتنياهو قوله إن اسرائيل لا تستطيع تمديد تجميد بناء المساكن فى مستوطنات الضفة الغربية لكنه أشار إلى أنه سيحد من نطاق البناء المستقبلى، وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إن نتنياهو سيعرض على الفلسطينيين تجميدا جزئيا للبناء فى المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية. ونقل مسؤول عن نتنياهو قوله خلال لقائه مبعوث اللجنة الرباعية الدولية تونى بلير: «لن نبنى عشرات الألوف من الوحدات السكنية المخطط لها بالكامل».