«شفيق يغادر إلى أبوظبي.. وحملته: يقضي إجازة ويتوجه إلى السعودية لأداء العمرة».. العبارات السابقة كانت عنوانًا لخبر مقتضب عن رحيل أحمد شفيق، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأولى بعد ثورة 25 يناير، عن الأراضي المصرية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في 26 يونيو 2012، والتي أصبحت مقر إقامة له إلى الوقت الحالي الذي لم يؤكد فيه عودته وإن أشار إلى احتماليتها في مداخلة هاتفية، مساء الجمعة، لبرنامج «حقائق وأسرار» مع الصحفي مصطفى بكري، تحدث فيها عن خططه للانتخابات النيابية المقبلة.
خرج «شفيق» في 2012 من الأراضي المصرية، من مطار القاهرة، مع إعلان يؤكد أن الرحيل مؤقت، تعقبه عودة إلى القاهرة لتأسيس حزبه السياسي حسبما أعلن مسؤولو حملته في خبر السفر نفسه، وهو الأمر الذي أكدته تصريحات شفيق بعد سفره بأيام ثلاث، والتي قال فيها إنه سيعود إلى القاهرة لتأسيس حزب «يعبر عن الأسرة المصرية»، لأن ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية التي خسرها أمام مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي في جولة الإعادة «لن يكون ختام اتصاله بالحياة العامة».
ساد في ذلك الوقت، أواخر يونيو 2012، وبعد تصريحات «شفيق»، اعتقاد أن العودة وشيكة، خاصة وأن مسؤولي حملة الفريق الانتخابية أعلنوا عن توزيع توكيلات يقدر عددها بالآلاف في مختلف المحافظات استعدادًا لتأسيس قريب للحزب، لكن لا الفريق عاد ولا الحزب تأسس، وبقي قطاع من المتابعين، على الأقل أنصار «شفيق» في انتظار تأسيس الحزب السياسي، والذي تأخر إلى يوم 11 أكتوبر 2012، تحت مسمى «الحركة الوطنية المصرية».
ظهر الحزب السياسي للنور، بينما كان قائده مازال خارج مصر، وبعد حوالي أسبوع من إحالته إلى محكمة الجنايات بتهم تتصل بـ«الفساد وتسهيله استيلاء علاء وجمال مبارك على 40 ألف متر بمنطقة البحيرات المرة الكبرى بمحافظة الإسماعيلية، مملوكة لجمعية إسكان ضباط القوات الجوية» وهي القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أرض الطيارين»، ليولد الحزب ومؤسسه صادر بحقه أمر ضبط وإحضار وحبس، في أكتوبر 2012، وهي قرارات مسبوقة في أغسطس 2012 بقرار يقضي وضع اسمه على قوائم ترقب الوصول والممنوعين من السفر.
طيلة عام 2013، ولأسباب قانونية وسياسية رأى الفريق أن الظروف غير مواتية ليعود إلى مصر، خاصة في ظل حكم ممثل جماعة الإخوان للبلاد، وهو العامل القوي، الذي أبقاها من وجهة نظره غير مواتية حتى على الرغم من صدور حكم قضائي، في ديسمبر 2013، ببرائته ونجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية «أرض الطيارين».
كان الأمر المثير للتساؤل هو عدم العودة حتى بعد رحيل الإخوان وتولي منصب الرئاسة رجل يؤيده «شفيق»، حسبما أعلن في أكثر من تصريح صحفي، لكن هذا الأمر قد يفسره تصريحات أخرى أطلقها «شفيق»، منتصف سبتمبر الماضي، أكد فيها عدم عودته إلا بعد انتهاء «بقايا إجراءات قانونية إخوانية ضده، مازالت سارية».
في مسار موازٍ لرحلة شفيق، كان حزب الحركة الوطنية ،الذي يديره نواب عنه، يمارس أنشطة ويتبنى مواقف سياسية، بل ومؤخرًا يدخل في تحالفات انتخابية استقر فيها على «الجبهة المصرية»، في إطار الاستعداد للبرلمان، لكن دونما تأكيد في أي وقت منذ تأسيسه وإلى الآن على عودة، «الأب الروحي» له ورئيسه بالتزكية منذ أواخر ديسمبر 2014، فلا أي قيادي بالحزب على قدر اقترابه من الفريق استطاع الجزم بموعد عودته، ولا الفريق نفسه أجاب عن سؤال العودة الذي لا يشغل أنصاره وحدهم.