معرض القاهرة الدولى للكتاب هو الحدث الأهم ثقافياً على مستوى النشر فى مصر والوطن العربى. ينتظره الكثيرون كل عام من جميع أنحاء الوطن العربى لتميزه بتعدد الناشرين واختلاف التوجهات، غير أن البعض يتحدث فى الفترة الأخيرة عن تراجعه أمام معارض بعض الدول العربية الحديثة، والبعض الآخر يهاجمه بسبب أزمة سور الأزبكية وظاهرة تزوير الكتب.
وفى السنوات الأخيرة استغلت بعض المكتبات الدينية الإسلامية والمسيحية المعرض ليكون أرضاً خصبة لنشر معتقداتها، عبر إصداراتها المتنوعة، مما أدخله حلبة الصراع الدينى.
من جانبها، فإن وزارة الثقافة ترد على هذه الاتهامات بخطة تطوير تقول إنها ستجعله الأفضل عالمياً. ويأتى المعرض هذا العام فى ظل ظروف صعبة، أبرزها الأزمة الاقتصادية العالمية وانتشار مرض أنفلونزا الخنازير مما دفع البعض إلى المطالبة بإلغائه.
«المصرى اليوم» طرحت كل هذه التساؤلات على «أحمد صلاح»، مدير عام المعرض والمسؤول عن كل كبيرة صغيرة به.. وإلى نص الحوار..
■ ما الجديد فى المعرض هذا العام؟
هناك خطة للتطوير تتضمن ربط قاعة المؤتمرات بأرض المعارض وإزالة القاعات الموجودة حالياً وبناء صالات جديدة مساحة الواحدة ١٠ آلاف متر وستتجاوز المساحة الإجمالية لصالات العرض ١٤٠ ألف متر وهى مساحة لم يسبقنا فيها أى معرض فى العالم، إضافة إلى إنشاء فندق ٥ نجوم داخل أرض المعارض لخدمة المشاركين من الدول الأخرى كما فى المعارض العالمية، كما سيتم إنشاء خط تنقلات داخلى خاص بالمعرض فقط، إضافة إلى مول تجارى كبير جداً سيعمل طوال العام، والمرحلة الأولى من التطوير تنتهى بعد ٣ سنوات.
■ هل سيؤثر التطوير على أسعار الاشتراك؟
بالطبع الأسعار سترتفع من العام المقبل لأننا سنكون فى قاعة المؤتمرات وهذا سيفرض علينا تقليل مساحات العرض ومنع الاشتراك فى أكثر من مكان إضافة إلى أن قاعة المؤتمرات تفرض على المعارض المقامة بها ألا تزيد مدتها على ٤ أيام ولكننا سنراعى الحفاظ على مدة المعرض المعتادة.
■ متى سيبدأ المعرض وكم دولة تشارك فيه وما هى الدولة ضيف الشرف هذا العام ولماذا؟
المعرض سيفتتح فى ٢٨ يناير ٢٠١٠ ويستمر حتى ١٠ فبراير بمشاركة ما يزيد على ٨٠٠ ناشر من ٢٧ دولة، والدولة ضيف الشرف هذا العام هى روسيا ومعايير اختيارها تعود إلى إنتاجها الثقافى والأدبى ورغبتها القوية فى التواجد مرة أخرى على الساحة الثقافية العربية وسيعقد مؤتمر صحفى للدولة ضيف الشرف قبل بداية المعرض بـ٣ أسابيع.
■ المعرض يعانى من شكوى دائمة تتلخص فى سوء التنظيم والإهمال؟
هذه الشكوى حقيقية وتتكرر كل عام خاصة من دور النشر العربية وستظل معنا إلى ما شاء الله لأن معرض القاهرة هو الوحيد الذى يسمح للناشرين بعمليات البيع جملة ولا يفرض رقابة على عدد الإصدارات أو النسخ لكونه أهم وأكبر معرض فى المنطقة ولكن دور النشر العربية تستغل هذه المميزات وتأتى بأعداد مهولة من كراتين الكتب لا تتناسب إطلاقاً مع حجم مساحتها بالمعرض فينتج عن ذلك كم كبير من المخلفات وبذلك يكون المشتكى هو المتسبب فى هذه المشكلة.
■ دور النشر تشكو من ارتفاع سعر الاشتراك فى المعرض وتطالب بتخفيضه لدعم الثقافة؟
الهيئة تحصل على أرض المعارض بقيمة إيجارية من وزارة التجارة وتقوم بعد ذلك بتجهيزها سواء وسائل العرض أو الإضاءة والدعاية ووزارة الثقافة فى الأساس هيئة غير هادفة للربح، لذلك فإن قيمة الاشتراك تحسب لتغطية المصاريف فقط، والدولة تدعم المعرض بالكامل لأن الاشتراك لا يتم تحميله تكلفة الدعم الأمنى للمعرض أو الدعم الإعلامى أو غيرهما من خدمات داخلية.
■ ما الشركة الراعية للمعرض هذا العام؟
لا توجد شركة راعية هذا العام ونظام الشركات الراعية الذى تم تطبيقه الأعوام الماضية كان فكرة المرحوم الدكتور ناصر الأنصارى «الرئيس السابق للهيئة العامة للكتاب» الذى كان يؤمن بتزاوج القطاعين العام والخاص من أجل تطوير خدمات المعرض.
