علينا أن نرد الجميل لصعيدنا، من خلال محاربة ثالوث الفقر والمرض والأمية، تلك المنطقة التى غابت أو ُغيبت عن قطار التنمية فى البلاد، حتى أضحى أهلها يعيشون أصعب الأيام وأشدها، وأخذ الفقر يضرب بقطاعات عريضة من أهلنا يوما بعد يوم، وأمست أرض الحضارة والتاريخ فريسة سهلة، وصيداً ثمينا للطامعين!..علينا أن نبحث عن حلول غير تقليدية. ثم ندعو أنفسنا وغيرنا للمساهمة فى تنمية الصعيد، بعد أن أصبح نصف سكان الوجه القبلى من الفقراء. وتتزايد معدلات الفقر فى ظل عدم قدرة الحكومة على رفع معدلات النمو بشكل حقيقى، فالصعيد يحتل المرتبة الأولى فى معدلات الفقر، فبحسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، تصدرت محافظة أسيوط المحافظات الأكثر فقرا، حيث بلغت نسبة الفقراء بها 60%، بينما قنا 58%، وسوهاج 55%، أما الأقصـر فبنسبة 47%!!
إننى أناشد السيد رئيس الجمهورية والحكومة سرعة تنفيذ مواد الدستور الخاصة بتنمية محافظات الصعيد، حيث نصت المادة (236) على: «تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية، والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية والمحرومة، ومنها الصعيد وسيناء ومطروح ومناطق النوبة، وذلك بمشاركة أهلها فى مشروعات التنمية وفى أولوية الاستفادة منها، مع مراعاة الأنماط الثقافية والبيئية للمجتمع المحلى، خلال عشر سنوات من تاريخ العمل بهذا الدستور، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون».
إن الاستثمار فى الصعيد يحتاج إلى قرارات حاسمة وليس إلى شو إعلامى، ولابد أن تسارع الحكومة لإصدار حزمة من الحوافز الاستثمارية لتشجيع المستثمرين وجذب الاستثمار لمحافظات الصعيد. إن الاهتمام بتنمية الصعيد اقتصاديا ودفع الاستثمارات إلى مدنه وقراه أصبح أمرا ضروريا حتى يشعر الجميع بالشراكة الحقيقية فى وطن ننتمى إليه جميعا ولا تمييز بين أبنائه، لذلك فنحن مطالبون بإعادة توزيع خريطة الاستثمارات وتوطين الصناعات مع تخصيص للمناطق الأكثر حاجة والأشد معاناة!
أشرف التعلبى - رئيس اتحاد شباب الصعيد