«زي النهارده».. الإفراج عن بعض زعماء الثورة العرابية 3 فبراير 1892

كتب: ماهر حسن الثلاثاء 03-02-2015 07:11

بعد وفاة الخديو توفيق في قصره في ضاحية حلوان في السابع من يناير عام ١٨٩٢ بعد مرض لم يمهله سوى سبعة أيام، وكان عمره يوم مات أربعين سنة إلا أشهرا، وكانت مدة حكمه ١٣ سنة إلا شهرا استقوى فيها بالإنجليز على الوطنيين، وفي السادس عشر من يناير أقيم احتفال مهيب في ميدان قصر عابدين حيث نودى بتولى عباس حلمى (أكبر أبناء توفيق) خديو على مصر.

وكان قبيل هذا الاحتفال قد حضر إلى مصر من فيينا، وحين تولى مقاليد الأمور برهن على حيويته ونشاطه وكان قد حضر من فيينا إلى الإسكندرية صباح ذلك اليوم بصحبة مندوبين بعثت بهم حكومة النمسا تكريما له، ولم يمكث في الإسكندرية إلا ريثما يعد له قطار لنقله إلى القاهرة، حيث كانت الجماهير وزينت الطرقات، واخترق موكبه الشوارع بين التهليل والزغاريد، وقد أوشكت سنه أن تسبب أزمة في الحكم لولا أن بادر العلماء فقرروا بلوغه سن الرشد في ١٤ يوليو ١٩٠١، وفق التقويم الهجري.

وبدأ عباس حكمه بحماس في مناهضة الاحتلال البريطاني لمصر وقرر منذ اللحظات الأولى ألا يقتفي خطوات أبيه في مداهنة الإنجليز، وقد دلت سياساته وتصرفاته على ذلك حتى إنه اشترك في جمعية وطنية سرية مع الزعيم الشاب مصطفي كامل وأحمد لطفي السيد، وفي الثلاثين من يناير حضر عباس اجتماع الجمعية العمومية وألقى فيه خطابا تضمن الخطوط الرئيسية لمنهجه وبرنامجه وسياساته، وقام بفتح سراى عابدين لاستقبال مختلف موظفي الوزارات المختلفة كما كان يدعو مختلف الطوائف إلى الإفطار على مائدته في شهر رمضان.

غير أنه من أهم القرارات التي اتخذها كان القرار الذي اتخذه «زي النهارده» في ٣ فبراير ١٨٩٢ إذ أصدر قرارا بالإفراج عن بعض زعماء الثورة العرابية وعلى رأسهم خطيب الثورة العرابية الشاعر عبدالله النديم الذي كان منفيافي الشام والسيد حسن موسى العقاد وآخرون إيذانا بالإفراج عن سائر زعماء الثورة.

وكان عبدالله النديم قد عاد من منفاه في شهر مايو من نفس العام، وفور عودته عمل النديم على إصدار مجلته «الأستاذ» إلى أن صدرت في الثالث عشر من أغسطس ١٨٩٢.