■ هل يوجد تنسيق بين الهيئة العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصرى والعربى؟
لدينا لجنة عليا وأحرى تنفيذية تضم أعضاء من الطرفين وعملها ينصب فى عرض التصور الكامل للمعرض وتذليل أى مصاعب قد تعرقل خروج هذا العُرس الثقافى فى أفضل صورة.
■ هل سيشارك ناشرون جزائريون فى دورة هذا العام؟
حتى الآن لم نتلق أى طلبات اشتراك من الناشرين الجزائريين ولم نتخذ قراراً بشأن مشاركتهم من عدمه، ولكن فى حالة المشاركة سيتوجب علينا ترتيب الأمر جيداً خاصة بعد الأحداث المؤسفة التى تعرض لها المصريون سواء فى الجزائر أو السودان عقب مباراتى القاهرة والخرطوم.
ولكن على الصعيد الثقافى توجد أعمال كثيرة بين الناشرين المصريين والجزائريين وأعمال نشر مشترك وتبادل منفعة يمكن أن تحد من حالة التعصب الحالية.
■ يرى البعض أن سور الأزبكية بمعرض القاهرة للكتاب تحول إلى مكان لبيع الكتب المنسوخة والمزورة.. ما تعليقكم؟
سور الأزبكية تاريخ كبير تجب المحافظة عليه لأنه من معالم سوق الكتاب فى مصر، أما وجود سوء استغلال من بعض المشاركين فهذه قضية يصعب السيطرة عليها، خاصة أن سور الأزبكية يتمتع بطبيعة خاصة منها البيع دون فواتير وليس لنا الحق فى سؤاله عن مصدر شرائه الكتب ولا يشارك بشكل ملزم لأى جهة حكومية وللأسف الشديد هذه الظاهرة لا أعتقد أن بإمكاننا السيطرة عليها.
والطريقة الوحيدة لمواجهة هذه المشكلة هى أن كل من تتعرض كتبه للتزوير عليه التوجه إلى إدارة المصنفات بالمعرض لتحرير محضر لاتخاذ الإجراء القانونى المناسب.
■ هل هناك رقابة على الكتب بالمعرض؟
لا توجد رقابة على الكتب إطلاقاً ولكن يوجد ٣ أشكال للإشراف والرقابة من جهات غير إدارة المعرض، الأولى الرقابة على المطبوعات الأجنبية «المجلات» وتتبع وزارة الإعلام، والثانية هى المصنفات الفنية وتتحرك حال تلقيها شكوى من المتضرر، والأخيرة خاصة بالأزهر.
■ بعض دور النشر ادعت منعها من المشاركة فى المعرض بسبب نوعية إصداراتها مثل منشورات الجمل؟
نظام المعرض ولوائحه غير معنية إطلاقاً بنوعية الإصدارات ولا اتجاهاتها ولكن نظام المعرض يمنع أى دار قامت بتزوير كتاب وحصلت على حكم إدانة من المشاركة فى المعرض، ودار الجمل ارتكبت هذا الخطأ واعترفت به لذلك لم تشارك فى المعرض لكنهم شاركوا عن طريق ناشر آخر.
■ تحول المعرض فى السنوات الماضية إلى صراع دينى بين بعض المكتبات الإسلامية والمسيحية فهل هذا ضمن الحرية الثقافية؟
هذا شىء مختلق وجديد على المعرض ومن يقم به من الطرفين يعتقد أنه يقوم بخدمة دينه، ولكننا منذ العام الماضى منعنا هذا الكلام وإدارة المعرض لا تتعامل مع المشاركين على أساس الدين.
■ البعض يدعى تراجع معرض القاهرة على الساحة الثقافية أمام معارض عربية أخرى؟
هذا الكلام غير حقيقى بالمرة وبالمقارنة بين معرض القاهرة وأى معرض فى حجم المساحات المشغولة وعدد الدول ودور النشر المشاركة تتضح الصورة بشكل لا مجال فيه للشك.
■ الناشرون المصريون دائمو الشكوى كل عام من الخسارة؟
هذا شىء طبيعى وكل عام تتردد مقوله أن معرض العام الماضى أفضل ولكن هل من المنطق أن يداوم الناشر على الاشتراك على مدار ٤٢ عاماً وهو يخسر.
■ كيف ترى حركة النشر فى مصر مقارنة بباقى الدول العربية؟
مصر وكل الدول العربية بالكامل حركة النشر بها غير جيدة والدليل على ذلك كم الطباعة فأكبر ناشر لا يجرؤ على طباعة أكثر من ٣ آلاف نسخة من الكتاب والبعض يطبع ٥٠٠ فقط وهذا العدد مقارنة بعدد الشعوب العربية يساوى صفراً وللأسف مازال الاهتمام بالكتاب مقصوراً على النخبة فقط.
■ هل تراجع الكتاب الورقى أمام الفضائيات والإنترنت؟
بالعكس لقد تسببت القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت فى زيادة الإقبال على الكتاب الورقى بسبب الدعاية التى يحظى بها عليهما.