في عام 969 ميلاديًا، أسس المعز لدين الله الفاطمي مدينة أرادها عاصمة لدولته، وحينها قام جوهر الصقلي، بإحاطة 3 مدن متجاورة (الفسطاط – العسكر – القطائع) بسور كبير، لتصبح «القاهرة»، العاصمة ذات الألف عام.
بعد ألف عام من تأسيس «القاهرة» وتحديدًا في عام 1969، كانت العاصمة تحتفل بعيدها الألفيّ، وكان وزير الثقافة حينها، ثروت عكاشة، يريد أن يتوّج هذا الاحتفال بشيء مميز، فعهد إلى الكاتبة سهير القلماوي، إقامة أول معرض للكتاب، ثُم استمر هذا الحدث إلى الآن.
كانت سهير القلماوي، أول رئيس لمعرض الكتاب، وهي كاتبة كبيرة، كانت أول فتاة تلتحق بجامعة فؤاد الأول، وتتلمذت على يد الدكتور طه حسين بكلية الآداب، وقد استمرت رئاستها للمعرض، من عام 1969 إلى 1971.
تولى رئاسة المعرض بعدها، د. محمود الشنيطي من عام 1972 إلى 1978، وكان أستاذًا بكلية الآداب، ورئيسًا لقسم المكتبات، كما تولى مناصب عديدة بوزارة الثقافة. وفي العام 1979 تولى رئاسة المعرض د. سعد الدين وهبة، المؤلف المسرحي وكاتب السيناريو.
وخلال عامي 1980 و1981 تولي رئاسة المعرض صلاح عبدالصبور، الشاعر والأديب والمؤلف المسرحي الذي حاولت السلطة استمالته بسبب مواقفه المعارضة، بأن عرضوا عليه لقب أمير الشعر العربي، لكنه رفض مبايعته بذلك خلفًا لأحمد شوقي، ولمعارضته الشديدة لاتفاقية كامب ديفيد، أُرغم «عبدالصبور» عام 1981 على استضافة جناح إسرائيل داخل المعرض، ورغم التشديد الأمني، احتشدت حول الجناح مظاهرات، واقتحم شباب إلى الداخل وقاموا بحرق العلم الاسرائيلي، وتم القبض على بعضهم لكن «عبدالصبور» توسط لإخراجهم، وقد لاقى هذا الجناح مقاطعة شديدة من المثقفين، الذين انتصروا في النهاية، فكانت تلك أول وآخر مشاركة لإسرائيل في معرض الكتاب.
تلى «عبدالصبور»، عز الدين اسماعيل، الأديب والناقد الذي ترجم عدة مؤلفات إلى العربية، وشغل رئاسة المعرض من عام 1982 إلى 1985.
وفي أطول فترة رئاسة للمعرض، تولاها د. سمير سرحان، الكاتب والصحفي، والمؤلف المسرحي، الذي تولى رئاسة المعرض من عام 1986 إلى 2004، وقد قام بتطوير المعرض خلال تلك الفترة، حيث لاقى في رئاسته رواجًا كبيرًا، أعقبه لعام واحد د. وحيد عبدالمجيد، الكاتب والمحلل السياسي، حيث شغل الرئاسة في 2005.
تولى رئاسة معرض الكتاب من 2006، د. ناصر الأنصاري، لكن خلافته انتهت بوفاته في 2009، ليخلفه د. محمد صابر عرب، عام 2010، إلا أن قيام ثورة يناير قبل موعد المعرض بأيام في 2011، ألغته في ذلك العام، ليُستكمل بعد ذلك برئاسة د. أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، إلى الآن.
رغم أن المعرض عاصر 3 رؤساء، وهم «جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك» إلا أن الأخير كان أحرصهم على حضوره وافتتاحه كل عام، وتفقد أقسامه، وله مواقف كوميدية في ذلك منها، عندما كان يقوم بافتتاح المعرض في إحدى الدورات السابقة، دخل واحدة من دور النشر الكثيرة، وبالصدفة كانت متخصصة في نشر الكتب الاقتصادية، وفيها وقف صاحب دار النشر يعرض الكتب المتواجدة، فأمسك الرئيس بأحد الكتب ونظر لمن حوله قائلًا لهم: «الغريبة إن عندنا كتب اقتصاد كتيرة جدًا.. وأساتذة اقتصاد بالكوم.. ومع كده الاقتصاد عندنا بعافية شويتين».