واصلت القمة الأفريقية أعمالها بمقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، السبت، وترأس سامح شكري، وزير الخارجية، وفد مصر في الاجتماعات، بعد تكليفه من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي قطع مشاركته بالقمة عقب حضوره الجلسة الافتتاحية والعودة إلى القاهرة لمتابعة الوضع في سيناء، بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له العريش قبل يومين.
وتسلمت مصر رئاسة لجنة الرؤساء والحكومات الأفريقية، المعنية بموضوع تغيير المناخ، والتي كان يرأسها حتى هذه القمة رئيس تنزانيا، الذي قدم تقريرا خلال الجلسة عن المفاوضات الدولية لتغيير المناخ التي كان آخرها الشهر الماضي ببيرو.
وألقى شكري كلمة نيابة عن الرئيس السيسي، تناولت اهتمام مصر بالتعامل مع ظاهرة تغيير المناخ والسياسات والأفكار المصرية التي تهدف إلى تعزيز الموقف التفاوضي الأفريقي خلال المرحلة القادمة، بحيث نستطيع المحافظة على مزايا الدول الأفريقية، والحصول على أكبر قدر من المساعدات من المجتمع الدولي لمساعدة الدول الأفريقية بهذا المجال.
وأشار الوزير إلى أنه أجرى عدداً من المداخلات في جلسة مجلس السلم والأمن الأفريقي، التي انعقدت صباح السبت، تركزت على الإعراب عن الارتياح للتقرير الذي صدر عن مفوض الاتحاد الأفريقي في تناول كل القضايا والنزاعات القائمة في القارة والتحديات، ومن ضمنها الإرهاب، الذي تعاني منه الكثير من الدول الأفريقية.
وأوضح أن مصر أكدت خلال الجلسة أنه لابد من التعامل مع المشكلات والصراعات والنزاعات القائمة بأفريقيا في إطار أفريقي، من خلال الآليات سواء الثنائية أو الإقليمية أو على مستوى الاتحاد بصفة عامة، والعمل على تسوية هذه النزاعات بالطرق السلمية وإعفاء الشعوب من الصراع المستمر والاقتتال.
وأضاف شكري أن خروج هذه النزاعات خارج نطاق الدول الأفريقية يهدد بتناول هذه القضايا من قبل أطراف خارج القارة، قد لا تتفق مواقفها وأهدافها مع أهداف دول القارة وتطلعاتها.
وأكد الوزير أنه التقى بوزيري خارجية مالي وتنزانيا، وتم استعراض أوجه العلاقات الثنائية والتحديات التي تواجه المنطقة، وتحدث وزير خارجية مالي عن الأوضاع الداخلية في بلاده، وما نشأ عن توجيهات انفصالية شمال مالي، استفادت بها منظمات إرهابية، والجهود الحالية لحل الأزمة من حلول سياسية، وتحدث مع وزير خارجية تنزانيا، عن جهود بلاده لاحتواء الصراع في جنوب السودان، والجهود المصرية المتواكبة مع ذلك، لافتا إلى أن وزير الخارجية التنزاني «عبر عن شكره لجهود مصر، وأكد التزام بلاده بدعم حقوق مصر المائية في التفهم الكامل لحيوية نهر النيل، واستمرارهم في العمل على طرح هذه الرؤية عند باقى دول حوض النيل، واقتناعهم التام بأنه لابد أن تكون لمصر أولوية في استخدام مياه النيل، وأضاف أنه تم توجيه دعوة للرئيس السيسي لزيارة تنزانيا، وأن الرئيس التنزاني يحرص على المشاركة في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ مارس المقبل».
وناقشت القمة باقي البنود المقترحة، ومن بينها الميزانية الخاصة بالاتحاد الأفريقي، فضلا عن اعتماد القادة الأفارقة لقرار لجنة الترشيحات بدعم قرار مصر بالترشح للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن ٢٠١٦-٢٠١٧ عن شمال أفريقيا.
وعقب انتهاء فعاليات القمة سيعقد وزير خارجية زيمبابوي، رئيس الدورة الحالية للقمة، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، مؤتمرا صحفيا للإعلان عن البيان الختامي للقمة.