رواد الأعمال.. رجال مغامرون ومبتكرون وقادة النهوض بالاقتصاد

الإثنين 18-05-2009 00:00

تواجه الدول النامية أزمة كبيرة فى توفير فرص عمل لمواطنيها، وقد وجدت بعض الدول فى مفهوم وثقافة «ريادة الأعمال» طريقا لمواجهة هذه الأزمة يساعد فى تنمية الاقتصاد بدرجة كبيرة، إلا أن العالم العربى ما زال يعانى ضعفا شديدا فى إدراك أهمية هذه الثقافة.

ويرجع مفهوم الريادة لبعض الاقتصاديين النمساويين أمثال جوزيف شامبتر وفون هايك ولودويج ميسيس. وقد عرف شامبتر الريادى بأنه هو ذلك الشخص الذى لديه الإرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح.

وبالتالى فوجود قوى الريادة فى الأسواق والصناعات المختلفة تنشئ منتجات ونماذج عمل جديدة. وبالتالى فإن هذه القوة تؤدى إلى التطور الصناعى والنمو الأقتصادى على المدى الطويل.

أما فرانك نايت وبيتر دراكر فيعتبران الريادة هى بالأساس تتمحور حول المخاطرة. فسلوك الريادى هو ما يعكس نوع القدرة التى لديه أو لديها لوضع مهنته وموقفه المالى فى الواقع والمخاطرة عن طريق تطبيق فكرته ووضعها محل التنفيذ بإعطائها المزيد من الوقت والجهد ورأس المال فى مخاطرة غير مضمونة.

تأثير الريادة غالبا لا يمكن توقعه، فعند محاولة خلق أو ابتكار شىء جديد على العالم فإن سوقه لا تكون معروفة. قبل ظهور الإنترنت، لم يكن أحد ليعرف مدى نجاح سوق الأعمال المترتبة على الإنترنت مثل «جوجل» و«يوتيوب» و«فيس بوك» وغيرها. أما بعد ظهور الإنترنت فقط فقد بدأ البعض يرى فرصًا وأسواقًا لهذه التكنولوجيا.

ويمتلك رواد الأعمال الكثير من المميزات التى تجعلهم يعاملون كقادة. فغالبا ما يعارضون المديرين والإداريين الذين يطلبون منهم أن يكونوا أكثر اتباعا للطرق المعروفة وأقل مخاطرة. مثل هذه النماذج التى تتمحور حول شخصية رواد الأعمال توضح أنها مشكوك فى مدى صلاحيتها، حيث تبين الحياة العملية أن أغلب رواد الأعمال يعملون فى فرق وليس فقط بشكل فردى.

ورائد الأعمال هو شخص تحركه الحاجة لإنجاز شىء ورغبة شديدة فى إضافة شىء للحياة. كما أنهم محبون للأفكار الجديدة، مفكرون، مخططون، يقتنصون الفرص ومبدعون. ورائد الأعمال لديه هدف طموح وهو القوة التى تدفعه لبناء الشركة. وعادة ما يكون الهدف مدعومًا بالعديد من الأفكار القوية المحددة التى ليس لها مثيل فى السوق. وتكون الرؤية الشاملة لكيفية تحقيق هذا الهدف واضحة، ولكن التفاصيل غير كاملة ومرنة وقابلة للتطوير.

ويتمحور دور رواد الأعمال حول إنشاء أسواق جديدة فهم يخلقون عملاء وبائعين وهذا ما يجعلهم مختلفين عن رجال الأعمال التقليدين الذين يؤدون الوظائف الإدارية التقليدية مثل التخطيط والتنظيم وتحديد المهام.

كما أنهم يحركون الموارد الرأسمالية. فرواد الأعمال هم المنظمون والمحددون لمعظم عناصر الإنتاج، مثل الأرض والعمال ورأس المال. فهم يمزجون عناصر الإنتاج هذه لخلق بضائع وخدمات جديدة. ويستطيع رواد الأعمال تقديم تكنولوجيا وصناعات ومنتجات جديدة.

مثل هذه الروح الريادية التى تساهم بقوة فى تحديث الاقتصاد، خاصة فى الدول النامية.

وبما أن أكبر موفر لفرص العمل هو القطاع الخاص، فإن رواد الأعمال يمكنهم خلق فرص عمل ضخمة لها مضاعفات وتأثيرات تسرع من نمو الاقتصاد ككل. فمزيد من الوظائف يعنى المزيد من الدخل وهذا يزيد الطلب على البضائع والخدمات، وبالتالى يزيد الإنتاج.