ما هذا الهراء العبثى الذى تبثه لنا بعض الفضائيات فتصيبنا بالتقزز والغثيان، وما الفائدة التى تعود على المجتمع فى استعراض أو افتعال معركة يتناطح خلالها «شيخان أزهريان» حول قضايا دينية وفقهية تمس صلب العقيدة الإسلامية وجوهرها؟. ولكن للأسف الشديد فلقد تحولت الحلقة إلى حلبة صراع تدنى فيها الحوار بكل مفرداته، ولقد بلغت حدة وسخونة النقاش بين الشيخين لدرجة أنهما كادا يشتبكان بالأيدى بل الأغرب أن أحدهما قام بخلع عمامته وهمّ بخلع جبته !! متحدياً زميله الذى يعمل وكيلاً لوزارة الأوقاف أن يخطب فى مسجد تسيطر عليه جماعة داعش الإرهابية فى قلب القاهرة!! والعجيب أن موضوع النقاش الذى يتصارع حوله الشيخان هو «الزنا» وهل حده وعقابه الرجم أم لا؟ فأكد أحدهما حد الرجم بينما أنكره الآخر وأدركنى الذهول عندما سمعته ينسب أقوالاً لأم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها بأنها قالت إن آيات الرجم قد أكلتها الماعز والداجن وهى مخبأة تحت السرير فمحيت من القرآن الكريم، وهذا القول يتعارض تماماً مع اكتمال القرآن ووعد الله بحفظه للأبد (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). كما تطرقت المناقشات لأنواع الزواج المختلفة كالمسيار والمتعة، والعرفى وهل يعتد به أم يقع فى خانة الزنا؟ ويحاول الشيخ وكيل الأوقاف جاهداً أن يعبر تلك المطبات المحرجة بتوضيحه لشروط الزواج الصحيح ولكن تأبى المذيعة إلا أن تعيده لقضية الزنا تارة أخرى، إننى أرى فى مثل هذه المعارك الفضائية استمراراً لمسلسل التطاول على الرسل والصحابة والتشكيك فى الثوابت الدينية، وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة، إننى أناشد الأزهر أن يُصدر قراراً بمنع رجاله المرضى بحب الظهور فى الفضائيات حتى لا تتكرر تلك الصور العبثية والتى تسىء للدين الإسلامى الحنيف ولعلمائه الأجلاء.
د. عز الدولة الشرقاوى- سوهاج