اعتادوا أن ينتظروه مساء كل جمعة، ليضحكوا على قفشاته اللاذعة، وأن يتهكم ويسخر وكأنه لسان حالهم، من كثير من المواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها البلاد، ليحظى باسم يوسف الذي انطلق عبر كليبات قصيرة على موقع يوتيوب بمكانة كبيرة، كلاعب كرة محترف، يعرف كى يسدد الانتقادات بطريقة كوميدية في مرمى الضحك.
وليتحول أحد أبرز نجوم السوشيال ميديا الذين أفرزتهم ثورة 25 يناير، إلى ذلك النجم التليفزيونى الذي ملأ الشاشة سخرية من الجميع، حتى من نفسه أحيانا أو من القناة التي يبث عليها برنامجه، وأحيانا أخرى من زملائه، مرورا بنكاته الساخرة من النظام المصرى خاصة في حكم الإخوان ورئاسة محمد مرسى للبلاد.
توقف «البرنامج» في يونيو الماضى وعقب انتقاله من قناة cbc إلى mbc مصر، بعدما كان يقدمه يوسف على قناة on tv، ليترك فراغا شاغرا، وكما ضخما من الإعلانات التي كانت ترافق برنامجه، لدرجة سخريته من كثرتها مقارنة بما يقدمه من مواد تليفزيونية.
واستمراراً لشخصية المحلل السياسى الساحر، تعاقدت قناة mbc مصر لتقديم برنامج مشابه لكن دون جمهور في الاستديو، وهو «أسعد الله مساءكم من جديد» الذي يظهر خلاله سيد أبوحفيظة تلك الشخصية التليفزيونية التي قدمها المذيع أكرم حسنى في برنامجه الشهير «أسعد الله مساءكم» قبل أعوام على قناة «نايل كوميدى»، وحققت نجاحا كبيرا.
استطاع أبوحفيظة أن يكسب بعضا من جمهور باسم يوسف، خاصة مع انتشار مقاطع الأغنيات الساخرة التي يتنقد فيها كثير من الشؤون السياسية على الانترنت، مستغلا خلو الساحة التليفزيونية السياسية الساخرة من باسم يوسف.
إلا أن أبوحفيظة يعتمد على التنكر والتلوّن في تقديم برنامجه، باستخدام حيل تغيير الملابس والماكياج، عكس يوسف الذي كان يظهر متأنقا في بدلته، ودون أي إضافات شكلية، معتمدا فقط على أدائه وطريقته الساخرة، مثلما اعتمد على فريق عمل كبير يعاونه في تقديم برنامجه. وخرجت محاولات عبر الإنترنت لتقديم شخصية ساخرة تنتقد الأوضاع السياسية بطريقة باسم يوسف، مثل «جوتيوب» الذي يقدمه شاب يدعى يوسف، استهدف الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ كان وزيرا للدفاع في مقاطع تنتقد النظام، وقيل إنها تنتمى للإعلام الإخوانى.
كما حاول بعض مستخدمى اليوتيوب استنساخ نجاح باسم يوسف وشخصية المحلل السياسى الساخر وتقديم برامج ساخرة مثل كريم غنيم وإبراهيم الجارحى من خلال برنامجه «جارحى شو» الذي أذيع منذ عدة أشهر على قناة أون تى في.
ولم تنته محاولات البحث عن ظهير تليفزيونى للمحلل السياسى الساخر وانطلقت الخميس أولى حلقات البرنامج الكوميدى «عرض كبير» على قناة cbc أيضا، والذى يقدمه الممثل والمذيع الكوميدى أكرم الشرقاوى، الذي ارتبط ظهوره قبل أعوام ببرامج المقالب. وتسبب تشابه الديكورات الخاصة ببرنامج «عرض كبير» مع تلك التي كان يظهر بها «البرنامج» لباسم يوسف، مع طبيعة مقدميه الساخرة، إلى جانب تصويره بحضور جمهور، في الاعتقاد بأن «عرض كبير» هو نسخة جديدة من باسم يوسف، غالبا لن تماثله، وفقا لتوقعات الجمهور الذي شاهد برومو البرنامج الجديد وصوره.
وقد صور الشرقاوى 20 حلقة من برنامجه.
الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أكد أن البرامج السياسية الساخرة التي تعتمد على مقاطع من برامج أخرى تحتاج نوعاً من الجرأة، والاعتماد على فريق متكامل لديه نوع من القدرة على رصد كل البرامج التي تتناول أحداث الشأن العام، وتعاطى سياق يصلح للنقد والتقديم، كما تحتاج مقدم برنامج لديه نوع من الذكاء وسرعة البديهة والتعليقات الساخرة، أيضا تحتاج توافر الجرأة لدى القناة التي تبث البرنامج لتحمل ما قد يترتب على ما يبثه هذا البرنامج.
وأشار «العالم» إلى أن مرحلة التحول التي نشهدها حاليا، ووجود نغمة واحدة في اتجاهات معظم البرامج، ومسلك هروبى في برامج أخرى لجأت لتناول العلاقات الأسرية والدجل والشعوذة، فربما قد لا يكون من المناسب أو المفيد أن نشاهد برامج سياسية ساخرة.
وحول شخصية من يقدم مثل هذه البرامج قال: «القضية ليست باسم يوسف، لأنه كان حالة اعتمدت على وجود مصادر في برامج أو قنوات دينية وإسلامية، وكان لديه حس سياسى، وفريق إعداد قوى، كما أن تعرضه لمساءلات قانونية وقضائية أثار الاهتمام وخلق حوله حالة من الجدل والنقاش في المجتمع».