قال الناقد العربي الكبير الدكتور صلاح فضل، إن الخطاب الدينى موضوع ساخن ويشغل الفكر والحياة الوطن العربى ويمثل التحدى الأكبر للأمة العربية وقضيت فترة كبيرة من عمري في امريكا ولاحظ ان الدين هو الذي يعوق التطور للعرب.
وتابع في ندوة «الخطاب الديني وسلطة النص» بمعرض الكتاب مساء الأحد، «عندما رأينا التحول الديمقرطي وعندما مررنا بتجربة الاعوام الماضية تبين لنا إن ادعاء الدين واستخدامه السياسية وتوظيفه هو الذي يمثل العائق الحقيقي لتطور العرب ومن هنا جاءت الدعوى لتجديد الفكر الدينى».
وأكد «فضل» ضرورة توافرها عن طريق شروط، للخطاب الديني أن يتسق مع منظومة القيم التي يدعوا إليها الدين ومنظومة القيم التي تعتمد عليها الدول الحديثة فاى تجديد يتعارض مع القيم فلم يعد تجديد ومثلا فعندما ياتى جماعة إرهابية وتذبح ناس أبرياء يرى البعض أنها تجديد ولكن هذا ليس تجديد.
وأشار، أنه أي تفسير للدين أو أي خطاب يؤدى إلى قمع الحريات أو قمع سقفها أو اعتراضها فهو تضيع للقيم والأخلاق الدينية وتتمثل الحريات في حرية الفكر والاعتقاد والإسلام متمثلا بحد الردة وقال «حد الردة غير مشروع في الإسلام السليم وحرية الرأي والتعبير حرية جوهرية في الفكر الإسلامية وحرية البحث العلمى ولا يمكن أن ينطلق الفكر ويتطور إلا بالبحث العلمي وحرية الإبداع العلمي والأدبي وهذه الحريات هي مقدسات العالم الحديث وأي شخص ينتقص من هذه الحريات فهو متشددا ويصل الإرهاب بعد ذلك .
وتابع «إن ترى في فكر الأخر كفرا فهو خروجا عن الدين، ويعنى هذا انه قد صادر حريتهم والتفكير الحر يتحمل الإنسان حريته
وعن موقف الأزهر، قال «عندما رفض تكفير الجماعات الإرهابية، فهو يرجع أنهم لا يمكن تكفيرهم طبقا للحريات لأنهم بشر ولا يمكن لبشر تكفير أخر لذلك ولكن يمكن إدانتهم، وعندما يعمل عمل إجرامي يقع تحت طائلة القانون يصبح عمله المعاقب عليه الجريمة وليس الفكر والدعوى إلى ارتكاب العنف يصبح مدانا للتحريض ولذلك الكفر ليس جريمة وانما دعوى تصفيته أو قتله هي ما تدان ويعاقب عليها والمقدسات التي جاءت بها الاديان السماوية ونكفتى بما نص عليه كمقدس ولكن أن نجعل هذا المقدس أن ينجر إلى مقدسات أخرى ولا يمكن الاعتداء على المقدسات».
وأوضح «فضل» إن أساليب التجارة بالدين والوصول للسلطة بالخطاب الديني ولعل هذا يراجع الآن الفهم الصحيح للنصوص وكل الحركات السياسية حاولت إن تستخدم الدين للوصول للسلطة والمال وإشباع الشهوات الدنيوية ويزعمون إنهم ما يفهمون الدين عن غيرهم، ولابد أن ننحى حقيقة الإبتذاذ السياسي في الجماعات التي ترفع شعار الإسلام السياسي الذين يريدون الكسب الجماهيري بعيد عن العناصر النافعة للتطور الإسلامي، مؤكدا إن الإسلام لا يمكن تطويره بإعادة انتهت ما حدث في العصور الأولى من مأكل وملبس وتشريع وهو ما يمكن قيامه الآن وان الذبح والحرق لا يمكن أن يكون من الإسلام الصحيح والمجدد الحقيقي هو الشيخ محمد عبده واستطاع أن يوفقك بين إيقاع العصر الحديث والإسلام الصحيح ولم يتطور الفكر المسيحي والإسلامي خلال العصور الماضية إلا ما يتطلبه الفكر وتجديده من الخطاب الفلسفي والفني والوعي وليس الدين وإذا استطاعنا أن نسلك هذا السبيل سنضمن ان ننهض بالأمة ونصبح أمة منتجة للعلم والمعرفة وليس مستهلكة لها.
وعلق «فضل» عن سؤال المصري اليوم، عن استناد أنصار داعش في حرق الطيار الأرديني معاذ الكساسبه بمرجعيتهم الدينية وسبب انقسام الأزهر حتى الآن في إدانة الإرهاب في مصر والخارج، قال: «جرم خارج عن كل الأعراف الدينية والحضارية واستندوا إلى دعوة دينية قديمة لا تناسب هذا العصر وداعش ليست منظمة دينية وإنما استخباراتية وتستخدم بعض المرضى وضعاف الفكر ويستغلون الدين».
عن انقسام الأزهر، قال الدكتور محمد فكري الجزار، أستاذ الأدب والنقد بجامعة المنوفية، «انقسام الأزهر حول إدانة داعش والإخوان أرادوا من خلاله أنهم لا يستخدم سلاح التكفير وهربوا من تكفيرهم وانما أصدروا فتوى مؤخرا مستخدمين الأيات تدينهم» مشيرا الآن الناس تذبح وتحرق باسم الله وسط تعالى التكبيرات، والصحابة الذين يزعم المتطرفين بأنهم مرجعيتهم ليس أكثر من بشر يحفظون أية أو آيتين، مشيرا أنهم اعتبروا كل ما حدث في الماضي سنه ويمكن تنفيذه الآن واسندوا أرائهم بآيات عليها إشكال ولا تصلح إلا في عصرها.
وأوضح، إننا أمة رائدة في الكلام ونعانى الآن من الفعل، والإمام الشافعي تم توظيفه لتكفير الدكتور نصر حامد أبوزيد، موضحا إن القرآن أنزل لكي تعرف دين وليس أي حاجة أخرى.
وأكد «الجزار» إن الإرهاب يأتي من الخطاب المتشدد الذي أعادوا إنتاجه وفق رؤيتهم، وسمحت الأنظمة لهذا الفكر لكى تستر فيه حكمها الديكتاتوري وكان دول الإسلام نصيب كبير من هذه الأنظمة.