ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه في الوقت الذي يطرح فيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، استراتيجية أمنية وطنية جديدة رسميا لآخر عامين له في منصبه، استنكرت مستشارة الأمن القومي الأمريكي، سوزان رايس، حملات «التهويل» حول الأزمات العالمية المختلفة، واصفة التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة الآن، بأنها «لا شىء مقارنة بتلك التي واجهتها في الماضي ألمانيا النازية أو الاتحاد السوفيتي».
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، السبت، إن رايس دافعت عن أوباما ضد المنتقدين الذين يُحملونه مسؤولية العديد من الانفجارات الجيو سياسية التي وقعت جميعها، على ما يبدو، بشكل مفاجئ، وقالت رايس إن «إدارة أوباما ستتخذ موقفا قويا في جهودها للتصدي للعدوان الروسي في أوكرانيا ودحر تنظيم داعش في العراق وسوريا».
وأضافت رايس، في خطاب ألقته في معهد «بروكينجز» الأمريكي للأبحاث، وهي تطرح وثيقة استراتيجية الأمن القومي التي تقع في 29 صفحة، أنه «في كثير من الأحيان، تفتقر واشنطن إلى القدرة على رؤية الاشياء وفقا لاهميتها النسبية».
وتابعت: «نعم، أشياء كثيرة تحدث.. ومع ذلك، وفيما تزداد وتتنوع عدد الأخطار التي نواجهها، إلا أنها ليست ذات طبيعة وجودية مثل تلك التي سبق لنا مواجهتها خلال الحرب العالمية الثانية أو أثناء الحرب الباردة، ولا يمكننا تحمل أن تصدمنا حملات التهويل».
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الاستراتيجية الأمنية الجديدة، والتي تعد الأولى خلال خمس سنوات والأخيرة في عهد أوباما، تؤكد أن الولايات المتحدة ستواصل لعب دورها القيادي القوي في العالم، بيد أنه ينبغي عليها كذلك إدراك حدود القوة الأمريكية، كما تجادل الاستراتيجية الجديدة بأنه في الوقت الذي تواجه فيه واشنطن من تهديدات قصيرة الامد، لا ينبغي عليها أن تغفل عن القضايا طويلة الأمد مثل تغير المناخ، والتجارة، والفقر، والأمن الإلكتروني والصحة العالمية.
ولإيضاح وجهة نظرها حول عدم السماح لأزمات اليوم بالهيمنة على الدبلوماسية الأمريكية، أعلنت رايس أن أوباما وجه الدعوة إلى قادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا لزيارته بشكل منفصل في البيت الأبيض خلال الأشهر المقبلة.
واعتبرت الصحيفة دعوات أوباما بمثابة جزء من جهوده الرامية إلى «إعادة التوازن» في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بحيث تركز بصورة أكبر على آسيا، منطقة المستقبل، وألا تستهلك نفسها في الصراعات المشتعلة في أوروبا والشرق الأوسط، وهما المنطقتان اللتان ظلتا تستحوذان على اهتمام واشنطن لعشرات السنين.