شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الأربعاء، زحاما شديدا في اللقاء الفكري الذي حمل عنوان «نحو خطاب ديني جديد»، واستضاف الشاعر السوري، أدونيس، وقدمه الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وقال «مجاهد»، في بداية اللقاء، إن أدونيس يضرب قدما ثابتة في التراث العربي ويضع الأخرى واثقة في الثقافة الغربية، ومن لا يملك تلك الوقفة لا يستطيع أن يقدم ما يطور الثقافة العربية.
بدأ «أدونيس» حديثه بتوجيه الشكر والتعبير عن اعتزازه بوجوده في القاهرة في هذه المرحلة واصفا إياها أنها «تعد مفترق تاريخي حاسم»، قائلًا: «إنه إذا ذهبت مصر ذهب العرب».
وقال «أدونيس»: «بالرغم من كل الإنجازات التي حققها الكتاب والمبدعون العرب في كال الميادين، فشخصيا أقول إن الحداثة العربية ليست حاضرة معنا ولا أمامنا في المستقبل، وإنما هي ورائنا، فالوقائع التي حدثت في بغداد في القرن الثامن أكثر جرأة من أطروحات اليوم».
وأضاف: «لا يوجد شاعر خلق لغة كاملة للمدينة مثلما فعل أبونواس، ولا يوجد شاعر أعاد النظر في اللغة وعلاقتها بالأشياء مثل أبوتمام، ولا يوجد شاعر أعاد النظر في الموروث الديني مثل أبوالعلاء المعري، وهذه الأمثلة كلها أذكرها لكي أقول إن حداثتنا العربية ورائنا وليست أمامنا، إلا إذا غيرنا مسار تفكيرنا ومسار عملنا».